دعوات لتخصيص يوم عالمي للشعر

دعوات لتخصيص يوم عالمي للشعر
آخر تحديث:

 بغداد/شبكة اخبار العراق- ما معنى تخصيص يوم عالمي للشعر، هل الشعر في انحسار، يدفع منظمة اليونسكو إلى تكريس يوم عالمي له، كي تتذاكره الأجيال الحالية  والمقبلة، وتنظم فعاليات إحياء منحسر، أو محتضر في يوم واحد، ثم ينسى أو يتناسى أو تخلق التبريرات اللازمة بشأن الانصراف عن قراءته، إيقاع الحياة السريع،  الميديا الحديثة، شبكات التواصل الاجتماعي. الإقبال على السينما، الرواية فن العصر، وما إلى غير ذلك من تبريرات.هناك من يرى أن الشعر يستحق أن يعاش حيوات عديدة وليس حياة واحدة، وهناك من يرى أن الشعر يحيى ما دام هناك قلب ينبض، يحلق شفاها، يخضرّ تدوينا، رهافة مشاعر، وأخدود مكابدات، نداء تعايش مع الآخر، والانفتاح عليه، شعر الحب، مثلا، بلسم العشاق والعاشقات في كل بقاع العالم.الشعر هو الجوهر الإنساني، منذ الأزل وإلى الأبد، كل ماكتب فيه وبدلالات متنوعة تنوع البشر في العالم أجمع، تعد  ينابيع من نهر الجوهر ذاته. في البدء كان الشعر، سطرت به الملاحم والأساطير، كان استثمار الشعر موسيقى وكلمات وصورا، بمثابة صناعة المعادل الموضوعي لمواجهة غموض قوى الطبيعة. ذلك المعادل يتجدد بديمومة الحياة، وإذ ازدادت تعقيدا الآن، يكون الشعر، ونداءاته الداخلية العذبة، لعبة التوازن الحرجة مع كل أعداء الحياة بجميع مسمياتهم، والضوضاء والفوضى، والخدوش الأخلاقية الكبيرة، والسفالة والركاكة والتفاهة، وكل العقد النفسية، والميوعة والابتذال. يتجنى عليك أيها الشعر الكثيرون، وازدادت وطأة التجني عبر شبكات التواصل الاجتماعي، الغالبية أصبحوا شعراء، تزكيهم موجة مجانية من “اللايكات”، ومن ثم يندفعون إلى  مرحلة هي من أصعب الخيارات على الشاعر، وهي أن يسجن نصوصه بين دفتي كتاب معد للنشر، واذا تم ذلك انعدمت قدرته على المراجعة والتدقيق، قتل مجاني لجسد الشعر دون روحه طبعا، هذا ما تفعله أيضا قصائد الغموض المفتعل، الاستسهال، يبلى كل ما ينقص جوهر الشعر، كما جميع رطاناته.ولعل هذا يتناقض، بشكل من الأشكال،  مع ما يقال عن انحسار الشعر، ومحدودية قرائه، قيل عن الشعر قديما ديوان العرب لكثرة ناظميه، ولكن من خلد منهم يعدون قلة دائما، قديما وحاضرا، وعلى مستوى الشعر العالمي. والآن يقال ان الرواية أصبحت هي الديوان أو فن العصر، مع تناقض ظاهري، هو التهالك على ما يسمى شعرا، أو شذرات، أو ومضات فيسبوكية، فيصح ما يمكن أن يقال طرافة ان  الفيس بوك ديوان العرب؟! الشعر جوهرا يظل كامنا  في  التعبير اللماح والعميق في آن، كلمات معدودة تفترس تغولات الخراب،لحظة تلقيه، التي تسري  في أعماق  القارىء المتأمل،  حينذاك يمتد جسر من الانفتاح على ضوء في نهاية الضياع الروحي. في الوقت ذاته علينا ألا نحمل  الشاعر جبالا من المبالغات الوظيفية، أن  يكون المخلص المنتظر من أشرار العالم، هو يقول كلمة منفلقة من أعماق روحه ويمضي، أنت حر أيها القارئ في الإصغاء إليها من عدمه.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *