بعد أن قضى صدام على رفاقه في واقعة قاعة الخلد , قام النظام البعثي بحملة قاسية على أبناء العراق من الطائفة الشيعية تحت تهمة الإنتماء الى حزب الدعوة الإسلامية . فخرج معلم اللغة العربية المدعو نوري المالكي الى أيران , وأستقر بها . حيث كان الحزب يحاول لملمت تنظيماته بسبب الضربة الموجعة له , وأعدام الكثير من قياداته وجيله الأول وكذلك من أعضاءه وأنصاره , لم يكن نوري المالكي في حينها من قيادات الحزب بل من المنتمين حديثآ له. وبسبب عدم ثقة أيران بان كل مَن وصل الى أراضيها هم من المعارضين للنظام البعثي , وخوفآ من أندساس أعضاء من المخابرات العراقية في صفوف مقاتليها , تم إنشاء معسكر الشهيد الصدر لجمع العراقين وتأسيس تشكيل عسكري لهم للمشاركة بالحرب ضد صدام المقبور. وبسبب قلة الناصر أنيطت للسيد حسين بركة الشامي ” الذي صدر بحقة حكم مؤبد في قضية الشهيد عارف البصري وصحبه المعروفة في صفوف التنظيم بــ قبضة الهدى ولايعلم أحد كيف خرج السيد الشامي من سجن صدام وكيف وصل الى أيران , والذي أصبح مسؤول الوقف الشيعي بعد 2003 وهو حاليآ عميد جامعة الأمام الصادق (ع) “ مسؤولية أدارة معسكر الشهيد الصدر ويساعده بهذة المهمة نوري المالكي . كان المقاتلين في المعسكر هم من هرب من العراق خوفآ من البطش والأعتقال من تنظيمات الدعوة و من خارج التنظيمات , وكذلك عدد من أبناء الكرد الفيليين الذين تم تهجيرهم الى أيران . وكانت مهمة المعسكر تدريب المقاتلين لزجهم في الجبهات ” جيش شعبي بس مال حزب الدعوة ” . وقررت أدارة المعسكر إرسال مجاميع الى داخل العراق للقيام بمهمات خاصة , ولكن كل هذة المجاميع لم تصل الى أهدافها بل كانت المخابرات العراقية بأنتظارهم على الحدود . ووقع إنفجار كبير في مخزن الأسلحة بفعل فاعل في المعسكر , راح ضحيته عدد من المقاتلين وبسبب هذة الحادثة , قامت الدنيا في أيران ولكن حاول بعض من لهم سطوة في الحكومة الأيرانية التستر على الموضوع , وتم حل معسكر الشهيد الصدر. خرج السيد الشامي الى بريطانيا وأصبح أمام حسينية المصطفى ومن ثم دار الأسلام في لندن , وكان سبب الكثير من المشاكل مع القيادات الأخرى في التنظيم ومنهم السيد أبراهيم الجعفري .
أما الحبيب الغالي أبا أسراء فذهب الى الشام , وأصبح بعد مدة مسؤول مكتب حزب الدعوة في دمشق , وبما أن الأبن المدلل حمادة ( أحمد) لم ينزل الماء في … بعد اي لم يصبح رجل بعد , كان يساعد أبا أسراء في شؤؤون المكتب وحياكة المؤامرات كل من كاطع الركابي ” والذي كان يسمى بقاطع الرقابي وهو نسخة بالخلق والأخلاق للسيد المالكي وهو سكرتيره الشخصي حاليآ … ” وصادق الركابي ” عضو برلمان حاليا ” وطارق النجم ” مدير مكتب المالكي حاليآ ” , وكان هذا المكتب ملك خاص للمالكي وأعوانه , حيث تم تبديل قفل باب المكتب عددة مرات من أجل أن يصبح المكتب حكرآ له . وكان هم المالكي هو الوقوف بالند لــ بيان جبر ” باقر جبر الزبيدي ” مسؤول مكتب المجلس الأعلى في سوريا, وللــ شيرازية ولكل من يختلف مع الدعوة .
كان نائب رئيس الجمهورية السابق عبد الحليم خدام مسؤول الملف اللبناني والعراقي في سوريا , فأقام المالكي علاقات جيدة جدآ معه بسبب مسؤوليته عن مكتب حزب الدعوة , وعن طريق خدام أقام المالكي علاقات أقوى وأمتن مع قاسم سليماني مسؤول ملف الكفاح المسلح التابع لولي الفقيه في أيران , وكان المالكي عضوآ في مكتب المرحوم الفقيه محمد حسين فضل الله ” فقيه الدعوة ” . بهذة المناصب والعلاقات أصبح المالكي من الأسود في سوريا وكون علاقات جيدة مع حزب الله لبنان أيضآ . بعد 2003 , لم يرغب المالكي بالعودة الى بغداد بل كان ضد فكرة الوقوف الى جنب امريكا بأسقاط نظام صدام , وعقد عدد من اللقاءات وبتوجيه من سليماني وضغط الحكومة السورية مع عزة الدوري وقيادات بعثية أخرى. في نهاية المطاف ولحاجة حزب الدعوة الى أعضاء يعتمد عليهم لتوزيع المناصب , أصبح المالكي عضوآ في الجمعية العمومية , وتم أختياره كنائب لرئيس لجنة كتابة الدستور , ولم يكن له دور في العملية السياسية أو ظهور إعلامي لأنه كان ضد فكرة دخول الأمريكان . ولكن وبعد رفض الــ د. الجعفري لرئاسة الوزراء من قبل كل الفرقاء , وبتزكية من سليماني , تم ترشيح والأتفاق على تولي المالكي منصب رئيس مجلس الوزراء وكانت هي المصيبة الكبرى التي أبتلى بها العراق وشعبه من هذا الرجل . رجل له خبرات في مجال تعليم اللغة العربية , سياسي ومخطط إستراتيجي , قائد معسكر , صاحب علاقات دولية ومخابراتية واسعة , خبرة بحياكة المؤامرات . بسبب هذة الكفاءات العالية أصبح من حقه هذا الرجل أن يصبح : أمين عام حزب الدعوة , رئيس مجلس وزراء , قائد عام للقوات المسلحة , وزير الأمن , وزير الداخلية , وزير الدفاع , مدير مخابرات , محافظ البنك المركزي , رب أعلى لمجلس القضاء الأعلى , صاحب عدد من الفضائيات التلفزيونية , مسؤول هيئة المساءلة والعدالة , صاحب اللقاءات الإعلامية اليومية مع العشائر وشيوخها ….. وغيرها من المناصب . كنا نلوم صدام لكثرة مناصبه لكن الحاج أبا اسراء أصبح أذكى منه , والدليل فشل كل هذة الدوائر التي يمسك بزمامها . ولكن لا عتب على الرجل بل كل العتب على معارضيه ولكن لا حيلة لهم , فالرجل له ملفات كاملة ضد الجميع يخرجها متى ما يشاء وبأذن من يشاء وليذهب العراق وشعبه الى الجحيم وليبقى المالكي في السلطة وليبقى معارضية يهددون وليبقى العراق يحترق .
مع تحيات
علي العلي
ملاحظة : نحن من القيادات السابقة لحزب الدعوة , ولسنا دعاة فتنة وأحتراب بل من الساعين الى أستقرار العراق وخدمة شعبه فقد طفح الكيل .