ألم يحن الوقت للنهوض والخروج من هذه المحنة , والنكبات المتتالية والمتكررة في تاريخنا العربي – الإسلامي منذ أكثر من ثمانية قرون …!!! ، لماذا جميع شعوب المعمورة التي كانت بالأمس القريب محتلة وممتهنة الكرامة ومنتهكة السيادة , تتكاتف وتتضامن وتتوحّد وتقف سد منيع بوجه التحديات والأطماع والأخطار الخارجية ، إلا نحن العراقيين …!؟، ألم تتوفر لدينا كافة الإمكانيات والمقومات والقدرات التي نستطيع من خلالها وبظرف زمني قياسي أن نسخرها لإعادة هيبتنا وكرامتنا وسيادتنا الوطنية , ولنقلب الطاولة على رؤوس أعدائنا والمتربصين بنا الدوائر , ونقّتص من مرتكبي الخيانة العظمى كما هم خونة وسماسرة الأوطان ، فمتى نصحو من هذا السبات الطويل يا عراقيين ؟؟؟, وكذلك .. كعرب متى نعقد العزم والحزم لإنقاذ وانتشال أمتنا العربية من التشظي والإنهيار ، وشعوبنا من المهلكة والمحرقة والهولوكوست النازي والشوفيني العنصري المحّدق , الذي بات يلوح في الأفق ، ومتى ننهي ونضع حد مشرف لحقب وعقود التبعية والتحالفات الوهمية والإتكال والانتظار ؟, أو حدوث معجزةٍ ما …؟، ومتى نتخلص من عقد التعويل أو الإعتماد على الحلول الخارجية والمستوردة ؟، بعد أن أثبت لنا التاريخ القريب والبعيد أنها حلول ترقيعية مؤقته , هدفها تكريس الفرقة والتشرذم , ومضيعة للوقت وإستنزاف وهدر للعمر وللطاقات والثروات والخبرات .
أيها العراقيين .. حذاري .. حذاري ..من شرٍ يلوح في الأفق لا قدر الله .. فلا تغرنكم الشعارات والقرارات الأممية التخديرية , كهيئة الأمم المتحدة , ومجلس الأمن , والجامعة العربية , ومنظمة المؤتمر الإسلامي .. إلخ , فجميعها للأسف مسيّطر ومهيّمن عليها ومخترقة بشكل تام من قبل صناع القرار والفيتو ، بما فيها منظمات حقوق الإنسان المزعومة !!!، ربما ما عدا منظمات حقوق الحيون طبعاً …!!!، فصدقوا أو لا تصدقوا أن سفراء الدول الكبرى في جميع عواصمنا العربية ، ما هم إلا مهندسي ومخططي مشاريع استعمارية جديدة , وخبراء في إشعال الحروب والفتن الداخلية , كان وما يزل دورهم افتعال الأزمات ونشر الدعايات المغرضة المخدرة للشعوب , وسفاراتهم ومقراتهم وقنصلياتهم وحتى … بيوتهم ما هي إلا عبارة عن أوكار تجسسية أمنية ومخابراتية ، كانت وما تزال وستبقى مطابخ .. لطبخ وحياكة ونسج المؤامرات والانقلابات ، بل وكانت وستبقى تعمل المستحيل كي لا يحصل أي تقدم أو تقارب أو توافق أو تنسيق مواقف بين الدول العربية ، وفي مقدمة هذه السفارات هي سفارات الدول صاحبة القرار المتحكمة بمصير ومستقبل أكثر من مليار ونصف المليار مسلم ، ونصف مليار عربي .. كما هي سفارات ; أمريكا وإسرائيل وإيران وبريطانيا وروسيا والصين وفرنسا ، فسفراء هذه الدول بالذات .. يلتقون ويجتمعون مع بعضهم البعض بشكل دوري كل أسبوع في قلب عواصمكم العربية وفي مقدمتها بغداد المحتلة منذ عام النكبة 2003 ، للتشاور والتباحث وتنسيق المواقف , كي تبقى وتسير الأمور من سيء إلى أسوأ , حسب الخطط المرسومة لإعداد ولبناء شرق أوسط جديد مختلف تماماً عما كان عليه قبل عام 2003 , تكون فيه إيران وإسرائيل الدولتين الوحيدتين القويتين والمتحكمتين بمصير ومستقبل الدول والشعوب العربية والعراق وسوريا على وجه الخصوص !، ولن يحصل أي تغيير مرتقب خاصة في العراق إلا بموافقتهما ومباركتهما
