دولة مافيات وليس دولة مؤسسات

دولة مافيات وليس دولة مؤسسات
آخر تحديث:

بقلم:سلام المهندس

مع قرب الاستحقاق الإنتخابي في العراق على الجميع ان يتأكد أنهم ذاهبون لإختيار مافيات إجرامية لتحكم العراق، منذ تسلمهم السلطة أعلنوا إنهم دولة مافيات مرتزقة ولا يتخلون عن مناصبهم إلا ببحار من الدم، قالها الجميع من قيادات الأحزاب من المالكي والخزعلي والفياض والعامري والحكيم وغيرهم اجتمعوا على كلمة واحدة “ما ننطيها “، لذا واهم من يتوقع يتغير شيء في العراق أو نقول له لا تفرح إنك تذهب وبملئ إرادتك لإختيار مافيات إجرامية استباحة العراق ارضاً وشعباً، هناك من يقول إنك تخصص باختيارك لأسماء من طائفة واحدة، أقول له لا أنا أشمل جميع السياسيين من جنوبه إلى شماله، لكن الحديث يدور من يتحكم في العراق وفي مقدراته لإن رئيس الحكومة وقائدها العام من هذه الطائفة.

أن مقاطعة الإنتخابات ليس حل بالعكس هذا ما يتمنوه كما حدث في إنتخابات عام 2018 عندما قاطع أغلب العراقيين الإنتخابات وكانت النتيجة واضحة بصعود نفس المافيات لسدة الحكم، العراقيون خلال 18 سنة لم يتعلموا من أخطائهم وتتكرر الأخطاء وقتها لا ينفع الندم لكون هناك مباركة دولية وتغاضي على كل تزوير يحدث في الإنتخابات العراقية، إنَ ما حدث في الأيام القليلة من تجاوز الميليشيات واتباع بعض الأحزاب بالتمثيل بجسد إنسان، واخص بذلك أحد نشطاء اهل الناصرية ولنقول إنسان بسيط من عامة الشعب بعد رفضه تعليق صور مرشح لأحد مرشحي الأحزاب الإسلامية على جدار بيته، وشاهدنا من خلال التواصل الاجتماعي كيف تم ربط يديه وسحلة بواسطة سيارة أتباع الحزب ، يدحض كل ديمقراطية تتبناها الاحزاب وتأييد لكلامنا أعلاه إنَ العراقيين متجهين لصناديق الأقتراع لإنتخاب مافيات دموية ولغة السلاح تفاهمها الوحيد، ولو حكم هذا الحزب الذي يستخدم وسيلة السلاح بالقوة ضد أبناء العراق ستحل كوارث وسيستبيح الدم العراقي وسيمر العراق بعهد مظلم دموي لم يأتي مثيلة في جميع العصور.

قريباً ستبدأ مرحلة مفصلية من تأريخ العراق، بين المواطن الذي يمثل “الوطن” وبين الطغاة الذي يمثلون “الفاسدين” طغاة وسارقين لم يأتي مثيلهم منذ بداية نشأة الكون، بين الوجود أو عدم الوجود، هكذا هي خريطة العراق بين التكامل وبين التقسيم، معادلة صعبة جداً لا يوجد فيها أي بادرة أمل والمواطن مغلوب على أمره هكذا ارى المشهد السياسي في وطني المجروح. كيف تحيي أملاً قد مات؟ أصعب شيء تواجه الإنسان موت الأمل، موت الإنسانية، اللامبالاة الذي تتحكم في النفس البشرية، الضياع، الموت البطيء وهذا ما يحدث في وطني موت بطيء مع انعدام الأمل نهائي نفس المافيات متسلطة على رقابنا، وحتى بهلوانيات رئيس الحكومة الكاظمي لا تخدع سوى المخدوعين بأوهام الأمل، ولو سألنا ماذا أعطى الكاظمي للعراق؟ فقط بهلوانيات لمقابلة القتلة وعوائل المقتولين مع إنهيار تام للنسيج العراقي الذي كان سابقاً متجانس ليعزف من جديد على وتر الطائفية.

إن اجراء الإنتخابات كل 4 سنوات في بلد منتهك حقوق الإنسان وبعيد عن الديمقراطية، هو استهلاك لثروات العراق ومافيات لإستنزاف قدرات العراق المعنوية وزرع الأحباط في نفوس العراقيين، الأفضل سن قانون لتدوير المافيات بدون أجراء إنتخابات لإن تدوير وجوه الحكومة باقي منذ 18 سنة بدون تغيير إن ذهبت للإنتخابات أو لم تذهب إن انتخبت قائمة علمانية ستفوز القائمة الإسلامية الموالية لإيران، فانتخابك لا يقدم ولا يؤخر وهذا هدر للأموال والطاقات البشرية، هو العراق محتل من هذه المافيات وأغلبية الشعب معهم لذا تلغى هذه الإنتخابات الذي تعقد آمالها عليها بعض الأحرار للتغيير، ولكن لا يحدث اي تغيير بل للأسوء.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *