لم تعد ممثلة البعثة الأممية في العراق جينين بلاسخارت مرغوبة بإستمرار ممارسة مهامها في العراق ، كما يؤكد كثير من المتظاهرين وأوساط سياسية عراقية، راحت تستغرب أدوار تلك الممثلة التي أثارت سخرية الكثيرين من نشاطاتها ، التي لا تتوفق مع رغبات الكثير من العراقيين ، الذين يجدون في استمرار مهامها، أنها أضرت ببلدهم ، أكثر مما قدمت لهم من خدمات!!
بلاسخارت هي بدرجة سفيرة ، ومن مهامها الأساسية ، أبلاغ الأمم المتحدة بكل التطورات ومجرياتها في العراق، وتلتقي بقيادات البلد السياسية العليا،وليس من مهامها أن تجري “مفاوضات” أو تلتقي “شخصيات” خارج الوسط السياسي،وتعد نشاطاتها محل تساؤلات مشروعة عن طبيعة المهمة الملقاة على تلك “القطة” التي يصفها العراقيون هكذا، كونها تمارس المكر والخديعة، على شاكلة “بنات الهوى” في الإغراء ، وحاولت أن تظهر نفسها على أنها لديها إمكانات لنقل معاناة العراقيين الى المجتمع الدولي، لكنها أخفقت في تلك المهمة، والدليل حجم الانتقادات الواسعة التي قوبلت بها ممارساتها في هذا البلد، وكان السفراء السابقون في تمثيل البعثة الدولية من شخصيات مرموقة، وهم كانوا أكثر قدرة على إيصال رسالة البعثة الدولية الى العالم ، والى الأمم المتحدة على وجه الخصوص!!
رسائل مريبة وتثير الشكوك، تلك التي تتعلق بـ “تحركات” بلاسخارت، وقد ارادت ، كما يبدو، أن تتجاوز ممارسة مهامها، حتى خارج العراق، بالرغم من أن صفتها الرسمية ،لا تتعدى حدود البلد، ويعدها العراقيون أنها ربما أطالت في أمد إستمرار أزمتهم ، ولم يحصل لهم شيء ايجابي، كما كانوا يأملون، واذا بها تقفز بمهامها خارج ما هو محدد لها من الأمم المتحدة، وكأنها ” وسيط دولي” ، وهي غير مؤهلة للقيام بمهام دبلوماسية من هذا النوع، فهي ليست ممثلا أقليميا دوليا ، على شاكلة من يعينهم الرؤساء الأمريكان او الأمم المتحدة، في أزمات المنطقة ، سواء في ليبيا أو سوريا او اليمن،فهذه المهام الموكلة اليها ، مختلفة كليا، وهي ، أي بلاسخارت، مختصة بالشأن العراقي حصرا، وليس من مهامها اجراء “مفاوضات” مع أطراف أقليمية أو دولية أو شخصيات عليها “ألف علامات إستفهام” على طبيعة ما تجريه معهم من “مباحثات “، ليست من مهامها، بل وخارج حتى رغبة الولايات المتحدة التي ربما لاترتاح لأنشطة من هذا النوع، والعاقل يفهم!!
أجل ..بلاسخارت أصبحت ” جدلية ” في نظر كثير من العراقيين ، ومن مختلف الاطياف والقوى السياسية والمتظاهرين العراقيين، الذين راحوا يرددون هاشتكات معادية لبلاسخارت ولمهامها غير المسؤولة، في بلد ينبغي أن لاتتجاوز تلك المهام، وعليها أن تعرف حدود مهامها، ولا تتعداها، وعلى القوى العراقية المؤثرة أن تطالب بإنهاء خدماتها في العراق، لأنها ربما أضرت بهم ، أكثر مما قدمت لهم من أدوار إيجابية، وهي تساؤلات مشروعة ينبغي على الأمين العام للأمم المتحدة ،أن يأخذ تلك الرغبة وبسرعة ، على محمل الجد، إن أريد للعراق أن يخرج من أزماته ، بالرغم من أن العراقيين لايعولون كثيرا على الأمم المتحدة وعلى أمينها العام ، الذي تعد ادواره باردة جدا ، وكأن المنظمة الدولية تجلس في “غرف مجمدة” ، عندما تتابع أزمات العالم وفواجعه، ، ولم يكن لها “دور محوري” في العراق منذ أكثر من 17 عاما او يزيد، والصراع الدائر بين الولايات المتحدة وايران، ومعاركهم وصراعاتهم المختلفة الأدوار ، التي تدور رحاها على أرض العراق، واحد من تلك الأمثلة الخطيرة، وهم ، أي العراقيون، قد فقدوا أي أمل لديهم، بأن تكون المنظمة الدولية ، جادة في إنهاء أزمات العراق وصراعات البلد، التي لابد وإن تؤدي تلك الصراعات والأزمات في العراق الى تعرضه لمخاطر جسيمة على العراق وعلى أمن دول المنطقة واستقرارها، وقد يكون تقسيم العراق، وتفكيك دولها ، أحد أبرز تلك المعالم ، غير السارة، بكل تأكيد!!