خالد القره غولي
هناك مشكلة كبيرة وخطيرة تغلغلت ونمت وإستقرت في نفوس ( العراقيين اليوم ) نتيجة التراكمات التي أحدثتها الإحتلالات المتواصلة للعراق وإفراغ العقل العراقي من محاور الإعتدال والحيادية وهي العلاقة بين أهم مكونين مذهبيين في العراق وهما ( السنة – الشيعة ) .. بدون مقدمات أو مجاملة هناك شرخ كبير وعدم إفصاح في حقيقة هذه العلاقة بين الطرفين والإبتعاد عن التحليل المنطقي لها ماأدى إلى وجود أزمة حقيقية تغطى بود مفتعل بينهما لابأس اذاً من أن يقع عاتق الوقوف للتقريب بين وجهات نظر الطرفين على مثقفي العراق الحقيقيين الصادقين وعلى علماء الدين غير المنتفعين من السنة والشيعة وعزل المؤسسة السياسية بالكامل وإنهاء علاقتها بالوفاق المعلن بين سياسيي السنة والشيعة وتبعات إحكام هيمنة المؤسسة الدينية عليهما بأساليب معلنة وأخرى غير معلنة .. وقد يعترض الكثيرون على أن المؤسسة الدينية الشيعية تسيطر على التيارات السياسية أكثر من السنية لكن الأحداث الأخيرة التي شهدها ومازال يشهدها بلدنا العظيم العراق أثبتت أن طوفانات التأييد الجماهيرية السنية كانت بسبب ضغوطات مفتعلة من التيار المذهبي وهو أمرٌ خطيرٌ للغاية كان مخفياً منذ إحتلال العراق وبدأ يظهر بوضوح في الأيام الأخيرة .. فعاطفة التبعية إستفحلت وإنتعشت جذورها من جديد ماولد ومع الأسف الشديد اللجوء إلى معسكر التمذهب في العراق الذي كان من المفترض أن يكون قد ولى منذ عقود .. فأهل السنة والجماعة في العراق يعتقدون أنهم وحدهم من يمثل المسلمين ومن يتناقض مع رأيهم يُعد خارج ملة المسلمين .. والشيعة أيضاً يعتبرون كل من لا يؤمن بما لايؤمنون به عاصياً لأمر الله .. الأمر معقد ويحتمل بحوراً من التأويلات والتفسيرات التي ولّدت هيمنة وسيطرة غير مشروعة لكلا الطرفين .. وحل الأمر بسيط جداً ، فلكي نقرب بين وجهات نظر الطرفين علينا أن نكشف بما نضمر لا أن نضحك ونبتسم ونتجامل ونحنُ ندفن الضغائن في قلوبنا !لذلك أدعوا إلى لغة حوار وطنية تتبناها الجامعات أو المؤسسات العلمية أو الوطنية لنكشف لبعضنا مايفترض أن يعالج من مرض إنتشر وسيؤدي إلى فسح الطريق إلى كل من يعادي العراق كي بنفذ مخططه الأسود ونقطع السبل أمام المندسين في داخل صفوف العراقيين من تنفيذ مخطط دولي كبير لتغيير خريطة الشرق الأوسط حرفه الأول تجزئة …… وتقسيم العراق.