بغداد: شبكة اخبار العراق- وردت الى شبكة اخبار العراق دراسة حول الواقع الصحي بالعراق ننشرها كما هي وعلى النحو الاتي..خلال العشرين سنة الماضية كان العراقيون تواقين لرؤية أي فعل من شأنه تفسير!الملابسات والظروف المصاحبة لظاهرة ازدياد بعض الأمراض المستعصية مثل الأورام السرطانية والتشوهات الخلقية، علما أن زيادة هذه الأمراض في بعض المدن جاءت متزامنة مع بعض العوامل ومنها تلوث العراق باليورانيوم المنضب عام 1991.لقد حاولت وزارة الصحة في العراق وضع نهاية لعقدين من البحوث والتكهنات لهذا الموضوع، ليس من خلال القياسات والإجراءات لحصر تأثير هذه الملوثات على الإنسان والبيئة، أو حتى من خلال إجراء بعض الدراسات المرضية السريرية كما يجري في أنحاء أخرى من العالم، ولكن من خلال القيام بإجراء مسح سكاني بسيط. وهكذا ومن خلال خلاصة تقرير المسح السكاني تم حل هذه المعضلة بمعجزة من خلال إنكار وجود أية زيادة لتشوهات الأطفال الخلقية في تلك المناطق!!! [1].لقد كان الهدف الاساسي من إجراء دراسة المسح السكاني من قبل وزارة الصحة وكما جاء في تقرير خلاصة الدراسة هو:”لتوضيح الشكوك حول موضوع التشوهات الخلقية للأطفال الذي تم التطرق اليه من خلال (تقارير قصصية)” [1] وبهذه الجملة حددت وزارة الصحة في العراق هدف إجراء دراستها الحقيقي.إن وصف بحوث تشوهات الأطفال الخلقية في العراق المنشورة في مجلات عالمية محكمة علميا [6] [5] [4] [3] [2] ب(التقارير القصصية) يشير بوضوح إلى أن الأسباب الحقيقية لإجراء الدراسة هو الإنكار والتعارض مع النتائج العلمية التي جاءت بها هذه البحوث والمقالات.منظمة الصحة العالمية أشرفت على إجراء الدراسة ولكن لم تضع توقيعها على تقرير الخلاصة مع وزارة الصحة في العراق. علماً أن المنظمة أكدت من خلال موقها الإلكتروني “إن هذه الدراسة لا تبحث في العلاقة بين انتشار التشوهات الخلقية بين الأطفال واستخدام أسلحة اليورانيوم المنضب” [7]. وعندما يسأل ناقد مهتم بالموضوع عن السبب؟ تأتي الإجابة” إن هنالك مجال أوسع لدراسة تفصيلية أكثر” وأن منظمة الصحة العالمية تناقش إصدار تقرير تفصيلي أكثر مع وزارة الصحة العراقية[8]!! تقرير مفصل في أكثر بلدان العالم تلوثاً باليورانيوم المنضب، بدون تخصيصات مالية لمثل هذه الدراسات، بدون اختصاصيين، وغير مسموح بإجراء دراسات تخصصية عن الموضوع. وبكلمات أخرى، انتظرت وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية 22 عاماً لإجراء دراسة غير اختصاصية أو حتى علمية لضمان اختفاء الأدلة على استخدام هذه الأسلحة، وسينتظرون عشرين سنة أخرى للتأكد من اختفاء السكان الذين تعرضوا لجرعات إشعاعية وسمّية عالية.وتحت ضغوطات الاحتلال الأمريكي، أشاحت المنظمات الدولية ذات العلاقة (منظمة البيئة العالمية ومنظمة الصحة العالمية وغيرهما) عيونها عن ما يجري في العراق[9] على عكس ماحدث في أوربا عندما هرعت هذه المنظمات لإجراء دراسة تقدير الآثار البيئية والصحية التي نجمت عن استخدام 12.5 طن فقط من اليورانيوم المنضب في حرب كوسوفو والصرب[10] عام 1999. علما إن كمية اليورانيوم المنضب التي استخدمت هناك لا تمثل إلّا 2.5 % من الكمية التي استخدمت ضد العراق.إن الدراسة التي أجريت هنالك شملت القيام ببرنامج تحريات مكثف لقياس النشاط الإشعاعي في الهواء والمياه والتربة مع جمع نماذج وفحوصات مختبرية مع تمحيص للنتائج[11]. بعد ذلك تم إجراء دراسات مرضية سريرية لكل من تعرض لهذه الأسلحة من القوات المسلحة والمدنيين، ولازالت هذه الدراسات جارية لغاية يومنا هذا ولم تقم بإجراء استبيان سكاني في مناطق لم يتم إعطاء إحداثياتها أو مواقعها الدقيقة.إن الزيادة الملحوظة في نسبة التشوهات الخلقية في العراق ابتدأت منذ حرب الخليج عام 1991, حيث استخدمت القوات المسلحة لكل من الولايات المتحدة الأمريكية والبريطانية حوالي 320 طناً من أسلحة اليورانيوم المنضب الإشعاعية ومئات الآلاف من الأطنان من نوعيات أخرى من الأسلحة[12]. وبحدود منتصف التسعينات نشر مجموعة من أساتذة كلية طب البصرة مجموعة مقالات علمية تعرض نتائج البحوث السريرية التي قاموا بها. لقد أشارت هذه النتائج إلى وجود زيادات ملحوظة في أعداد الأورام السرطانية بين سكان البصرة وكذلك زيادات في نسبة التشوهات الخلقية بين الأجنة والأطفال [13] [14] [15].وفي عام 2003 وخلال العمليات العسكرية لاحتلال العراق قامت القوات المسلحة لكل من الولايات المتحدة الأمريكية والبريطانية باستخدام 120 طناً إضافياً من أعتدة اليورانيوم المنضب مع أنواع أخرى من الأسلحة المحرمة دولياً مثل الفسفور الأبيض والنابالم المطوّر كما أن مناطق أخرى مكتظة بالسكان من العراق أصبحت ملوثة بهذه الأسلحة مثل العاصمة بغداد.وخلال عامي 2004 و2005 تم استخدام هذه الأسلحة وأخرى غير معروفة من قبل قوات الاحتلال الأمريكي خلال الهجوم المهول على مدينة الفلوجة [16] لقد تم تدمير حوالي نصف المدينة خلال ذلك الهجوم[17].لم يتم اتخاذ أية إجراءات تنظيف متعارف عليها لمثل هذه الأسلحة كما تم في الكويت من قبل فيلق مهندسي جيش الولايات المتحدة الأمريكية عام 1991.لقد تم نبش حوالي 6700 طناً من السكراب الملوث بأسلحة اليورانيوم المنضب الذي تم طمره وعزله بيئياً في الكويت عام 1991 وشحن بالبواخر إلى موقع ردم للنفايات الخطرة في ولاية ايداهو الأميريكية عام 2008[18]. ولا نعرف لماذا تم ذلك مادامت بحوث جيش الولايات المتحدة الأمريكية مصرة على أن هذه الأسلحة غير مضرة بالصحة؟؟؟إن بقاء مخلفات الحرب الإشعاعية وغيرها لازالت منتشرة في العراق. وتعتبر هذه المخلفات مصدر دائم للتلوث الإشعاعي وغيره. لقد توسعت الرقعة الجغرافية لمناطق التلوث الإشعاعي عن طريق انتقالها بعناصر البيئة المختلفة من عواصف ترابية ورملية إلى العناصر الأخرى مثل المياه والهواء والتربة والغلاف الحيوي. كذلك فإن نقل مئات الآلاف من الأطنان للدبابات والأعتدة العسكرية المدمرة