مازال قرار العدوان على العراق واحتلاله عام 2003 يثير جدلا واسعا في العالم من فرط ما احدثه من كوارث طالت المنطقة برمتها وحولتها الى اقليم ملتهب وغير مستقر ناهيك عن اعترافات صقور الحرب على العراق سواء في واشنطن او لندن بان مزاعم الحرب ومبرراتها لم تكن دقيقة وواقعية فضلا عن انها مفبركة ومضللة هدفها كان تدمير العراق واخراجه من معادلة الصراع بالشرق الاوسط واذا اخذنا اعترافات وزير الخارجية الامربكي الاسبق كولن باول وقبله جورج تنت رئيس جهاز الاستخبارات الامريكية اللذين اكدا ان العراق لم يكن لديه اسلحة دمار شامل وان صقور الحرب في ادارة بوش الابن هم من سوق كذبة امتلاكه الاسلحة المحظورة لتبرير احتلالهم للعراق فان ما توصلت اليه فرق التفتيش الدولية وعناصر المخابرات الامريكية الذين زاروا عدة مدن في العراق ولم يعثروا على دليل على وجدود الاسلحة المحظورة التي كانت سببا لاحتلال العراق الدليل على صدقية الموقف العراقي ورغم ان رئيس الوزراء البريطاني الاسبق توني بلير الذي كان شريكا لبوش الابن في العدوان على العراق لم يعتذر لشعبه وايضا لشعب العراق جراء مااحدثه قرار الحرب من ضحايا في بلاده وايضا من كوارث حلت بالعراق لكنه اعترف اخيرا انه يشعر انه شخصا منبوذا ومكروها في بريطانيا والسبب كما صرح لصحيفة الديلي ميلر البريطانية الذي كشف فيها ان قرار الحرب على العراق جعلت منه شخصية منبوذة وانها فشلت في جعل العالم اكثر امنا ويشير بلير الى ان معظم البريطانيين كانوا مستائين منه بسبب ادخال بلادهم في اتون الحرب الى جانب بوش الابن ولاول مرة يعترف بلير انه فشل في اقناع الناس بان قرار الحرب كان صائبا غير انه اكد ان وضع العراق لم يكن بعد احتلاله كما كان يتمنى ويتوقع ان لعنة التاريخ ستلاحق صقور الحرب الذين مهدوا لاحتلال العراق وتدميره مهما حاولوا ان يبرروا جريمتهم التي اودت بحياة اكثر من مليون عراقي واضعاف هذا الرقم من المهجرين والمعوقين والارامل واليتامي ناهيك عن نهب ثروات العراق على مدى السنوات العشر الماضية التي راحت الى جيوب المفسدين وليس الى اعادة اعمار مادمرته الحرب كما كان يتمنى العراقيون ومثلما لم يسلم صقور الحرب والمروجين لها في ادارة بوش من الانتقادات العنيفة فان توني بلير يواجه نفس الموقف من خلال مطالبة ضحايا حرب العراق من البريطانيين باحالته الى محكمة الجنايات الدولية لارتكابه جرائم حرب ضد شعبه وشعب العراق الذي كان ضحية معلومات كاذبة وملفقة ومفبركة ادت الى احتلاله وتدميره.ان توالي الاعترافات والشعور بالذنب من قبل مسؤولين امريكان وبريطانيين جراء قرار الحرب على العراق لم يعفهم من المساءلة القانونية والاخلاقية لانهم ارتكبوا جريمة بحق شعب رفض املاءاتهم ومزاعمهم مايستدعي جلبهم الى ساحة القضاء مكبلين باغلال العار كمجرمي حرب لتقرر محكمة الجنايات الدولية مصيرهم لشنهم حربا غير شرعية بالضد من ارادة المجتمع الدولي وتسببوا بمقتل واعاقة ملايين العراقيين وان الوقت لن يطول لمقاضاة من كذب على العالم وورطه في جريمة مازالت ماثلة للعيان
كاتب عراقي