آخر تحديث:
اولا وقبل كل شيء لا نجد عبارات يمكن ان تعكس ما نشعر به من غضب ازاء الجريمة النكراء التي استهدفت المصلين في مسجد مصعب بن عمير في احدى قرى محافظة ديالى العراقية في يوم الجمعة 22 آب / اغسطس، وسقوط اكثر من 30 شخصا بين قتيل وجرح، بسبب بشاعة الجريمة وبسبب الاهداف الخبيثة التي تسعى الجهات التي تقف وراء هذه الجريمة تحقيقها.
ورغم تضارب المعلومات حول الجهة التي تقف وراء الحادث، حيث اشارت بعضها الى قيام اربعة مسلحين ينتمون الى داعش بينهم انتحاري هاجموا المسجد، انتقاما من سكان القرية الذين رفضوا مبايعة “داعش”، الا ان بعض الجهات السياسية ومنها النائبة ناهدة الدايني اتهمت من وصفتهم ب”مليشيا شيعية” بتنفيذ الجريمة انتقاما من اهالي القرية!!، واقامت هذه الجهات الدنيا ولم تقعدها على من وصفتها جهات داخل الحكومة تعمل على “إبادة اهل السنة ” في العراق!!.
هذه الجهات لم تكتف ببيانات الادانة بل ذهبت الى اطلاق الاتهامات ذات اليمين وذات الشمال وبعضها هدد بالانتقام وبعضها طالب مجلس الامن!! بادراج منفذي الجريمة على لائحة الارهاب، وهناك من انسحب من مفاوضات تشكيل الحكومة في سرعة قياسية، وهناك من دعا الى التشاور مع السفراء الاجانب في بغداد واطلاعهم على ما ينزل باهل “السنة من كوارث ” على يد الغالبية الشيعية!!، فيما هدد الزعيم العشائري السني سلمان الجبوري إن عشيرته على استعداد للرد بالمثل،وان العشائر السنية متأهبة للثأر من عمليات القتل!!.
الملفت ان هذه الجهات والتي باتت معروفة للعراقيين، كانت قبل ذلك تدعو الغالبية الشيعية الى ضبط النفس والتريث وعدم اطلاق الاتهامات وعدم الانجرار وراء الفتنة بسبب المجازر الجماعية التي ترتكب بحقهم من قبل القاعدة و”داعش” والزمرالتكفيرية وعصابات البعث وحواضنها، منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا، واخر هذه الجرائم تلك الجريمة البشعة والتي لم يشهد لها العالم مثيلا المتمثلة بقتل “داعش” نحو الفي شاب شيعي بعمرالزهور في تكريت في ساعات قليلة، والتي هزت وجدان العالم اجمع.
هذه الجهات سقطت في اول امتحان على ضبط النفس الذي كان شعارها حتى الان، واذا بها تتواطأ مع الجهات التي تقف وراء الجريمة وتكمل عملها عبر التصريحات الطائفية والشحن المذهبي العبثي، وكأنها تصب الزيت على النار التي اوقدتها الجهات التي تقف وراء هذه الجريمة التي لم تتكشف ملابساتها بعد.
هذا الامتحان الذي سقط فيه الصيادون في الماء العكر، اثبت قبل كل شيء مدى الصبر الذي تتحلى به الغالبية الشيعية التي يذبح شبابها يوميا طوال عشرة اعوام دون ان تقابل ذلك بالمثل، كما اكد هذا الامتحان ايضا حكمة وحصافة و وطنية والشعور بالمسؤولية التي يتمتع بها زعماء الطائفة الشيعية في العراق وفي مقدمتهم المرجعية الدينية العليا، التي طالما عضت على جراحها ودعت الى تفويت الفرصة على الزمر التكفيرية والعابثين بامن الوطن والمستهدفين امنه واستقراره.
كان الاولى بالجهات التي قامت بتنفيذ المرحلة الثانية من مخطط جريمة مسجد مصعب بن عمير، ان تتريث حتى يتم الكشف عن ملابسات هذه الجريمة والجهات التي تقف وراءها، عندها، وفي حال لم تتخذ الحكومة اجراءات ضد مرتكبيها، سيكون لها الحق في ان تلجأ الى مخاطبة الراي العام العربي وتحرك الغرائز الطائفية البغيضة فيه، وان تلجأ الى مجلس الامن ليضع الحكومة العراقية على قائمة الارهاب!!، فالراي العام العربي ليس بحاجة كي يخاطبه بعض السياسيين السنة في العراق، فهناك وسائل اعلام ضخمة تمول بالدولار السعودي والقطري، تنفخ ليل نهار بهذا الراي العام وتؤلبه على شيعة العراق، ويمكن تلمس هذه الحقيقة، بعد دقائق من وقوع هذه جريمة مسجد مصعب بن عمير، حيث اتهم هذا الاعلام شيعة العراق بتنفيذ هذه الجريمة، والادهي ان بعض الصحف والمواقع التابعة لهذا الاعلام تنشر مع الخبر صورا لجثث متناثرة على جسر، على انها صورا لقتلى مسجد مصعب بن عمير، بينما هي صور قديمة معروفة لمواطنين عراقيين شيعة قتلوا في عمليات تفجير انتحارية، ويمكن للقارىء الكريم ان يراجع على سبيل المثال هذا الخبر والصورة المرفقة به، كما نشرته صحيفة “رأي اليوم ” للاعلامي الفلسطيني عبد الباري عطوان.
