قبل ثلاثة أيام وجّه الإعلامي المتألق ريناس علي رسالة مقتضبة إلى رئيس الوزراء السيد عادل عبد المهدي قال فيها ( انسلخ من عباءة الكتلتين , ولن يستطيع أحدا أن يقيلك , فلا بديل لهم سواك , واعمل مسرعا ومنفردا بضمير , وقدّم أي وزير لا تقتنع بعمله للإقالة , وضع البرلمان أمام تلك المسؤولية , لن يتحمّل البلد فشل دورة أخرى دون منجز , وإن لم تستطع انسحب يرحمك الله ) .. رسالة مقتضبة لكنّها طريق للنجاة والفوز برضى الله والشعب .. وبدوري أضمّ صوتي إلى صوت المتألق ريناس وأقول .. سيدي دولة الرئيس .. انسلخ من عباءة الكتلتين الفاسدتين وتوّجه نحو الشعب , فلا أحد سيقف معك ويعصمك من المسائلة غير أبناء شعبك المخلصين .. وعليك أن تقف مليّا أمام استقالة وزير الصحة الدكتور علاء العلوان وتقطع دابر تسلّط وسطوة الكتل السياسية الفاسدة على الوزراء .. فاستقالة وزير الصحة قد كشفت للرأي العام والشعب العراقي أنّ الفساد في العراق سياسي بالدرجة الأولى , وجميع الكتل السياسية قد توّرطت هي وقادتها في هذا الفساد , ولا استثني حزب أو كتلة أو زعيم من هذا الفساد .. فالجميع قد أجرموا بحق بلدهم وشعبهم واثبتوا للعالم أجمع أنّهم لصوص تسلّطوا على رقاب هذا الشعب المسكين ..
سيدي دولة الرئيس .. ما تمارسه هذه الكتل الفاسدة من تسلّط وسطوة على الوزراء لم يعد سرأ من الأسرار .. وأنا متيّقن أنّك تعلم جيدا هذه الحقيقة وتعلم أنّ كلّ ما جاء في رسالة الاستقالة للوزير علاء العلوان صحيح وأنت على دراية تامة به .. وهذه الاستقالة جائت بعد أن توّلدت عند الوزير المستقيل قناعة أنّك غير قادر على حمايته من ابتزاز وتسلّط هؤلاء الفاسدين .. دولة الرئيس .. أنّ قضية الوزير العلوان ليست الأولى ولن تكون الأخيرة , فالغالبية العظمى من وزراء حكومتك هم أدوات بيد كتلهم التي جائت بهم للوزارة .. ولا أقول مطايا لكتلهم الفاسدة لأن في هذا التوصيف شيء من التجريح .. فهم جميعا يخضعون لسطوة كتلهم وما تفرضه عليهم من فساد ( إلا ما رحم ربي ) .. لا أريد أن أدخل في تفاصيل قصة الوزير المستقيل , فرسالته لدولتكم واضحة ولا تحتاج إلى تأويل .. وإذا ما أردت التصدّي فعلا لهذه الظاهرة التي انفردت بها حكومتك بشكل غير مسبوق وتقطع دابر تسلّط وابتزاز هذه الكتل الفاسدة , فابدأ أولا بإقالة جميع مدراء مكاتب الوزراء واستبدلهم بمدراء جدد من داخل الوزرارات نفسها من الموظفين الأكفاء والنزيهين والمخلصين , فأغلب هؤلاء المدراء قد تمّ تعينهم من قبل كتلهم وهم الوزراء الفعليون للوزارات , حتى سميّت وزارتك تهكما بوزارة مدراء المكاتب .. ولا تتردد أبدا باستبدال الوزراء الذين فاح فسادهم .. ففي النهاية أنّ فساد أي وزير ستكون أنت تحديدا المسؤول عنه أمام الله وأمام الشعب .. واسرع إلى رضا الله سبحانه وتعالى قبل فوات الأوان .. فتجربة رئاسة الوزراء قد أبعدتك عن رضا الله سبحانه وتعالى ..