بغداد: شبكة اخبار العراق- اثبتت حركة الحل التي يقودها الدكتور جمال الكربولي تميزا ملحوظا خلال عمرها القصير الذي لم يتجاوز سنوات معدودة. وقد حققت الحركة التي تمتد فروعها في جميع محافظات العراق وخاصة الغربية منها حضورا لافتا في وجدان وضمير الناس من خلال المعايشة الميدانية مهم والتعرف على مشاكلهم والمعوقات التي تعترض حياتهم اليومية والمساهمة وضمن الامكانات في تذليلها وتقديم افضل السبل لمعالجتها. كما ان فكر الحركة جاء شاملا وخاصة في كيفية معالجة مخلفات الاحتلال الامريكي للعراق وما تبعه من ارهاصات سياسية واقتصادية واجتماعية ولهذا فقد توقفت الحركة عند اهمية وحدة الفكر الوطني في معالجة الاوضاع في البلاد بروح وروى عصرية حيث ترى الحركة ان الإحتلال الأمريكي له استراتيجيته لتحقيق أهدافه السياسية والإقتصادية ، واستخدم لتحقيقها كل أسلحته العسكرية والاعلامية والثقافية والفكرية أيضا ، وكان يدرك إنه لن يستطيع تحقيق أهدافه إلا بالقضاء على توق الجماهير العراقية في التوحد . وهذا لن يتم بالنسبة له إلا بتبديل ثقافة العراقيين بثقافة أخرى تناصبها العداء ، وهذه الثقافة البديلة إبتدئت بحالة التفتيت المذهبي والعرقي ومرت بحالة التقسيم والتجزئة السياسية حيث إنعكس التفتيت على وحدة المواجهة مع العدو الغازي ؛ لأن الثقافة الطائفية والعرقية دائما تغلب الدفاع عن الطائفة والعرق على الدفاع عن الوطن وتدفع بالغارقين فيها الى التعاون مع قوى خارجية ولمصلحتها على حساب مصالح وسيادة البلاد . ومن هنا فقد جاء التركيز على وحدة الثقافة الوطنية حيث تركز حركة الحل في هذا الاتجاه عندما تقول(( اذا كنا نرى بناء على ذلك أن مضمون الثقافة المبنية على وحدة الفكر الوطني هو شرط أساسي من شروط المواجهة مع الإحتلال وقوى العدوان الأخرى القادمة من خارج الحدود .فإذا كانت هذه النتيجة تتوافق مع الفكر الموضوعي النظري ، فإن الواقع السائد الآن في العراق يبرهن على صحتها ، ومن أهم مظاهرها أن الحركات السياسية الدينية بمختلف تلاوينها تحالفت مع الإمبريالية المتوحشة على حساب الوطن ، فكان من نتائج هذه التحالفات إن التعدديات الفكرية حولت مسار المواجهات مع الخارج المتربص بالعراق الى مسارات المواجهة بين العراقيين بعضهم البعض.وشددت الحركة على ان الخلاص من كل تبعيات الاحتلال يكمن في مفهوم واحد يتمثل بالإنتقال الى وحدة الفكر على الصعيد الوطني . ولعل من البديهيات أن نرى أن كل مجتمع تعددي يتطلب إستراتيجية موحدة تلبي مصالح قوى التعدد فيه ، وليس مصلحة فئة واحدة ، ولأن ثقافة كل فئة تتعارض أو تتناقض في أحيان كثيرة مع الثقافات الأخرى ، ولأنه لا يمكن تجزئة المجتمعات الوطنية او القومية الى دويلات لكل منها قوانينها الخاصة ، فلا يمكن إذن أن يكون الحل إلا بقوانين عامة عادلة تضمن مصالح الجميع . كما لا يمكن على المدى الطويل أن تنصهر تلك التعدديات في مجتمع واحد متماسك إلا بوجود ثقافة واحدة تحكم إيقاعاته ، ومنطقيا لا يمكن أن تكون هذه الثقافة إلا على قاعدة توحيد الفكر ؛ ولأن ثقافة الطائفة وثقافة العرق تشد الطائفيين الى مرجعياتهم الطائفية ، وتشد العرقيين الى مرجعياتهم الأديولوجية حتى ولو كان على حساب أوطانهم ، فهل يجوز لنا أن لا نحصر وحدة الفكر إلا بوحدة الفكر الوطني ، خصوصا بعد التجربة الطائفية والعرقية المريرة التي نعيش مأساتها الكارثية المدمرة منذ غزو واحتلال العراق قبل عشر سنوات ؟ .
جوانب من فكر حركة الحل.. وحدة الفكر الوسيلة الوحيدة في معالجة مشاكل العراق بقلم الدكتور احمد العامري
آخر تحديث: