بغداد/شبكة أخبار العراق- أكد نيكولاي ملادينوف مُمثـِّل الأمم المُتحِدة المنتهية مهامه في العراق ان “العراقيين أثبتوا خطأ المتسائلين بضرورة حكمهم بالدكتاتورية” مشيرا الى “أنهم [العراقيون] سيفوزون بنهاية المطاف على الارهاب”.وجاء كلام ملادينوف خلال حفل توديعه بمُناسَبة انتهاء مهامِّه، عقد في مكتب وزير الخارجية ابراهيم الجعفرير ببغداد الاحد وحضره عدد من الشخصيّات السياسيّة، وسفراء الدول المُقيمين في العراق.وكان متحدث باسم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أعلن الثلاثاء الماضي عن تعيين السلوفاكي جان كيوبس ممثلا خاصا له الى العراق ورئاسة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق [يونامي] خلفا للمنتهية ولايته البلغاري نيكولاي ملادينوف الذي عُين منسقا أمميا خاصا لعملية السلام في الشرق الأوسط.ونقل بيان لمكتب الجعفري عن ملادينوف القول “في الحقيقة أنا لديَّ شعور لا يُمكِن أن أصفه وأنا أغادِر العراق أفكـِّر فيما يجمع بين مَن يعرفون العراق، وقلة من هؤلاء الذين يعرفون العراق لن يتمكـَّنوا من نسيانه، فالعراق جزء من ذاكرة العالم، والعراق من خلال مَن يُتابـِعون السياسة، والسياسات الدوليّة، وفي الحياة بشكل عامِّ العديد منهم كانوا يتساءلون: هل كان يجب أن يُطرَد صدّام من الحكم، هل المُسلِمون والعرب قادرون على الديمقراطيّة، وهل المُسلِمون والعرب يجب فرض الدكتاتوريّة عليهم؟”.وأضاف المبعوث الأممي أن “الجواب، هو: لا.. فالعراق يُثبـِت أنَّ كلَّ هؤلاء على خطأ حين يقولون إنه يتعيَّن فرض الدكتاتوريّة على العرب والمُسلِمين، وعلى العراقيِّين”.وتابع ان “العراق أثبت أنـَّه على الرغم من العنف، والخلافات فإنَّ العراقيِّين قادرون على العيش معاً في بلد واحد اعتماداً على الديمقراطيّة التي تعتمد -بدورها- على الدستور، وأعتقد أنـَّنا الذين عملنا في العراق، وأحببنا هذه البلاد تقع على عاتقنا مسؤوليّة أخلاقيّة، وهي قول الحقيقة”.وأشار ملادينوف “بالنسبة للعراق الناس في شوارع بغداد، وأربيل، والبصرة، والرمادي لا يكترثون بالمُكوِّن الذي ينتمي إليه أيُّ مسؤول، وليس لديهم جوازات أخرى إلا الجواز العراقيّ، وهؤلاء هم الذين يُعانون أكثر من غيرهم؛ بسبب العنف، ومن جراء الإرهاب، وهناك مسؤوليّة تقع على عاتق العالم، وهي تقديم المُساعَدة إلى هؤلاء، ومُحارَبة إحدى أكثر المنظمات الإرهابيّة شرّاً التي ظهرت في العالم، ومُساعَدتهم في مُحارَبة الفساد، وبناء دولة القانون، ودولة المُؤسَّسات، ودولة تحترم حقوق الإنسان”.وقال “أعتقد أنَّ ما لمسناه في الأشهُر الستة الماضية منذ صيف العام الماضي هو إنَّ الأغلبيّة من العراقيِّين هي التي ستفوز في نهاية المطاف، وعندما كان بإمكانهم التخلي عن الدستور، والتخلي عن العمليّة السياسيّة اختاروا أن لا يفعلوا ذلك، ووجدوا القوة في توحيد الصفوف، وتقوية مسار المُصالـَحة الوطنيّة اعتماداً على هذه الأرضيّة”.وأستطرد ملادينوف بالقول “نحن نقف مُعجَبين بهذه التضحية، بهذه الشجاعة، بهذه القوة التي أبان عنها العراقيون بالوقوف صفاً واحداً أمام هذه الصعوبات، ونحن في الأمم المُتحِدة قدَّمنا ما يُمكِن تقديمه، ونحن نـُواصِل الدعم لهذه العمليّة، وكان هذا بمنزلة شرف كبير بالنسبة لنا، وكما تعلمون معاليكم أنـَّكم تقومون بجُهُود كبيرة، وفريق الحكومة العراقيّة، والجميع يقوم بالجُهُود على الرغم من كلِّ الصعوبات التي في الطريق، والتي تتجاوزونها في عملكم اليوميِّ، ودور الأمم المُتحِدة صغير يتمثـَّل في مُساعَدتكم على تذليل الصعوبات، وأنتم تقومون بعمل جيِّد، وتسيرون بالاتجاه الصحيح، ويتعيَّن عليكم مُواصَلة هذه الجُهُود على الطريق الذي تسلكونه”.من جانبه أكـَّد إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيّة العراقيّة في كلمته بحفل توديع ملادينوف أنَّ “الأمم المُتحِدة ساعدت في الوقوف أمام التحدِّيات التي اعترضت مسيرة الديمقراطيّة في العراق،”مُعرباً عن” شكر العراق لما قدَّمه مُمثـِّلو الأمم المُتحِدة الذين تعاقبوا على العمل في العراق، “مُثمِّناً” أداءهم المُتوازِن لمهامِّهم المُوكـَلة إليهم”.وأشاد الجعفري بأداء ملادينوف قائلا “كنتُ أراقب حركة ملادينوف من كثب، واستمعتُ إلى خطاباته في الأمم المُتحِدة في مجلس الأمن، ومناطق أخرى فقد كان دقيقاً بالتوصيف مُنسجـِماً مع نفسه، ومع خطاباته في كلِّ ما خَطـَبَ، وكنتُ أسمعه وهو يتعامل مع كلِّ مُكوِّنات الشعب العراقيِّ، ويحترم التوازُن العراقيَّ الداخليَّ، ويحترم العلاقات العراقيّة-الإقليميّة، ولم يدخل في خط التقاطعات”.وأضاف وزير الخارجية مخاطباً المبعوث الأممي المنتهية مهامه في العراق “أنت ستترك العراق، وستشعر أنَّ العراق لا يتركك، ستـُغادِر العراق أمَّا العراق فلا يُغادِرك بفضل حضارته، بتاريخه سيمتدُّ إلى كلِّ مشاعرك، وإلى ذاكرتك، وإذا كنتَ قد عملتَ مُدّة قصيرة في العراق فإنَّ العراق معك إلى الأبد. هذا هو سِرُّ العراق في كلِّ مَن زاره، وحضر إلى العراق؛ لأنـَّه تاريخ، وحضارة، وعُمق، وإنسانيّة، وأنـَّه جوهر التفاعُل بين المُختلِفين دينيّاً، ومذهبيّاً، وسياسيّاً، ومِثلُ هذا المُفاعِل المُركـَّب في كلِّ عناصر الحضارة لم يُبارِح ذاكرتك، وستذكرني بعد أن تترك العراق بأنـَّه لا يتركك”.
ملادينوف:سياسيو العراق هم من تاجروا بالطائفية
آخر تحديث: