حميد المحنه
اليوم ساتحدث عن البطالة الآن و العمالة المستوردة ابان زمن الحكومات السابقة وكانت شركات عراقية و عربية و اجنبية و مكاتب عمل في كل محافظة ( مكاتب التشغيل ).معمل بطاريات بابل ، معمل البتروكيمياويات قي البصرة ، اطارات ديوانية قي الكوفة ، معمل تعليب كربلاء ، معمل الالبان ، معامل الاسكندرية للميكانيكيات ، معامل السمنت و الطابوق الجيري المنتشرة في كل محافظات العراق ، مديريات المباني في المحافظات جميعاً ، مشاريع الطرق و الجسور الحكومية ، الشركة العامة لصناعة الجلود العراقية ( باتا ) ، الشركة العامة للسجاد العراقي ، ثلاجات و صوبات عشتار، تلفزيونات IEC العراقية ، معامل القيثارة للصوتيات و المرئيات ، الشركة العامة للمنشآت النفطية ، المؤسسة العامة لتجارة السلع الاستهلاكية و الانتاجية ، الاسواق المركزية المنشرة في كل محافظات و اقضية العراق ، و و و و من هم في سني ربما يتذكرون اكثر من ذلك .
الشركات الاجنبية التي كانت تعمل في العراق و التي فرض عليها العراق ان تستخدم عمالا و فينيين عراقين لتنفيذ مشاريعهم مثل الخطوط السريعة من الشمال الى الجنوب و من الشرق الى الغرب و التي مكنت المواطن ان يقطع الطريق من بغداد الى البصرة خلال ستة ساعات و بين كل خمس كيلومترات هناك استراحة و منظدة كونكريتية تحيطها نصف دائرة كونكريني للجلوس و مضلة كونكريتية ايضا و هاتف للطوارئ يعمل بالطاقة الشمسية .
شركة كوندوانا الايطالية التي بنت اعداديات و معاهد الزراعة في كل محافظة من محافظات العراق .
الشركة الالمانية التي بنت خمس فنادق سياحية للزوار الشيعة في كربلاء و النجف و الكاظمية و سامراء .
ألا تلاحظون ان اغلب المنشآت المهمة في العراق كانت في مناطق الشيعة بما فيها مؤسسة التصنيع العسكري ؟
كان يعمل في العراق اكثر من 5 ملايين بشر من العمالة المستوردة منهم المصريين و السودانيين و الاجانب من الجنسيات المختلفة ، ، ” لا تقل لي كان العرقيون في الحرب ” انا اتحدث عن السبعينات ” زمن ما قبل الحرب .
كان بإمكان اي عراقي ان يستحدث عمل خاص به مستغلاً الايدي العاملة الفنية الوافدة ، كنت واحداً منهم حيث فتحت محل كهربائي سيارات في الحي الصناعي في كربلاء ، استخدمت عمال مهرة مصريين للعمل في ورشتي و كنت افتح عيني و اذني و عقلي كي اتعلم المهنة ، كنت اعطيهم كل واردات الورشة عدا 10 دنانير يوميا تدفع لي كعامل في هذه الورشة اضافة الى دفع مصاريف الماء و الكهرباء و الضرائب ، بعد ستة اشهر تعلمت الصنعة تماماً فطالبت عمالي المصريين ان يعملوا بصفة عمال يتقاضون يوميات فقط ، رفض بعضهم و قبل البعض الاخر و التحق في الورشة شاب سوري و اخر اردني فصرت صاحب عمل و ( اسطه ) معروف في كربلاء بعدها ، صار موردي المالي يؤهلني ان اعيش بمستوى رجال الاعمال ، تغيرت سيارتي البولسكي الى سوبر صالون اجددها كل عام حسب الموديل ، بنيت بيتاً جديداً و سافرت و تمتعت . كل ما اردت ان اقوله انه في ذلك الوقت يمكن لأي شخص ان يستغل المهارات الفنية للعمالة الوافدة كي يتعلم و يصبح فنياً صاحب ورشة كما يريدها ان تكون .
اليوم و في عهد نعاج حزب الدعوة و من طالب من الشعب بحاكم جعفري ، انطبقت مقولة الشاعر معروف الرصافي حين قال :
تطاول القاع حتى استقعرت قمم
و استزف الليل حتى استنوق الرشد
نعم تطاول ابن جناجة الذي اعرفه و اعرف تأريخه كي يوقع اعدام سيده بعد ان رفض جميع ذوي الالباب فلم تجد امريكا بغلا يفعل ذلك غيره فوقع بالقلم الذي سرقه من ابن عمه حسب اعترافه …
دمعتي لك ايها العراق من سلطنة ابناء الشوارع عليك .