اتصل بي بعض الاصدقاء.. ودعوني الترشح في الحكومة الالكترونية للسيد عادل عبد المهدي .. وقلت لهم:
طالب الولاية لا يولى/ وان حصلت وتحققت ولايته استحقاقا او تزلفا و قربى .. فالجحوش الالكترونية جاهزة لتنهال على كل وزير بالنقد والتجريح .. واتهامه بالازدواجية والانتهازية / وستجرى علية وبسرعة البرق عملية تمشيط في زوايا اليوتيوب والصور الخلفية .. والبحث في مواقع التواصل لإدانته وتسقيطه .. وهذا ما حصل ويحصل مع الجميع المتهم منهم والبريء .
نحن نسيء استخدام ( الانترنت ) بشكل سقيم ..في وقت صار كتابا مفتوحا و بديلا عن القرآن الكريم .. فلم نعد نجادل بالتي هي احسن .. بل نكابر بالذي هو اسوء ..فهذه مواقع التواصل الاجتماعي امست عالما جدليا ملتبسا .. يضم المثقفين والأميين ويزخر بشخصيات تعرف كيف و ماذا تقول .. واخرى تمردت على كل الأصول / نرجسية بطبعها مريضة بتاريخها ( مفخمة بالأنا ) كانت تعاني ولسنين من عقدة الكتابة وحرية التعبير .. لانها كانت بعيدة عن الثقافة
و التنوير .. و تحاول اليوم تعويض ما فاتها من عصر الخطابة والبلاغة مستغلة الفضاء الالكتروني المفرغ من ضوابط النشر واخلاقيات الصحافة .. و من القوانين والمحاسبة .. لذا نراها تخوض في كل الحروب .. وتمشي في كل الدروب ..لا تترك شاردة ولا واردة ..لا في التعليق ولا في التدقيق .
كثيرا.. ما أقف عند صفحات الفيسبوك بدافع التعرف على مستويات الكتابة .. فاجد البعض يكتب في كل الاختصاصات .. / في السياسة .. هو سياسي محنك .. وفي الاقتصاد فيلسوف مفذلك .. وفي الاجتماع لا يجادله صمد .. وفي القذف والتشهير لا يجاريه احد / هو رئيس تحرير بلا جريدة..وقاض بلا محكمة ..وشيخ بلا مشيخة / وإياك ان تمس منشوره بنقد .. او تختلف معه حتى ولو بود .. فسيف عنترة جاهز .. وللهجوم اكثر من حافز .
اغلب الظن ان السيد المهدي عادل.. لا يهتم بمثل هذه الكتابات .. ربما لانه بحاجة الى الوقت والتأمل/ وخير ما فعل الغاء مواعيد المهنئين من المنافقين الذين تركوا العبادي غير ابهين ..وحسنا جعل من التقديم الى الترشح الكترونيا .. وليس وجاهيا دعائيا ..و هذا الأسلوب الجديد ستكشفه النتائج وعسى ان لايكون من باب ذَر الرماد بالعيون ..والتستر على ماهو مكنون على طريقة التعيينات في دوائر الدولة وشركات الزيزفون .. و كأنها اشارة للجميع بالكف عن تقديم قوائم بأسماء الوزراء المحتملين والتي يسطرها العقلاء والمغفلين على صفحات الفيسبوك وفي صحف المتحزبين .
ولا يستعجلن منكم احدا بالحكم على فشله ودفعه بتقديم استقالته .. بحجة ان ( حوصلته ) صغيرة وبوصلته رهينة .. والاجدر بنا ان نبدل الحوصلة المهدية بالبوصلة الوطنية .. لان هناك من يريده موظفا لحماية وصيانة ماكنة الفساد .. وعليه ان لا يخدع العباد .. وينأى بنفسه عن استئزار الوجوه القديمة والمجربة .. فالعراق غني بالموارد البشرية وحافل بالعقول الذكية .
دعونا نتفاءل هذه المرة ../ كما تفاءل الشعب الماليزي بمهاتير محمد الذي جعل من ماليزيا بلدا تنمويا رائعا..وشعبا معطاء واعدا .. ومهاتير هو من انقلب و تقلب وأسس حزبا خاصا به وفاز بالانتخابات ونقل البلاد من الشتات الى الحياة .
وهذا جارنا الزعيم التركي اردوغان ليس بعيدا عنا .. تخالف واختلف مع زعيمه الروحي أربكان / وأسس حزب ( العدالة والتنمية ) وخاض تجربة تنموية مذهلة اثارت فضول واعجاب الكثيرين .. و نقلت تركيا الى مصاف الدول العشرين .
ابشروا ../ ان العقل العراقي بخير على الرغم من المحن والصعاب والتشرذم واليباب / ان أردنا له خيرا فهو بخير / شرط ان نحافظ على إستقلالية قراره السياسي ونتحرر من عقد الماضي .. ونعمل بايجابيات وبراعة الحاضر / فالسياسة هي طاقة جبارة .. اما ان تكون إيجابية معمرة .. او سلبية مدمرة . / دمتم بخير