لا خيار ثاني أو ثالث … أمامنا نحن العراقيين في الظرف الراهن , والوقت شبه الضائع والقاتل , غير التصدي ببسالة وشجاعة لهذه الشلة المتسلطة والعصابات والمفيات المارقة !، خاصةً بعد أن أوصدت جميع أبواب الأمل والفرج بوجوه أبناء الشعب العراقي , وبات الانتظار في محطة الصبر والترقب
والرهان على الادرات الأمريكية التي أعقبت إدارة مجرم الحرب جورج دبليو بوش الأبن .. سيد الموقف !؟ بعد أن تغولت وتغلغلت إيران في جميع مفاصل الدولة , حتى بات السفير الإيراني هو الحاكم بأمره ويتدخل في كل شاردة وواردة بما فيها سعر صرف العملات الأجنبية !؟, وتمادى القتلة والمجرمون بغيهم واستهتارهم وصلفهم وصفاقتهم , وبدءوا بإعادة مسلسل ومسرحية وملهاة داعش من جديد , باستهدافهم العراقيين الآمنين في بيوتهم وخطفهم وقتلهم بوحشية وسادية .
لقد باتت المعركة .. معركة مصير ووجود وليست معركة حدود , خاصة مع العدو الإيراني , والنكبة تتفاقم , وأساليبها الإجرامية تتطور وتأخذ مناحي وأوجه متعددة يوماً بعد يوم , بعد أن أطلق العنان لشراذم الاحتلالين والدخلاء .. ليطبقوا على العراق بشكل مطلق ومحكم , بضوء أخضر من أمريكا ودعم عسكري ومالي ولوجستي جعلتهم يتحكمون بمصير البلاد والعباد منذ بداية عام النكبة 2003 , فبعد أن كانت أعدادهم بلآلاف .. أصبحوا اليوم بالملايين .. يعيشون بيننا , ويتكلمون لغتنا العربية ومختلف لهجاتنا العراقية , ويحملون هوية وجنسية وجواز سفر بلدنا , ويشغلون أرفع المناصب والوظائف السيادية والسياسية والدبلوماسية والدينية والمذهبية .
بلدنا .. دولتنا , عاصمتنا , جميع محافظاتنا ومدننا وأقضيتنا ونواحينا وقرانا .. بل وحتى بيوت الله , ومقدساتنا وبيوتنا باتت محتلة ومستباحة لكل هب ودب .. إنها أكبر عملية تغيير ديموغرافي شهده أو يشهده أي بلد ودولة في تاريخ العالم … تم الاستحواذ والاستيلاء عليه بشكل مدروس بالاتفاق بين أمريكا وإيران خلال سنوات معدودة !.
من هنا نهيب بجميع العراقيين , ومن يناصرهم ويقف معهم في محنتهم من الأشقاء العرب والمسلمين , ومن يتعاطف معهم من مختلف شعوب الأرض والهيئات والمنظمات الدولية , أن يتصدوا لهذا العدوان الغادر والغاشم , لوقف حمام الدم وجرائم الإبادة الجماعية النكراء بحق جميع العراقيين , وعلى أبناء العراق الأصلاء أن يهبوا هبّة رجل واحد , وينتفضوا وينفضوا عنهم غبار الذل والهوان لنجدة وطنهم وشعبهم .
كلا وألف كلا للخنوع والسكوت والاذلال والعبودية بأسم الدين والمذهب ، أو التبعية لكائن من كان , أو يكون أو سيكون بعد تحرير الأرض والعرض من دنس وربق العبودية ، يجب أن نعلنها كعراقيين صرخة مدوية تهز أركان الكون … لا للظلم والطغيان وهضم حقوق الشعب واستباحة دماء وثروات العراقيين بهذا الشكل السافر .
لتكن كما كانت مرجعية العراقيين بعد الله وستبقى .. مرجعية الانتماء الوطني , والدفاع والتضحية بالغالي والنفيس من أجل أن يبقى العراق واحد موحد , يتساوى فيه جميع العراقيين أمام القانون , وينعم ويتمتع فيه الجميع بخيرات وثروات بلدهم .
أيها العراقيون في داخل وخارج حياض الوطن … ها هي سويعات وليس أيام أو أسابيع .. تفصلنا عن يوم الاحد القادم ، ويوم الأيام 25 أكتوبر 2020 .
فيا أبناء الرافدين الغيارى .. كما عهدناكم .. ها أنتم على موعدِِ مع تاريخكم الوطني المشرف الحافل بالمناقب والمآثر والانتصارات , ويشهد على ذلك مجدكم التليد الذي علم شعوب الأرض كيف تسترد وتنتزع الحقوق ، ولمن يريد … أو بالأحرى ما يحتمه الواجب علينا .. حسب جميع الشرائع والمواثيق والأعراف .. “دينياً ووطنياً وأخلاقياً وإنسانياً “.. أن يسجل كلٌ منا أسمه بحروف من نور , ويضع بصمته في سفر التاريخ الخالد ، عليه أن لا يتردد أو يتكل على أحد أبداً , بعد التوكل على الله جل شأنه ، وليس أمامه وقت للتامل أو أنتظار معجزة ما ستحدث , أو كمن يعولون للأسف على الانتخابات الأمريكيىة , التي لم ولن تغير واقع الحال أبداً ولم ولن تختلف عن سابقاتها … !!!
يكفينا ويكفيكم .. أن هؤلاء الأفاقين والأراذل والاوباش وعبيد وجواسيس ومرتزقة الاحتلالين سرقوا من أعمارنا 20 عاماً… ناهيك عن سرقة ما فوق وما تحت الأرض , من ثروات وأموال وتاريخ وحضارة , وأعادوا العراق إلى عصور ما قبل العجلة والحرف الذي صنعته وخطته أيادي أسلافكم العظام …
أيها النشامى … نناشدكم بأسم أكثر من 5 مليون طفل عراقي يتيم , وبأسم أكثر من 2 مليون أرملة وثكلى , وباسم 2 مليون شهيد , وبأسم 7 مليون عراقي بين نازح ومهاجر ومغترب , وبالأطفال الرضع الذين باتوا يرمون أحياء في الأنهار في وضح النهار , بعد أن وصل الحال بآبئهم وأمهاتهم حد عدم القدرة على تأمين الحد الأدنى من الغذاء والدواء , هذا بالإضافة لعمليات الانتحار اليومية لشباب وشابات بعمر الزهور . ونشد على أياديكم .. شيب وشباب وشابات ونساء أيضاً ,الالتحاق بركب الثورة المصيرية , وتقديم كل أنواع الدعم المادي والمعنوي لثوار وأبطال أسود الرافدين وصناديد القرن الواحد والعشرين بلا منازع ، الشباب والشابات الذين سطروا ويسطرون أروع الملاحم البطولية في التصدي والصمود , وها هم .. منذ عام تحدوا ويتحدون العصابات الطائفية المجرمة والعنصرية الشوفينية الدخيلة على ديننا وقيمنا وثوابتنا الوطنية بصدورعارية , ويحاصرون معقل اللصوص والسراق من أجل الانقضاض على قادة وزعماء وأمراء الأحزاب والمليشيات ومراجعها ودهاقنتها في عقر مواخيرهم وسراديبهم , وتحديداً أدوات الاحتلالين الذين أنغمسوا في الخيانة والعمالة وتفسخت أدمغتهم قبل بطونهم بعد أن سقطوا في مستنقعات ووحل الفسق والخسة والرذيلة .
فهيا بنا .. يا عراقيين من زاخو وحتى الفاو ، لنعيد كتابة التاريخ المشرق من جديد ونبعث الأمل في نفوس جميع العراقيين , ولنخلص وطننا المنكوب من التدخل الأجنبي السافر , ومن براثن ومخلفات الاحتلالين البغيضين قبل فوات الأوان لا قدر الله ، ولننقذ ونخلص شعبنا المبتلى من أنياب ومخالب الاشرار وشياطين العصر … بكل مسمياتهم وعناوينهم البراقة التي ضحكوا بها ومن خلالها وبواسطتها على عقول الناس البسطاء والمغفلين …
المجد والخلود لشهداء العراق وثورة تشرين المظفرة , ولروح الشهيد البطل الخالد رمز وايقونة ثورة تشرين المظفرة ” صفاء السراي ” ورفاقه الأبطال .
حق تقرير مصير العراقيين بالعيش في وطن آمن مستقر , وحق تحرير العراق مكفول حسب جميع القوانين الإلهية والوضعية بشهادة جميع القوانين والدساتير المعمول بها في جميع دول العالم .