قبيل معركة القصير بدا الجيش السوري على وشك الانهيار بسبب الإفلاس الكامل لخزينة سوريا مما اضطرت ايران إلى توفير سيولة هائلة للنظام السوري وتغطية أيضاً النشاطات الإيرانية في دعم حزب الله وبقية الأذرع الإيرانية ، اضطرت ايران من خلالها لإجراء واحدة من أكبر عمليات ( تكييش ) الذهب في التاريخ ، إذ عرضت كل احتياطها من الذهب في السوق العالمي ، ولمهارة محللوا الغرب المراقب لكل نشاط إيراني لسر اللعبة فقد ( طوف ) الذهب الإيراني ومنع المشترين من الإقبال اليه إلى ان وصل سعر الذهب إلى اقل مستوياته السعرية بسرعة وبدون مقدمات على سعر الخام الأصفر ، إلا بعد هبوط حاد جداً جداً جداً ولم يقدم تجار الذهب عليه إلا بأسعار بخسة وبمعدل شراء بخس جداً ، وبدأت الإمارات بشراءه ، ويقال ان الطائرات كانت تهبط في الإمارات محملة بالذهب بسعر التراب ، هنا تدخل الروس لإقناع الهند بالتنافس لشراء الذهب الإيراني لإيقاف تدهور أسعاره وفعلا تم إنقاذ سعر الذهب نسبيا وتم ودفع تكاليف الحرب في سوريا لبشار وحزب الله ولا نعلم هل يعلم المالكي بكل هذا او لا يعلم
لكن ذهابه للهند في هذه الفترة يحمل دلالة واحدة فقط هي دفع فاتورة فرق سعر الذهب الإيراني للهند عبر صفقات واستثمارات وغيرها ولنرى ماهو دافع المالكي من هذه السفرة الخطرة على الشعب العراقي إذ
تؤكد مصادر مطلعة ان ايران بسبب العقوبات وتكاليف الحرب السورية وبيع احتياطات الذهب على وشك إعلان إفلاسها وإعلان تجرع النظام الإيراني للسم كما تجرعه في الموافقة على إنهاء الحرب العراقية الإيرانية عام ١٩٨٨ ، ويرى مراقبون ان المالكي أيضاً قد يذهب ضحية لتمويل هذه الصفقات الكبيرة في موازين القوى الدولية عن قصد أو غباء وليس هذا فحسب وانما في
هذا الظرف الدقيق الذي يكاد يكون اخطر مرحلة تمر في تاريخ العراق والمنطقة كلها وفي ظل متغيرات قد تكون مصيرية وتضع كل القوى السياسية على المحك وفي ظل مسرحية التهديدات الارهابية لاقتحام قلعة الحكومة المالكية وتصاعد وتيرة التفجيرات بأسلوب انتقاء المناطق بالتبادل مع اشتداد حدة الُثأر الحكومي بتخويل الشهداء له بالاقتصاص من الشعب والتلويح بحواضن ارهابية في محيط حزام بغداد كل هذا يحدث بنفس الوقت لأنه المخطط المتسارع الذي تريد منه الهيمنة الايرانية اضافة اوراق تفاوضية وضغط جديدة على التقاسمات الجديدة التي تحاول رسمها من جديد القوى المهيمنة على المنطقة ، في ظل هذا كله ولأجل ان يكون نوري المالكي هو رجل المرحلة القادمة وكما اوحت له القيادة الايرانية وعلى شرط ان يكون طوع امرها في تنفيذ طلباتها ورسم مخططاتها عميقا وبسرعة ولان اولى المشاكل التي يجب حلها بالتزامن مع الحلول الامنية على الارض هو فك الاختناق في الواقع الاقتصادي والمالي الايراني الذي يحاولون انعاشه من بداية العام بعد ان وصل لآخر انفاسه نهاية العام
ويتم هذا الانعاش بفتح السوق في الشرق الاقصى امام نظام مدفوعات بالنيابة حيث سيتكفل الجانب العراقي بدفع مستحقات الدين الايراني الى الهند وكوريا والصين وروسيا وتايلند وحتى كوريا الشمالية بدفعات من النفط العراقي والغاز الذي سيهيمن الجانب الايراني على معظم انتاج حقول ابو غرب والبزركان والفكة من غرب العمارة المتميز في النوعية ولكونه باحتياطي عالي يكاد يفوق احتياطيات كل المكامن المعروفة في المنطقة ……… ولهذا السبب توجه نوري المالكي الى الهند مارا بقبلته طهران حيث حمل بطائرته الخاصة التي هي بقيادة وملاحة وضيافة طاقم ايراني وبعد مروره على من يوجهه في طلبات الولي التي يجب ان تنفذ لينال المباركة للولاية الثالثة والتضحية ببقية الحلفاء وربما التحالف كله فكان ان اصطحب معه طاقم موجه لما يقرر التعاملات المطلوبة للجانب الايراني من هذه الغزوة المباركة للهند وللولاية المضافة اخيرا في خارطة التقسيمات الادارية الايرانية ، علما ان الزيارة التي كانت قد
قررت سابقا بناءا على دعوة رئيس الوزراء الهندي لبغداد قبل ثلاثة اشهر أي يجب كانت ان تكون في قل من عام وليس الان ، كما لا ننسى ان خط الانابيب الايرانية لنقل النفط يمر عبر الاراضي الباكستانية الى الهند وبنغلادش والصين وايران تمر بأزمة مادية كبيرة وحقول النفط في ايران اقرب الى النضوب او شبه ناضبة ولا تساوي كلفة هذا الخط الضخم ومروره بكل هذه الدول وان اقصى ما يمكن ان تنتجه الحقول النفطية هي لغاية عام 2020 .
اخيرا نقول مبروك على العراقيين هذا الانجاز .
مبارك على العراقيين هذا الانجاز لدولة الولي ومبارك لأمريكا لأنها حققت اهدافها من بيعها العراق لإيران وخاصة انها حققت في هذا الاسبوع الاكتفاء لابل وفائض في الاحتياطي النفطي
وسوف يقدم لأميركا ما يجعلهم يرضون عنه ويبصمون له الولاية الثالثة وشاء صفقات كبيرة من الاسلحة حتى يحرك الميزان التجاري الاميركي قبل ان يصيبه الكساد والذي كان يفترض ان يمتد اليه من اوربا خلال العامين القادمين ، اما لأجل ارضاء بريطانيا التي هي لولب الرضى الاوربي سيطرح اقرار قانون البنى التحتية مرة اخرى لإقراره خلال الايام القادمة لانعاش المصارف البريطانية بعد انتعاش سوق النفط فيها بالشحنات العراقية التي لم تنضب الى الان .واقولها مرة اخرى هنيئا لكم ايها العراقيون بالسيد المالكي بطل الولاية رقم ( 3) .
خفايا زيارة المالكي للهند … بقلم الدكتور فواز الفواز
آخر تحديث: