جريمة الحويجة، ستكون إعلان ساعة الصفر؟
اياد حسين
عندما انتفضت مناطق اهل العز والكرامة ضد الظلم الذي لحق بهم من جراء جرائم وارهاب اذناب الاحتلال الامريكي الايراني الصفوي في العراق استبشرنا خيرا بها ، ولكننا كنا على يقين تام ان المالكي وحزبه الطائفي الصفوي سوف يتجاهل هذه الانتفاضة ومطاليبها في الانبار والموصل والحويجة وديالى وسامراء وباقي المناطق الاخرى ، ففي مؤتمر إئتلاف دولة القانون في محافظة ذي قار كان البرنامج الإنتخابي لدولة القانون قد أنصب في التهجم على المنتفضين من العراقيين ووصفهم بالطائفيين والتكفيريين والارهابيين .ولا شك إن الحديث في مؤتمره الفاشل وبتلك الصيغة الطائفية المنبوذة إنما هو تعبير عن الإفلاس السياسي لدولة القانون وبرنامجها الإنتخابي . فقد انكشف المستور وتبين لنا على ارض الواقع ان التظاهرات السلمية لم تعد مجدية لان الحكومة تتعامل مع المعتصمين بقوة السلاح ، وكانهم اعداء جاءوا من خارج الحدود . فالاحداث في العراق تتسارع على نمط ماحدث للشعب السوري قبل عامين وكيف تتطورت الى قتال حقيقي بعد ظهور الجيش السوري الحر وهو يقارع الان بكل قوة واقتدار جيش الاسد الدموي واسلحته المدمرة . فهل الجيش العراقي الذي لايملك الا سيارات الهمر وبعض الهليكوبتر وقليل من المدفعية والدبابات وغير مدرب الا على اللطم والرقص وهز المؤخرات قادرا على الوقوف على رجليه امام بسالة المقاومين الشجعان الذين ارغموا امريكا وبكل اسلحتها الفتاكة في الهروب من ساحة المعركة ؟.لقد نفذ الهالكي تهديداته وارسل قواته الطائفية للهجوم على المتظاهرين المسالمين بعد ان وصفهم سابقا بالفقاعة ، وخرج علينا مرة اخرى وهو يصف المتظاهرين والمعتصمين في ساحات العزة بأنهم “متآمرون ونكرات .بهذه الاقوال الطائفية الواضحة للعيان اصبح المالكي خصما للشعب بجميع مكوناته ، وعندما يصبح الحاكم خصما للشعب لا يمكن إدارة البلد، ومن المؤسف ان نجد العميل لايران يهدد الشعب والمتظاهرين بأن عليهم ان ينهوا تظاهراتهم قبل أن يجري إنهاؤهم، ويلجأ الى اساليب بعيدة عن الديمقراطية وحقوق الانسان والحريات الواردة في دستورهم الصهيوني . لقد اصبح المالكي للأسف يحل محل السلطة القضائية، فهو الذي يفتح الملفات لخصومه، وهو الذي يعفو عن الناس، ويقبض عليهم بدلا من السلطة القضائية، وبعد ان وجد نفسه محاصرا من جميع الجهات ان كانت سنية او شيعية وحتى حلفاءه تخلوا عنه راح يبطبق مقولة علي وعلى اعدائي مثلما يفعلها شريكه بشار الاسد في قتل الشعب السوري بدم بارد . قبل ان تقدم قوات المالكي على مجزرتها في الحويجة هيأت بعض الحجج الكاذبة وزعمت بتسلل بعض المجموعات التي وصفتها بالارهابية ( أي رجال المقاومة الشرفاء) ضمن التظاهرات مع اسلحتهم ، وتم تنفيذ جريمتهم ليلا وسقط الشهداء من الشعب العراقي كما يسقط الشهداء في سوريا . كل يوم بسبب الحقد الطائفي على المكون الاخر ان هذه السياسة التي يتبعها المالكي( وخاصة حادث الحويجة المروع ) تتجه اما نحو تفكيك العراق الى اقاليم ، او ثورة الشعب العراقي في رفع السلاح والمقاومة في المناطق السنية . فقد ذكرت الانباء المؤلمة وماتناقلته الفضائيات من صور القتلى عن سقوط مالا يقل عن 300 من المعتصمين بين قتيل وجريح في عملية اقتحام قوات سوات لساحة الاعتصام في الحويجة ومن بينهم 22 من المعتصمين من جراء اطلاق النار واحراق المخيم في ساحة الاعتصام بعد ان نفذ المالكي تهديداته الطائفية المأساوية ربما سيخرج علينا مارتن كوبلر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق كما خرج علينا سابقا في جريمة الموصل وينشر لنا بياناً صحافياً، يدعو فيه الى ضبط النفس بعد مقتل وإصابة متظاهرين الحويجة . وربما كوبلر سوف يتوسل بالمالكي على أنه “يجب تجنب استخدام القوة المميتة ضد المتظاهرين” ويدعو إلى إجراء تحقيقٍ مستقلٍ في الحادث. وربما يدعو المتظاهرين إلى اللجوء إلى الإحتجاج السلمي فقط أثناء ممارستهم حقهم في التظاهر.وعدم السماح للارهابيين في الدخول الى ساحة الاعتصام لانه الطريق الوحيد الذي يقود الى نزع فتيل التوثر كما صرح سابقا في جريمة الموصل بعد ان وصلت اخبار مجزرة الحويجة الى باقي ساحات الاعتصام في المناطق الثائرة الاخرى ، خرج المئات من متظاهرو ساحة الاحرار بنينوى يرافقهم بعض المسؤولين في اللجان التنسيقية متوجهين اليوم لمنطقة الحويجة لمشاركة اواخوانهم بالجلل الذي اصيهم من قبل قوات لمالكي والحرس الثوري والامر الاخر تم انذار قوات المالكي بالانسحاب من محافظة نينوى خلال الساعات القليلة القادمة وترك البعض من سكان المحافظة المنتسبين منهم العمل على خلفية احداث الحويجة . مطالبين الفرقتين الثانية والثالثة المتمركزة بمحافظة نينوى مغادرة المحافظة خلال الساعات القادمة .اغلق معتصمو الموصل ،الثلاثاء ، ساحة الاحرار للقيام بحملة لجمع السلاح والثأر لمعتصمي الحويجة. وقال المتحدث باسم ساحة الاحرار في الموصل ان معتصمي ساحة الاحرار تركوا الساحة وقاموا بحملة لجمع السلاح ثأرا لاخوانهم في الحويجة ضد المليشيات التي استهدفتهم ان التظاهرات السلمية لم تعد مجدية لان الحكومة تتعامل مع المعتصمين وكانهم اعداء جاءوا من خارج الحدود” مضيفا ” ان المعتصمين قرروا القيام بحملة لجمع السلاح والثار لاخوانهم في الحويجة والوقوف ضد الميليشيات الايرانية التي تقتل العراقيين بدم بارد وهبت العشائر العراقية في التاميم وصلاح الدين لنصرة معتصمي الحويجة وتاكد لنا ان شباب العشائر المسلحين من ابناء عشائر العبيد والسادة النعيم والسادة البكارة وجميع العشائر المتواجده , هبوا جميعا للاشتباك مع قوات الهالكي بعد ان منعتهم من الوصول لساحة الاعتصام عندما سمعوا بمجزرة المالكي هناك , وكانت نتيجة الاشتباك السيطرة على 6 نقاط عسكرية في قاطع الرشاد والسيطرة على 16 همر عسكرية بعد ان هربت طواقمها خوفا من غضب العشائر ومن ضمن اسماء الشهداء في الحويجة الشهيد الشيخ خالد الصبار شيخ عشيرة البو جبر والشيخ عامر من الدور والشيخ ياسين خلف من علماء الدين لقد أصدر سماحة الشيخ الدكتور عبدالملك السعدي، أدام الله ظله، بيانا هاما وضع فيه النقاط على الحروف . ” وبلهجة تحذرية حاسمة قال” إنني أُحَذِّرُكم كلَّ التحذير من هذا الذي ترتكبونه مع المتظاهرين عامة، ومع أهلنا في الحويجة خاصة، وأُحَذِّرُكم بطشَ الله بكم فإنَّ بأسهُ لا يُردُّ عن القوم المجرمين الظالمين، وأُحَذِّرُكم من غضبِ المتظاهرين المجاهدين الذين طال صبرهم على ما يواجهونه من الحكومة العراقية من ظلم وقهر واعتقال وإعدام واغتصاب وتهديد، وأنتم أيها العسكريون تزيدون النار وَقودا بفعلكم هذا مع أهل الحويجة، في وقوفكم مع الجلاد ضد الأبرياء، فقد طفح الكيلُ، ولم يبقَ في قوسِ الصبر مَنْزَع . لقد قرع جرس الإنذار للمالكي وجيشه الطائفي اللطامي وهي خطوة سابقة لإعلان الجهاد المقدس وعلى كافة القوى الوطنية المقاومة التحضر لساعة الحسم. إن ساعة الصفر ستحل آجلا أم عاجلا طالما إن الحكومة تصعِّد من وتائر العنف المسلح ضد شعبها، وتنفذ أجندة صفوية واضحة المعالم لا ينكرها إلا ذوي الضمائر النجسة. إن جميع قوى المقاومة الوطنية الآن على المحك فقد اصدر المجاهدون النقشبنديون شروطهم وانذارهم للمالكي وقواته ان ساحة الجهاد ستكون هذه المرة ضد هذه القوات الطائفية التي تحارب شعبها المظلوم