ترى ما هي مصلحة الغالبية الشيعية في العراق من استهداف مسجد لاخوانهم من اهل السنة الكرام ؟، الا تستدعي التركيبة السكانية لمحافظة ديالى التي تعتبر من المحافظات الساخنة في العراق بسبب تواجد “داعش” وباقي الزمر الارهابية ونشاط البعثيين وفلول النظام الصدامي السابق فيها، والتي ترسم مشهدا معقدا وضبابيا، من الجهات التي تطبل لاشعال الفتنة في المحافظة، ان تتريث حتى تنكشف ملابسات الجريمة وعندها لكل حادث حديث؟، ام ان هذه الجهات تعمل وفق اجندات لا يمكنها ان تحياد عنها ؟.
اخيرا نقول انه لم يعد ينطلي على الطائفة السنية الكريمة، هذا الخطاب الطائفي البغيض الذي اخذ يرتفع اليوم بذريعة الدفاع عنها، وهم ترى مدى صبر وحكمة الطائفة الشيعية ومراجعها الدينية والسياسية، ورفضها الانجرار الى الفتنة الطائفية، وحذرها من الوقوع في الفخ الذي نصبته “داعش” والجهات الداعمة لها، للعراقيين، لذا على هذه الطائفة الكريمة ان تدعو القيادات المحسوبة عليها، الا تصب الزيت على النار التي اشعلتها “داعش” والزمر التكفيرية والبعثية في العراق، وان تطلب منها، على الاقل، تقليد القيادات الشيعية، الدينية منها والسياسية، في كيفية التعامل مع الفتن المتنقلة التي تحاول “داعش” وعصابات البعث زرعها بين العراقيين، وان تتحلى ببعض صبر وحكمة و حصافة و وطنية هذه القيادات، التي لم تنجر يوما الى المكان الذي تريد “داعش” ان تكون فيه.
ورغم تضارب المعلومات حول الجهة التي تقف وراء الحادث، حيث اشارت بعضها الى قيام اربعة مسلحين ينتمون الى داعش بينهم انتحاري هاجموا المسجد، انتقاما من سكان القرية الذين رفضوا مبايعة “داعش”، الا ان بعض الجهات السياسية ومنها النائبة ناهدة الدايني اتهمت من وصفتهم ب”مليشيا شيعية” بتنفيذ الجريمة انتقاما من اهالي القرية!!، واقامت هذه الجهات الدنيا ولم تقعدها على من وصفتها جهات داخل الحكومة تعمل على “إبادة اهل السنة ” في العراق!!.
هذه الجهات لم تكتف ببيانات الادانة بل ذهبت الى اطلاق الاتهامات ذات اليمين وذات الشمال وبعضها هدد بالانتقام وبعضها طالب مجلس الامن!! بادراج منفذي الجريمة على لائحة الارهاب، وهناك من انسحب من مفاوضات تشكيل الحكومة في سرعة قياسية، وهناك من دعا الى التشاور مع السفراء الاجانب في بغداد واطلاعهم على ما ينزل باهل “السنة من كوارث ” على يد الغالبية الشيعية!!، فيما هدد الزعيم العشائري السني سلمان الجبوري إن عشيرته على استعداد للرد بالمثل،وان العشائر السنية متأهبة للثأر من عمليات القتل!!.
الملفت ان هذه الجهات والتي باتت معروفة للعراقيين، كانت قبل ذلك تدعو الغالبية الشيعية الى ضبط النفس والتريث وعدم اطلاق الاتهامات وعدم الانجرار وراء الفتنة بسبب المجازر الجماعية التي ترتكب بحقهم من قبل القاعدة و”داعش” والزمرالتكفيرية وعصابات البعث وحواضنها، منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا، واخر هذه الجرائم تلك الجريمة البشعة والتي لم يشهد لها العالم مثيلا المتمثلة بقتل “داعش” نحو الفي شاب شيعي بعمرالزهور في تكريت في ساعات قليلة، والتي هزت وجدان العالم اجمع.
