فواز الفواز
تغير المالكي والشعب ينظر بعين الحائر لما وصل الحال بهذا البلد الغني الذي تسيل له لعاب كل الدول الطامعة في خيراته سواء كانوا دولاً إقليمية أو بعيدة عابرة للمحيطات ، تغير المالكي تاركاً وراءه أطنان من مشاكل الفساد والتخبط والفوضى بكافة المجالات ، تغير المالكي وإرثه لنا خزينة فارغة لأغنى بلد في العالم بعد أن كانت مملوءة بمليارات الدولارات ، تغير المالكي ولم يحرك ساكن ( غباءاً او فساداً ) طيلة سنواته العجاف ضد الفاسدين ولم تكن لجنة النزاهة حينها نزيهة كما يجب أن تكون ولو ( بالحد الأدنى ) بل كانت تبتز الفاسدين علنا وفقا بشعار سيدنا المبجل السيد بهاء الأعرجي ( نص بنص ) ، ” نص لك ونص لي وأنت ساكت وأنا ساكت وكفى الله السارقين شر القتال والفضيحة ” هكذا كان شعار لجنة النزاهة سابقا باستثناء البعض من الاعضاء ممن في اللجنة والذين لم يكن لهم تأثير وقوة امام مافيات الفساد وحيتان العراق ( الأعرجي مثالا ) والملقب بالحوت الأزرق نظراً لكبر حجم معدة هذا الحوت التي تصل الى 10 طن من مجموع وزنه الاجمالي 170 طن فحوتنا الازرق كان سيدنا الكاظمي سيد بهاء قدس الله سره وحفظ شفطه ( الشفط من اللفط ) مفردات يتداولها العراقيون عند الاستهزاء بلص كبير كما حوتنا المبجل .
جاء السيد العبادي وها هو يعمل وفقاً بنظرية تجفيف منابع الإرهاب قبل محاربة الإرهاب ، الفساد الإدراي وسرقة المال العام هو أخطر من الإرهاب في كل معايير الحسابات الخاصة والعامة ، جاء السيد العبادي وهو عازم ( كما منظور لنا ) في تقديم اللصوص للعدالة كما هم الإرهابيون وبدأ من شريحة الوهميين (الفضائيون) الذين اسمائهم موجودة وهم بلا وجود ورواتبهم موجودة في جيوب الضباط والمسؤولين والتي تصل إلى مليار دولار شهريا .
العبادي عازم على تغيير بوصلة العراق إلى بر الأمان الأخلاقي قبل الحرب على الإرهاب ولكن لا يستطيع الرجل أن يحارب الفساد دون أن يعتمد على آليات جديدة وشخوص يختلفون عن السابق ، من ضمن الآليات التي يجب على العبادي أن يتخذها فعلا لمحاربة الإرهاب ( الدولاري ) هو تعزيز وتقوية لجنة النزاهة في البرلمان وسماع احتياجات اللجنة ورئيسها الجديد وكما اعتقد هو السيد طلال الزوبعي الذي يبدو لي انه عازم على السير بنفس خطى رئيس الوزراء الجديد ( العبادي ) في محاربة الإرهاب ( الاقتصادي ) الذي نخر بجسد الدولة لدرجة اصبح الشعب العراقي مهددا بالمجاعة العلنية وبالذات شريحة الموظفين والمتقاعدين وعدم وجود رواتب شهرية أو ربما (بنصف راتب او ثلث راتب ) قريبا في الأشهر القادمة .
على السيد العبادي ومعه رئيس لجنة النزاهة البرلمانية وضع خطوط عمل والاعتماد على الكوادر المخلصة والكفاءات العراقية في البحث الدقيق والممل عن اي هفوة في عمل الموظفين سواءً كانوا كبارا ومسؤولين أو صغارا وعمال وإنزال القصاص القاسٍ بحق اللصوص ليصبحوا درسا بليغا لمن تسوول له نفسه أن يسلك طريق كطريق المالكي وأعوانه اللصوص ، كما على السيد العبادي ان يدعم بكل قوة رئيس لجنة النزاهة البرلمانية ليأخذ دوره الطبيعي ويمنحه الاضواء الخضراء ( ليس ضوء واحد ) ليكون عمله مقرونا بقوة القانون لافشال اي صفقة فساد وكشف الفساد القديم وهناك المئات بل عشرات المئات من قضايا فساد تسقط بعدها عروش ورجال ونساء وموظفين كبار وصغار .
اخيرا نقول لولا الفساد لما سقطت الموصل ، لولا الفساد لما سقطت الانبار ، لولا الفساد لما تم تفجير العجلات بين الابرياء في الاسواق والمحال ، لولا الفساد لكانت لنا هيبة دولية ومكانة مرموقة فالفساد وصل حتى الى مقابرنا والى الاموات فكيف بالاحياء والاطفال .
ارحموا البلد يرحمكم الله ، اعملوا بجد واخلاص ينصرنا الله ، اخلصوا بعملكم سيكون الله معكم يدلكم على الحق ويكشف لكم اعداء البشرية واللصوص .
التاريخ لا يرحم ومن كان فاهما ( قديم نعمة) سوف يخط تاريخه بحروف من ذهب وها هو المالكي امامنا قد خط تاريخه لقرون وقرون بخط اسود وفي صفحة سوداء سوف تلاحق حتى احفاد الاحفاد والنتيجة كلنا الى تراب ولا بقاء الا للعزيز الجبار يذل من يشاء ويرفع من يشاء .