بغداد/ شبكة أخبار العراق – رأت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، الاثنين، أن البيئة الدولية تجري لصالح “السنة” ضد “الشيعة” في العراق، فيما أكدت على أنه “لم يعد” بإمكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حكم العراق بيد “من حديد”، عدّت تعامل الحكومة مع التظاهرات كما لو كانت “مؤامرة” مدبرة “خطأً”.وقالت الصحيفة في تقرير لها، أنه “لم يعد بإمكان رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى حكم العراق بيد من حديد فى ظل تصاعد حدة الثورة السنية ضد حكومته”، مشيرة إلى أن “الحرب الأهلية في سوريا عملت على زعزعة الاستقرار في العراق وتوازنات القوى بين الطوائف المتنوعة”.وأضافت الصحيفة، أن “السنة، الذين كان ينظر إليهم باعتبار أنهم خسروا المعركة السياسية قبل عامين وبدا أنهم يتعرضون لظلم وتفرقة مذهبية، تغير حالهم حاليا عقب انتفاضة السنة فى سوريا المجاورة”، مردفة، انه يضاف إلى ذلك “الشعور المتزايد بتغيير المد السياسي في المنطقة بأسرها لصالح السنة وضد الشيعة بشكل عام”.وتساءلت الصحيفة عما إذا كانت الحرب الأهلية في سوريا يمكن أن تمتد إلى محافظة الأنبار والمحافظات العراقية شمال العاصمة بغداد، عادة، أن “الإجابة عن هذا التساؤل ستكون حاسمة للعراق وستستند على الكيفية التي سيستجيب بها المالكى لمطالب المظاهرات في الأنبار المستمرة منذ 7 أسابيع حتى الآن”،ونوهت على ان ” هذه المشكلة تبدو مماثلة لتلك التي واجهت حكام بلدان أخرى في المنطقة قبل عامين في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا، حيث كان عليهم الاختيار بين التنازل عن السلطة المطلقة أو اللجوء إلى العنف”.وأشارت الصحيفة إلى ان هؤلاء الحكام “أخطأوا الاختيار بتعاملهم مع الاحتجاجات والتظاهرات كما لو كانت مؤامرة”، مبينة “برغم أن الوضع في العراق ليس مماثلا تماما لوضع هذه الدول حيث ان المالكى وصل إلى السلطة بانتخابات حرة؛ و برغم فوزه باعتماده على أصوات قطاع معين من الناخبين الشيعة، إلا أن ممارساته توحي بأنه يحظى بأغلبية ساحقة كما قام باحتكار جميع السلطات”.وأكدت “الإندبندنت”، على أنه “سيكون من الخطأ أن تتعامل الحكومة العراقية مع الاحتجاجات كما لو كانت مؤامرة مدبرة تحركها دول السنة في المنطقة، بالنظر إلى تفشى الفساد في أركان الحكومة الداخلية”، مضيفة، “الاعتقاد الأصح هو أن البيئة الدولية قد تغيرت لصالح السنة فى العراق وضد الشيعة وضد إيران”.واختتم تقرير الصحيفة البريطانية بالقول، إن “الدرس المستفاد من التاريخ العراقي المعاصر هو أن القوة وحدها لا يمكن أن تحكم العراق ذا الطوائف العرقية المتعددة، لذا فليس من الممكن أن تنجح حكومة المالكي، فيما فشل فيه الرئيس السابق صدام حسين والولايات المتحدة، لاسيما في ظل ضعف سيطرته على العراق فنصف البلاد فقط يقع تحت سيطرته الكاملة”.يشار إلى ان بعض المحافظات العراقية لاسيما الانبار ونينوى، تشهد منذ مدة تظاهرات انطلقت للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين وإلغاء أو تعديل قانوني المساءلة والعدالة و4 إرهاب؛ ثم تصاعد سقف المطالب بالدعوة إلى إسقاط الحكومة العراقية و إلغاء الدستور ومطالب أخرى، كما اقترنت التظاهرات بتصعيد طائفي متبادل، ما أدى إلى انبثاق المخاوف من عودة ما يسمى بالحرب الطائفية اعوام 2005 ـ 2007.
تقرير بريطاني: المالكي لن ينجح في تحقيق ما فشل به الآخرون
آخر تحديث: