حمزة مصطفى
في العام الماضي كتبت مقالا في جريدة “المشرق” عن السياسي المثير للجدل عزت الشابندر تحت عنوان “لدى الشابندر ما يقوله دائما”. ومما جاء في مقالي انذاك “هو لا يكتفي بأن يقول كلاما لا يضر ولا ينفع مثلما يفعل الكثيرون من اعضاء البرلمان حتى من بين من يفتخر بحصوله على ما جعله يتعدى العتبة الانتخابية. الشابندر يقول كلامه بالفم الملآن عن لقاءات وحوارات مع خصوم وربما حتى مع اعداء. فلا خطوط حُمر لديه والعبرة بالنتائج والخواتيم. لا يهمه ان يكون الحصاد وفيرا او يعود بخفي حنين. فإن جاء الحصاد وفيرا تحسب لزعيم دولة القانون. وإن اكتفى من الغنيمة بالاياب فلا يهمه ان يكون ذلك مصدر ازعاج للزعيم حتى لو غضب الى حد اصدار بيانين في يوم واحد”. استدعيت هذا الكلام الان لكي ابين ان لدى الشابندر ما يقوله باستمرار سواء كان نائبا في البرلمان (الدورة الماضية) او خرج منه في دورته الحالية. فعند تشكيل حكومة حيدر العبادي قيل الكثيرعنها, مدحا أوقدحا, سلبا أوايجابا, حبا او كرها. لكن الشابندر إنفرد في راي هو الأكثر لفتا للنظر وتجسيدأ لواقع الحال. ففي تصريح له لـ “الشرق الأوسط” وردا على سؤال بشان رؤيته لحكومة جمعت كل المتناقضات قال “العبادي جمع كل الصقور في القفص”. وأضاف “لم يبق هناك من ينعق خارج القفص”. وحين قلت له هل اكتب على لسانك “ينعق” قال ..”اكتبها ونص”.
هل نبدو إذن حيال حقبة جديدة في العراق بعد تشكيل هذه الحكومة؟ أهي إيجابية بسبب وجود “كل الصقور في القفص” أم سلبية بسببهم كذلك؟ كل الاحتمالات واردة. لكن قبل ذلك ماذا عن الحمائم؟ الا توجد حمائم مقابل الصقور مثلما هو شائع؟ واذا كان التطرف سمة الصقور فإن الإعتدال سمة الحمائم. في الولايات المتحدة الاميركية يطلقون على المتطرفين تسمية المحافظين مقابل المعتدلين. ولكن هل صقورنا مثل قصور العالم؟ وهل حمائمنا ان وجدت قادرة على ان “تحل وتربط” مثلما هي حمائم سوانا؟ الاجابة لا. والسبب كما يبدو لي يكمن في عقلية السلطة والمعارضة لدينا. فقواعد الصقور والحمائم في بلدان العالم تتشكل على اساس التسابق في بناء الدول وترسيخ مؤسساتها لاتهديمها و”تطييح حظ” مؤسساتها سواء بالهيمنة عليها أو إدارتها بالوكالة في احسن الاحوال. وفي العديد من التجارب العالمية يصب دور الصقور في التشدد في خدمة دور الحمائم في اللين وبالعكس. فهل نحن مثل اؤلئك؟ ساعفيكم من الاجابة عن هذا السؤال واقول بالفم الملان لا لسنا كذلك. فصقورنا صناع ازمات داخلية. وبعض هذه الازمات تفيض عن حاجتنا فنصدرها الى الخارج بينما نستورد الخيار والكشمش والكلينكس. صقورنا ليسوا متصالحين مع انفسهم ناهيك عن المجتمع. لكنهم عند تقاسم الغنائم يجلسون على سرر متقابلين لايهمهم من يعارض او ينتقد طالما هناك من ينعق نيابة عنهم من نواب ونائبات واعلاميين واحيانا كتابا ومحللين.وصل الامر الى حد رفع بعض هؤلاء الى مستوى مانديلا وسوار الذهب وديغول ودينغ هسياو بينغ بل و حتى روزفلت .. بينما هم .. زفت في زفت