جبار الياسري
المتتبع لمراحل حياة هذا الشخص المدعو ” نوري كامل العلي ” منذ ولادته ونشأته في قرية جناجة وحتى وصوله لسدة الحكم في بلد بمكانة وحجم العراق , لا يمكن له أن يتصور أو يعقل بأن هذا الصبي البائس الذي ينحدر من بيئة وعائلة فقيرة معدمة غير معروفة , أن يكون يوماً من الأيام الحاكم بأمره في العراق على مدى ثمان سنوات متتالية , ومازال يطمح ويحاول تسويق وتصدير نفسه بطرق ملتوية كي يعود للصدارة من جديد وكأن شيء لم يكن !, متحدياً مشاعر أكثر من 30 مليون عراقي دمر وباع وقسم وطنهم , وأذلهم ونكبهم ونهب خيراتهم وثرواتهم , حتى أضحى على حساب تعاستهم ولقمة عيشهم من أغنى أغنياء ليس العراق فقط بل المنطقة والعالم .
نعم .. يعلم القاصي والداني بأن هذا الصبي عاش منذ نعومة أظفاره وحتى هروبه من العراق في أواخر سبعينات القرن الماضي في
ظروف وبيئة قاسية قبل وحتى بعد هروبه متنقلاً بين إيران وسوريا ولبنان , مارس خلال تواجده في هذه الدول شتى أنواع السمسرة وأمتهن مهن رخيصة كالتزوير والتهريب والتجسس والخيانة , وقاتل في صفوف ألد أعداء العراق والأمة .
وللمزيد من إلقاء الضوء وبشكل مختصر سنلخص بعض مراحل حياته :
عمل نوري كامل موظفاً في مديرية تربية الحلة , هرب من العراق بعد أن أخذ سلفة من البنك ولم يسددها بكفالة أحد الموظفين , لكنه أدعى العكس بأن النظام أصدر بحقه حكم الإعدام بسبب انتمائه لحزب الدعوة ؟, في حين يعلم القاصي والداني بأنه كان مخبر أمن , وقد جنده لهذه المهمة ضابط أمن طويريج النقيب ” عدنان نبات ” , عام 1977 . ولم يكن يخطر ببال أو ذهن لواء الشرطة المتقاعد ” عدنان نبات ” أن يأتي يوم يتذكره أحد وكلائه ممن عمل تحت أمرته عندما كان يشغل وظيفة ضابط أمن الهندية ( طويريج ) , وهو برتبت نقيب آنذاك , أي في منتصف السبعينات من القرن الماضي , ويقتحم منزله في حي ” السيدية ” ببغداد ويخطفه تحت تهديد السلاح وينقله إلى المنطقة الريفية التي كانت مسرحاً لتعاونهما الأمني ويقتله هنالك شر قتله وبطريقة وحشية بشعة ويمثل بجثته .
كل من عرف مخبر الأمن نوري كامل في العراق , وبعدها جواد كامل في إيران وسوريا ولبنان , ومن ثم نوري كامل بعد عودته
إلى العراق بعد احتلاله , وقرأ عن تاريخ هذا الشخص وعن محطات حياته الزاخرة والحافلة بالتجاوزات القانونية كونه مزور محترف وبالجرائم التي إرتكبها ضد الإنسانية منذ ان قام بتفجير السفارة العراقية في بيروت التي ذهب ضحيتها مئات القتلى والجرحى , وغيرها في العراق إبان الحرب العراقية الإيرانية وجرائم أخرى لا تعد ولا تحصى يرتكبها مع أفراد عصابته حتى يومنا هذا , واستمع للأشخاص الذين رافقوه وعرفوه عن قرب في أغلب مراحل ومحطات حياته متنقلاً بين هذه الدول الأربعة يصاب بالحيرة والدهشة , ويصل إلى قناعة بأن هذا الشخص اللغز لابد أن تقف وراءه قوة إقليمية وعالمية وتدعمه وتوفر له التمويل والرعاية والحماية منذ أن خرج من العراق وحتى يومنا هذا , ولا يستبعد أن يكون الكيان الصهيوني هو من يقف خلفه لجذوره وأصوله اليهودية كما هو معروف عن هذه العائلة وتاريخ تواجدها في هذه المنطقة بالذات , والتي لا يسع المجال للخوض فيه الآن .
وإلا بريكم .. وبكارثتكم.. وفجيعتكم .. ونكبتكم أيها العراقيون .. كيف يستطيع أي شخص أو أي زعيم أو قائد في العالم عبر التاريخ مهما كانت مكانته السياسية أو الإجتماعية في بلده أن يرتكب كل هذه الجرائم وحروب الإبادة ويتسبب بقتل وتشريد الملايين من أبناء شعبه ..!؟, طبعاً إن كان عراقياً !, وينهب ويفقر 30 مليون عراقي .. أن يعود للساحة والظهور من جديد وهذه المرة ليس من باب السياسة والانتخابات والتحشيد والتجيش الطائفي , بل بلباس ديني , ومن باب الدجل والهلوسة الإيمانية المصطنعة ليسوق نفسه كزعيم وواعظ ديني بارز هذه المرة !؟؟؟, ويحاول تسويق تجارته الفاسدة والبائسة , وأساطيره وخرافاته وألاعيبه وهرائه وينشرها بين أتباعه ومريديه من أولئك الذن أشترى ومازال يشتري ذممهم بواسطة مال السحت الحرام الذي نهبه سرقه من قوت العراقيين البؤساء , وهذا ما جعله .. أي بواسطة سطوة المال وقوة ونفوذ المليشيات المواليه له أن يشعر بأنه أصبح سلطان زمانه والقائد الذي لا يشق له غبار , ويستطيع أن يضحك على عقول الفقراء والمساكين والسذج وأنصاف المثقفين والمتعلمين , تارة من خلال دهاليز السياسة وتزوير الإتخابات , وتارة بواسطة الدين والتدين والطائفة والدفاع عن المذهب والحفاظ على مكتسبات التغير الديمقراطي بعد 2003 , كاللطم ومشتقاته , وهذا ما يجعله الآن وفي الوقت الذي تمر به البلاد والعباد بأحلك مراحلة تاريخية وفترة مظلمة , خاصة عندما يقحم نفسه في أمور غيبة ويتحدى القوانين والشرائع والنواميس الإلهية . وعندما يحاول تفنيد كتاب الله المجيد ” القرآن الكريم ” والتشكيك بسوره وآياته وتفسيره .
ومازال البعض من أبناء هذا الشعب يقفون موقف المتفرج على هذا وغيره من هؤلاء الخراصون والمرجفون .
ولكن إلى حين .. وأن غداً لناظره قريب .