ربما يتعمد بعض الوزراء استخدام خاصية الكذب الأبيض أو التجمل والتباهي في تصريف أو صرف أو تسويق بعض المراجعين بحلول أو وعود تحتاج سلسلة من العمليات ومساحة زمنية توصل أصحابها من هذا البعض المغلوب على أمره بعقدة ( واسطة الوزير ) إلى ترك الموضوع برمته والتخلص من ذلك الكاهل الثقيل الذي اسمه صديقي الوزير الفلاني؟
واكرر ربما؛ وسأبرر هنا لمعالي أي وزير كان تلك الاكذوبات البيضاء والوعود البالونية بسبب الزخم الهائل من مشاغله والتزاماته خاصة وهو وزير في إمبراطورية عظمى وليس دولة آسيوية بائسة مثل العراق، أو إقليم ناشئ ناهض للتو في شمالنا الحبيب على دارجة أهل الكهف ونقودهم البالية، فيضطر إلى تلك البالونات أو الفيلة التي يطيرها بين الفينة والأخرى مع مواطنين بطرانين يريدون اختراق القانون على حسابه؟
أتمنى أن تتقبلوا تبريراتي لمعالي الوزير لكي أنقلكم إلى وزير ومن ثم نائب لرئيس الوزراء في دولتنا العظيمة وهو المسؤول عن ملف الطاقة بكل أشكالها بما فيها تلك التي تجعل الفيلة والبعران تطير دونما أجنحة بل بطوربينات شهرستانية من قبيل تصدير فائض الكهرباء الى دول الجوار، أو إغراق الأسواق بالبنزين والنفط الأبيض، أو أخيرا بالعنتريات التي كدنا أن ننساها قليلا بعد غياب ( قائد الأمة وناصرها ) وسقوط بغداد ونظامها.
من ضمن مجموعات الفيلة والبعران التي بدأت تحلق في سماء الإعلام تلك التصريحات النارية التي يصرح بها بين الفينة والأخرى بعض الوزراء وخاصة ممن يعشقون التصريحات وصناعة الازمات مثل السيد حسين الشهرستاني وتصريحاته عن النفط في الإقليم كلما بدأت الحكومتان الاتحادية والفيدرالية بالتوصل إلى حلول للمشاكل دون جعجعات إعلامية، وربما أيضا إن لم تنفع تلك البالونات يأتون بأخرى على مستوى إقليمي وشرق أوسطي ومنها التصريح الأخير حول إسرائيل التي هددها بالويل والثبور إذا ما فكرت باختراق المجال الجوي العراقي، والذي ذكرنا بتصريحات صدام حسين في حرق نصف إسرائيل وقبله جمال عبد الناصر برميها في البحر، وهو المواظب على تصريحات ساخنة تكهرب الأسماع وخاصة تلك التي تتعلق بالطاقة وبالذات الكهرباء التي صرف عليها مليارات حلوة دون أن تتحسن تلك إلا سويعات يخجل المرء من ذكرها إزاء ما انفق عليها من أموال، وكذلك البنزين والنفط الأبيض الذي أصبح تحت قيادته لهذه المنظومة من عارات الدولة العراقية منذ تأسيسها وحتى توليه قيادتها.
الغريب إن المرء يحتار أين يضع هذه الأكاذيب أو التصريحات وفي أي حقل من حقول الإبداع الحكومي الحالي، فهل هي من ملفات الفساد أم ملفات الاستهلاك المحلي أم ملفات السفسطة والثرثرة والأحاديث الدائرية لبعض النواب والوزراء، وخاصة هذا الرجل الكريم في تصريحاته وتزويقاته اللفظية، والانكى من كل ذلك انه ليس مثل الكثير من أعضاء مجلسي النواب والحكومة، من خريجي الثانويات المهنية المسائية أو جامعات سوق مريدي العالمية، بل هو أكاديمي كما تذكر سيرته وخاصة تلك التي تتعلق بأيام عمله في التصنيع العسكري، إذ صنف أو تم توصيفه كعالم من علماء الطاقة النووية ( هكذا يقولون نظريا ) والله اعلم وعبده المتوفي صدام حسين النووي!؟