خالد القره غولي
العشائر العراقية في ( الوقت الحاضر ) في العراق تمتلك من السلاح ما يكفي لتسليح عدة ألوية من الجيش ، والقضية برمتها تتحول إلى قضية براغماتية وفائدة مادية بعيدا عن الهدف الوطني والأمني , هل سيعود السلاح إلى مذاخره كاملا دون مشاكل , الهدف هو إنشاء ميليشيات تابعة كيفما اتفق ، بينما واجهت العشائر المسلحة بعضها البعض في مواجهات دامية أكثر من مرة ! وتسببت بسقوط الكثير من الضحايا , ومن أشد المصائب التي تهدد الأمن الداخلي في العراق هي كثرة وانتشار السلاح بيد خارجة عن السلطة والقانون , نعم وهذا ما حدث ويحدث ( الآن ) في بلدي العراق وأخشى ما يخشاه ابناء العراق هذه الأيام أولا أقصد الحكومة والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني في بلدي العراق هو استبدال قوالب الصراع السياسي والقبلي والطائفي والعشائري من التمغنط إلى التأكسد لتبدأ رحلة جديدة يتمنى أن لا يراها الجميع ، فلتمغنط جلب للعراق ضررا كبير لم ولن يشهد له تأريخ هذه البلد من قبل ، بداً بحصار امني على الشعب في كافة مدن العراق وانتشار الفساد الفاحش من كل جانب , ساهمت بها كل قوى الشر هذا الحصار ، قوضت اقتصاد العراق وأحال شعبه إلى شعب جائع باحث عن الخبز والمعيشة وكان السبب فقدانه آلاف الخبرات العلمية والهندسية والجامعية والطبية والبحثية بحثا عن لقمة العيش بسب زيادة العاطلين عن العمل من أصحاب الشهادات وتوفير فرص عمل بالجملة لأصحاب الذوق الرفيع أصحاب الجاه ، هذا الحصار الذي قادته أمريكا ومن حلفائها من العملاء , حول عدد كبير من أبناء العراق إلى شحاذون , نعم وبلا مجاملة شحاذين يستجدون ما يسد رمقهم , وهذا الحصار الملعون قتل أكثر من مليوني مواطن عراقي من أبناء مدن العراق لا ذنب لهم إلا لكونهم عراقيين واسقط أقنعة الكذب والخداع والزيف التي يرتدها قادة هذا العالم اليوم . إن مدن العراق اليوم افترستها أرضة الرشوة والمحسوبية أظن كان الدمار الكبير بسب الطائفية والعشائرية السياسية الجديدة وبدء مرحلة جديدة كان يري فيها االعراقيون باستغراب وهي تحويل محافظاتهم إلى مغناطيس لجذب الصراعات وتصفية الحسابات بين كل مدن العراق , وهذا ما حدث أخيرا في كافة مدن العراق من تفجيرات وراح ضحيته عدد كبير من المواطنين الأبرياء بدون ذنب , هنا لا أريد أن اشغل القارئ العزيز بعد هذه المقدمة لكن لها صله مباشره في قضية بلدي العراق حيث وأنت تتجول في كافة مدن العراق , يلفت نظرك بأن هذه المدن التي كانت عقدة المواصلات بين شرق العراق وغربه وبين شماله وجنوبه وصدر الرافدين وصحرائها ممتدة في أفق ساهرأغلقت أبوابها إمام الدولة ، فهل من المعقول زيادة تلك الرقعة وإنشاء مشاكل جديدة للحكومة , والعشائر في الوقت الحاضر في العراق تمتلك من السلاح ما يكفي لتسليح عدة ألوية من الجيش والقضية برمتها تتحول إلى قضية براغماتية وفائدة مادية بعيدا عن الهدف الوطني والأمني , هل سيعود السلاح إلى مذاخره كاملا دون مشاكل , الهدف هو إنشاء ميليشيات تابعة كيفما اتفق ، بينما واجهت العشائر المسلحة بعضها البعض في مواجهات دامية أكثر من مرة !
وتسببت بسقوط الكثير من الضحايا , وتزداد الخشية من المشايخ التي تفرض قوانينها العشائرية على أبناء المدن ، ومن العصابات العشائرية التي امتهنت القرصنة والنهب والسلب والنصب والقتل وجمع المغانم والسيطرة على مراكز القوى في كافة دوائر الدولة وابتزاز المواطنين وإشاعة الفساد وممارسة التهديد والوعيد والاغتيال والمطاردة والرقابة والسرقة والسيطرة التامة على صناع القرار, حسب طريقة ( نفع واستنفع ) ! تغير السجانون والسجن باق ، وما زال السجناء يهربون !
ما الفرق بان تقتلك الدكتاتورية أم يقتلك قاطع طريق أو ميليشيا تعيش على غياب أي نظام ،
أو تموت إعداما نهشا بالكلاب أو تنهشك كلاب الشارع ، وهل تكترث الشاة لشكل السكين إذا حضر الذبح , تحول العشائر في بعض مدن العراق اليوم إلى ميليشيات مسلحة جديدة يؤدي إلى مراكز قوى تعيق بناء العراق ، وتتسابق القوى السياسية لاستمالتها واستخدامها لإغراض ابتزازية ونفعية ! خصوصا أن الطائفية العشائرية السياسية في بلادنا تتبع السبل النفعية غير النزيهة لجمع الإتباع والدعاية للإعلام !
ونهج فقدان بوصلة الوطن وإقامة الولائم والمؤتمرات التحشيدية وهمسات النفاق ، وتبادل المجاملات نهارا وحياكة الدسائس ليلا ، وبيع الوهم للبسطاء مع المعونات الكذابة !
ولا تمتلك أحزاب الطائفية السياسية ، لا تجربة ولا تراكم معرفي ولا اعتراف بالجدل والمعرفة العلمية ، هي نفسها عشائر وطوائف أكثر منها أحزابا وهم مشايخ أكثر منهم سياسيين وقادة , تجعل الحزبية العشائرية اليوم حالة صعبة من الصعب على العراقيين قبول سلطة مركزية لعشيرة واحدة على بقية العشائر، والشرائع العشائرية غير المكتوبة سارية المفعول في القرى والنواحي البعيدة ، ويختلط فيها الكرم والخلق الشخصي والمساعدة المتبادلة والتقاليد البالية القاسية والعنيفة . فالاحترام والهيبة والخوف هي العناصر الغالبة على العلائق ، وكل فرد في العشيرة يعرف مركزه ومتشبث بمبدأ الولاء المطلق !
وتسيطر المشايخ على مخازن الذخيرة والأسلحة وبحوزتهم الأموال ويستحوذوا على المكانة التي تغدو بغمضة عين أنقاض وركام في الاحتراب العشائري وبالقنابل الساقطة والتفجيرات الإرهابية ومارسوا عرضيا سلطات حق تقرير الحياة والموت بالنسبة للإتباع , ولا تستمد سلطة الشيخ وجودها وقوتها من التقاليد العشائرية وحدها بل تستمدها مما يكون له من وضع اقتصادي يستطيع به الغلبة على منافسيه والسيطرة على الإتباع عبر تقديم المنافع المادية والخدمات المعيشية ، وينهمك هؤلاء بتكديس الثروات وتنمية ملكياتهم الخاصة . وأخيرا أحب إن اذكر الجميع أن الحزبية العشائرية الجديدة وراء تدمير ملف العراق الأمني والاقتصادي وأصبحت الحياة في هذا البلد تشبه حياة الأدغال , تآكل آو تؤكل , وصدق من قال أن العشائرية بدأت تصدع البيت الأمني والاقتصادي .