جاسم المطير
ازداد في العراق دور الكلاب البوليسية ، المستورد لاغراض امنية من اوربا وامريكاا. في خبر قرأته، أمس، على لسان مدير الكلاب البوليسية العراقية أن عددا ليس قليلاً من هذه الكلاب قد مات بعد وجوده القصير في العراق ليس بسبب عدوان داعش ومفخخاتها التفجيرية..! ربما السبب هو في غربتها عن بلادها الاصلية وعن الناس الذين أحبتهم وأحبوها وربـّوها ودرّبوها، ثم سلموها قسرا وقهراً إلى البوليس العراقي الذي لا يعرف التعامل حتى مع الانسان.
البوليس الاوربي هذّب الكلاب فتهذّبت. درّبها على النظام والانتظام و كشف الممنوعات فتدرّبت. صارت الكلاب الاوربية ذات سلوك مدني – حضاري . تعرف متى تربض ومتى ترقد. لا تنبح عبثاً ولا تتهارش. تمشي في الشوارع هادئة كأن على رأسها قبعة، مستسلمة، مطيعة لصاحبها او مالكها.. لا تضمر الغش والنباح لأي انسان طيب القلب. في البيوت وادعة مستكينة حين تتفرج على التلفزيون.. الكلاب الأوربية ترحب بالضيوف وتسرف في البكاء عند الغربة.
أما كلابنا العراقية فهي خاضعة لسلطان بطنها ، لا تعرف غير النباح والعضّ، باحثة في المزابل قرب الحاويات عن وجبة غداء تركها العاملون في أمانة العاصمة سائبة. الكلاب العراقية يزداد نباحها لو عثرت على لحمة او عظمة. تتزاحم بقسوة وتتصارع في ما بينها . تعلن حروب التهارش في ما بينها . كل واحد منها يستخدم مخالبه لخطف الطعام من فم الآخر إلى فمه. ينتقل العظم من يد الى يد. يظل الكلب الضعيف أو الجرو الصغير واقفا منكمشاً يتوسل بالقرابة ليحصل على جزء من اللحمة والعظم فلا تعطف الأم على جروها ولا الذكر على أنثاه ولا يعطف الاخ على أخيه ، بل تعود إلى الهمجية في اشباع البطون..!
ذات يوم صرخ إبليس صرخة هائجة : أيها العراقيون هل تعلمون أن الله سبحانه وتعالى خلق خلقاً أشرّ مني هم الكلاب العراقية ولو فتشتم في دهرنا لوجدتم أن الكلاب الاوربية أشرف مني..! .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قيطان الكلام :
التاريخ يعلمنا درساً واحدا: الكلاب ليسوا كلهم من نوع واحد في الوفاء والتضحية والعطاء ..!