هذه الجهات سقطت في اول امتحان على ضبط النفس الذي كان شعارها حتى الان، واذا بها تتواطأ مع الجهات التي تقف وراء الجريمة وتكمل عملها عبر التصريحات الطائفية والشحن المذهبي العبثي، وكأنها تصب الزيت على النار التي اوقدتها الجهات التي تقف وراء هذه الجريمة التي لم تتكشف ملابساتها بعد.
هذا الامتحان الذي سقط فيه الصيادون في الماء العكر، اثبت قبل كل شيء مدى الصبر الذي تتحلى به الغالبية الشيعية التي يذبح شبابها يوميا طوال عشرة اعوام دون ان تقابل ذلك بالمثل، كما اكد هذا الامتحان ايضا حكمة وحصافة و وطنية والشعور بالمسؤولية التي يتمتع بها زعماء الطائفة الشيعية في العراق وفي مقدمتهم المرجعية الدينية العليا، التي طالما عضت على جراحها ودعت الى تفويت الفرصة على الزمر التكفيرية والعابثين بامن الوطن والمستهدفين امنه واستقراره.
كان الاولى بالجهات التي قامت بتنفيذ المرحلة الثانية من مخطط جريمة مسجد مصعب بن عمير، ان تتريث حتى يتم الكشف عن ملابسات هذه الجريمة والجهات التي تقف وراءها، عندها، وفي حال لم تتخذ الحكومة اجراءات ضد مرتكبيها، سيكون لها الحق في ان تلجأ الى مخاطبة الراي العام العربي وتحرك الغرائز الطائفية البغيضة فيه، وان تلجأ الى مجلس الامن ليضع الحكومة العراقية على قائمة الارهاب!!، فالراي العام العربي ليس بحاجة كي يخاطبه بعض السياسيين السنة في العراق، فهناك وسائل اعلام ضخمة تمول بالدولار السعودي والقطري، تنفخ ليل نهار بهذا الراي العام وتؤلبه على شيعة العراق، ويمكن تلمس هذه الحقيقة، بعد دقائق من وقوع هذه جريمة مسجد مصعب بن عمير، حيث اتهم هذا الاعلام شيعة العراق بتنفيذ هذه الجريمة، والادهي ان بعض الصحف والمواقع التابعة لهذا الاعلام تنشر مع الخبر صورا لجثث متناثرة على جسر، على انها صورا لقتلى مسجد مصعب بن عمير، بينما هي صور قديمة معروفة لمواطنين عراقيين شيعة قتلوا في عمليات تفجير انتحارية، ويمكن للقارىء الكريم ان يراجع على سبيل المثال هذا الخبر والصورة المرفقة به، كما نشرته صحيفة “رأي اليوم ” للاعلامي الفلسطيني عبد الباري عطوان.
ترى ما هي مصلحة الغالبية الشيعية في العراق من استهداف مسجد لاخوانهم من اهل السنة الكرام ؟، الا تستدعي التركيبة السكانية لمحافظة ديالى التي تعتبر من المحافظات الساخنة في العراق بسبب تواجد “داعش” وباقي الزمر الارهابية ونشاط البعثيين وفلول النظام الصدامي السابق فيها، والتي ترسم مشهدا معقدا وضبابيا، من الجهات التي تطبل لاشعال الفتنة في المحافظة، ان تتريث حتى تنكشف ملابسات الجريمة وعندها لكل حادث حديث؟، ام ان هذه الجهات تعمل وفق اجندات لا يمكنها ان تحياد عنها ؟.
اخيرا نقول انه لم يعد ينطلي على الطائفة السنية الكريمة، هذا الخطاب الطائفي البغيض الذي اخذ يرتفع اليوم بذريعة الدفاع عنها، وهم ترى مدى صبر وحكمة الطائفة الشيعية ومراجعها الدينية والسياسية، ورفضها الانجرار الى الفتنة الطائفية، وحذرها من الوقوع في الفخ الذي نصبته “داعش” والجهات الداعمة لها، للعراقيين، لذا على هذه الطائفة الكريمة ان تدعو القيادات المحسوبة عليها، الا تصب الزيت على النار التي اشعلتها “داعش” والزمر التكفيرية والبعثية في العراق، وان تطلب منها، على الاقل، تقليد القيادات الشيعية، الدينية منها والسياسية، في كيفية التعامل مع الفتن المتنقلة التي تحاول “داعش” وعصابات البعث زرعها بين العراقيين، وان تتحلى ببعض صبر وحكمة و حصافة و وطنية هذه القيادات، التي لم تنجر يوما الى المكان الذي تريد “داعش” ان تكون فيه.