على العكس تماماً لما نرى ونسمع ونتابع …. بأن قادة وزعماء هذه الدول يتناكفون ويختلفون ويصرحون تصريحات نارية تجاه هذه الدولة أو تلك ، لكنهم في الليل وخلف الأبواب المغلقة وفي الدهاليز والكواليس المظلمة يتسامرون ويحتفون ببعضهم , ويحتفلون ويرفعون كؤوس ونخب الانتصارات العظيمة التي حققوها علينا خلال فترة وجيزة , بتجنيدهم واستعانتهم بمن هم منا وفينا … أي ” الطابور الخامس ” ! , وكيف تغلبوا واستباحوا الشرق الأوسط من المحيط إلى الخليج ، وتفوقوا على هذه الأمة بأساليبهم المعهودة كما هي الخبث والمكر والخداع والدهاء والتقية وشراء الذمم ، بعد أن جعلوا العرب والمسلمين حكام وحكومات ومحكومين ، شعوبا وقبائل وجيوش ومليشيات وأحزاب وطوائف ، وحتى عشائر وقبائل متقاتلة متصارعة لأتفه الأسباب !، يقتلون ويبيدون ويشردون بعضهم بعض … وقد قالوها صراحة دهاقنة الصهاينة والصفويين : (( لندع العرب يتقاتلون فيما بينهم حتى تجف دمائهم )) !؟, فهل يوجد أبلغ وأقرب من هذه الصراحة وهذا الوصف !؟, لأن القاتل والمقتول عرب ومسلمين , ووقود أرخص من بترول العرب المنهوب لتغذية وإدامة هذه الحروب المستعرة منذ قرون ، لتسّتمر معامل ومصانع الأسلحة في هذه الدول تنتج أحدث الأسلحة المدمرة والفتاكة التي تشتريها الحكومات العربية والإسلامية مرغمة مقابل دفع ترليونات الدولارات ، لكي تزدهر وتتقدم هذه الدول , وتنعم شعوبها بالأمن والأمان والاستقرار والرفاهية ، ولتغزو الفضاء وتطمح باستعمار كوكب المريخ ، في حين شعوب أغنى الدول العربية والإسلامية تعيش تحت خط الفقر المدقع ، أو تعتاش على الصدقات والمساعدات الإنسانية ، أو من خلال البحث في مكبات المزابل والنفايات لتأمين قوت يومها .
للاسف عالمنا العربي وأغلب الدول العربية والإسلامية تسير من سيء إلى أسوأ.، فهي بلا أمن ولا أمان ولا بصيص أمل بمستقبل أفضل ، بلا خطط تنموية ولا تعليم ولا زراعة ولا صناعة ولا صحة … بعد أن استشرى الفساد , واستفحل وباء الطائفية , وسادت شريعة الغاب , وانتشرت وتعددت العصابات , وتسيدت بسلاحها المنفلت لتكّتم أنفاس العراقيين وتقمعهم , بعد أن هيمنة واستحوذت على ثروات ومقدرات الدولة , والأموال السائبة بلا رقيب ولا حسيب , بضوء أخضر من صانعة الدولار الأخضر .. أي أمهم وسيدتهم أمريكا .
كعرب وكعراقيين إن لم نتدارك الأمور بشكل سريع , ونضع جميع الخلافات جانباً , فإننا نسير نحو الهاوية بمحض إرادتنا ، والطامة الأكبر بتنا نتوسل بالعدو الأمريكي الذي جلب لنا كل هذا الخراب والدمار والهرج والمرج .. , ليضع لنا الآليات والحلول , ووقف التمدد والتغول وإنهاء الاحتلال الإيراني البغيض للعراق ولأربع دول عربية أخرى ….!, وهذا بحد ذاته ما هو إلا أم المصائب والنكبات والكوارث الذي لم يشهد له مثيل في تاريخ أمة العرب …!!!, فكفانا ذل وهوان وخنوع وتبعية وسكوت على الباطل وأهله .. يا عرب ويا عراقيين …!