من سخريات القدر أن أتباع المذهب الشيعي المخطوف أصلاً من قبل المحافل ” الصفيو والصهيو والأنغلو- أمريكية “, لم يكتفوا دهاقنتهم وأحبارهم بجعل الشيعة ينتظرون إمامهم الغائب أو مخلصهم المرتقب فحسب !؟, بل صنعوا لهم لأول مرة في تاريخ الشيعة والتشبيع والتقليد والتبعية والانقياد الأعمى ” مرجع غائب ” !, ومتواري عن الأنظار , منذ أن أدى وأنجز المهمة وسلم العراق للاستعمار الأمريكي – الإيراني – البريطاني عام 2003 .
اليوم وبعد مرور 17 عشر عاماً , بات العراقيين بما فيهم أتباع ومقلدي ما يسمى بالمرجع الأعلى للشيعة المدعو ( علي السستاني ) !, أو كما يصنّف بـ ” دالاي لاما الشيعة ” !؟, يدركون تماماً بأن جريمة احتلال العراق عبارة عن جرائم مركبة ومتشعبة , وأن آثارها نتيجة حتمية لما آلت إليه الأمور بشكل دراماتيكي , ولا أحد يتنبأ كيف ستزول أو ستنتهي هذه الكارثة ؟, لما خلفته من تبعات وآثار مأساوية ألقت بظلالها على كاهل أبناء الشعب العراقي المثخن بالجراح والويلات يوماً بعد يوم , ولا بصيص أمل في نهاية هذا النفق الطائفي المظلم , والسير نحو المجهول , ولا محالة القادم سيكون أسوأ مما يتصور أو يتفذلك البعض , خاصة بعد انتشار وباء ” كورونا ” وما سببته هذه الجائحة من كوارث , وبوادر ركود وكساد اقتصادي عالمي غير مسبوق , بات يلوح في الافق , والذي .. أي هذا الكساد لا محالة سيطيح بأقوى وأعظم الدول اقتصادياً وصناعياً , بما فيها وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية نفسها , فما بالنا بدول العالم الثالث , وبشبه دولة متهالكة خاوية على عروشها كما هو العراق الجديد !.
الأمر الذي جعل حالة الاستنفار والتذمر والغليان الشعبي تسود الأوساط الشيعية , وبات السواد الأعظم من العراقيين (الشيعة) !, الذين ربما كانو يفكرون بصوت خفي ويتسائلون فيما بينهم حول دور مرجعية النجف الحالية بالذات في ما وصلت إليه الأمور من تدهور على كافة الأصعدة , لكن بعد تسارع الاحداث وبعد أن تم كشف المستورعن تخادمهم وتحالفهم بل وتعاونهم بشكل سري وقديم مع الاستعمار البريطاني منذ عام 1914م , والمحتلين الجدد منذ عام 2003 م , وكيف أوصلوا البلد خلال 16 عشر عاماً إلى حافة الإنهيار والهاوية , بعد أن تعهدت مرجعية السستاني لهما بتسهيل المهمة , وكيف قدمت النصائح والتعليمات والارشادات اللوجستية – المذهبية لأتباعها , بعدم مقاومة من أسمتهم بالمخلصين والمحررين الجدد الذين سيعيدون الحكم للشيعة بعد 1400 سنة ؟, وهكذا خدعوا وروضوا العراقيين قبل وبعد الاحتلال والهوهم وغيبوا عقولهم وأغرقوهم في طقوس وطلاسم ما أنزل الله بها من سلطان خلال هذه الحقبة !.
من هنا نرى أن الغالبية العظمى من فقراء وتعساء الشيعة تحديداً باتوا اليوم لا يفكرون فقط بصوت عالٍ , بل أمسوا وأصبحوا يلعنون كهنة المعبد وخفافيش السراديب ويمزقون صورهم , وها هم يصرخون بأعلى أصواتهم بأن مرجعية النجف التي يتزعمها صنم بشري غير موجود أصلاً !, هي من ورطتهم بانتخاب حثالات وذيول الاحتلالين , حتى أنهم أطلقوا ورفعوا شعارهم المعروف باللهجة العراقية منذ عدة سنوات ( قشمرتنا المرجعية وانتخبنا السرسرية ) !, وبأسم الدين باكونا الحرامية ( حرامية السياسة والمذهب معاً ) .
لم ولن يخفى على أحد بعد اليوم , خاصة بعد الفضائح المتتالية لأبناء وأحفاد وأصهار ووكلاء المرجعية , بأنهم مدعومين من قوى عالمية , وتقف خلفهم مخابرات دولية عالمية , وأن هؤلاء الأشخاص الذين يتصدرون المشهد الآن لعبوا ومازالوا يلعبون أدوار مختلفة وخطيرة جداً , منذ مقتل عميل السي آي إيه ” مجيد الخوئي “, الذي ذهب على ما يبدو أيضاً ضحية خلافات جوهرية استعمارية مركبة بين المخابرات البريطانية والأمريكية !, ( راجعوا شهادة مارتين أندك ) ماذا قال حرفياً حول ملابسات مقتل الخوئي بعد يومين من احتلال العراق !, والتي شخصياً نحتفظ بها في إرشيفنا الخاص !, ولهذا استخدموا أو أدخلوا على الخط المدعو مقتدى الصدر وأتباعه ليقوموا باغتيال وتصفية ” مجيد الخوئي وعدد من رفاقه في الخيانة والعمالة , ولم ينجو منهم إلا الصحفي ” معد فياض ” !, وكان بطل تلك الخطة المخابرات البريطانية , أولاً لتصادروتستحوذ على استثمارات و مليارات ” مؤسسة الخوئي ” بجرة عمامة ! , بعد أن حاول أن يلعب بذيله ويشذ عن العرف والقطيع !, لتحل محل مرجعيتهم ” الخوئية ” مرجعية السستاني !, بعد أن أوكلت المهمة وتنفيذ الصفقة إلى المدعو ” محمد رضا السستاني ” الذي ورط بدوره الغبي مقتدى في اغتياله , ليضرب عصفورين بحجر واحد , وهكذا عادت مرجعية النجف كما كانت بريطانية وليست أمريكية كما كان يحلم الأمريكان ..!؟ وأصبح مقتدى هو المتهم الأول في جريمة الاغتيال , وصدرت بحقه في زمن أياد علاوي مذكرة اعتقال لم تنفذ ؟, واستخدمها نوري المالكي كورقة ضغط أولى وثانية لتمريره لمنصب رئاسة الوزراء وكاد يفوز بالثالثة أيضاً !.
بالعودة لهذا الرجل اللغز أي ( السستاني ) !, لقد دخل تاريخ العراق خلال هذه الحقبة المظلمة من أوسع أبوابه كــ ” أبو رغال وسامري وعلقمي ” العصر والقرن الواحد والعشرين كما أشرنا سابقاً .. وأن الدور المناط بهذه العصابة والمافيا ما زال مستمراً حتى يتم تهيئة وتحضير صنم جديد للعب نفس الأدوار الخطيرة , لكنهم بالرغم من تفاقم الأمور وربما خروجها عن السيطرة في العراق قريباً , ما زالوا يواصلون المسيرة والدور الأخبث بكل صلافة , وفي مقدمتها عمليات ذؤ الرماد في العيون عبر فتاواهم وخطب الجمعة والنصائح والارشادات الموجهة على وزن ( الفقر في الدنيا لا يهم ) .. إلخ , من أدوات نشر البدع والخرافات , في حين بات أبناء المذهب خاصة والشعب العراقي المغلوب على أمره عامة يأنون تحت وطأة الجهل والمرض والفقر والقهر والحرمان , ناهيك عن انتشار آفات المخدرات والجريمة المنظمة , وغياب القانون وسيادة شريعة الغاب , والتغييب القسري لمئات لآلاف من الشباب الرافض لوجودهم , والتهجير لملايين العراقيين …بل نفس هذه الشلة والعصابة وهؤلاء المجرمين من تجار السياسة والدين والمذهب , يوصون أتباعهم بالمزيد من الصبر وتحمل أعباء الحياة والثبات على المنهج بإنتظار الفرج بمجرد ظهورالإمام الغائب !, الذي سيخرج في آخر الزمان …!؟, وسيخلصهم وينتشلهم من العبودية ويعيد لهم حقوقهم المسلوبة ؟؟؟, وهذه الفرية ( فرية الانتظار ) ما زالت هي الرائجة والورقة الرابحة بأيديهم على طول خط الفقر والتخلف والمعاناة المتواصلة والمتواترة !, لكنها في حقيقة الأمر أكبر فرية وجريمة ترتكب في تاريخ البشرية بحق الشيعة المساكين منذ 1200سنة, وما زالوا يوهمون هؤلاء المساكين .. اليوم .. وغداً سيخرج الأمام الحجة , وقد ألتقى به سيد فلان وشيخ فلان وكلّمه مرجع فلان والولي الفقيه .. تكليما .. !!!, إلخ .. من أكاذيب وحيل دهاقنة المذهب ( الشيعي ) !؟, حتى أن أحدهم قال لنا شخصياً قبل أكثر من 10 سنوات , أن الأمور محسومة وقريباً سينتهي كل شيء في العراق من معاناة ومشاكل اقتصادية وظلم وجور واستبداد , وسيسود العدل والمساواة !, فاستبشرنا خيراً ببوادر انطلاق شرارة ثورة مشابهة أو قريبة من ثورة العشرين ( 1920 ) تنهي الاحتلالين الامريكي والإيراني !, وعندما طلبنا من هذا الشخص وهو بالمناسبة يحمل شهادة جامعية ( مدرس ) !, توضيح أكثر قال لنا ( إن عملية ظهور الإمام المهدي محسومة وسيخرج بعد أيام قليلة جداً وليس أسابيع ) ؟!؟, لكن في الحقيقةً مرَّ أكثر من عقد من الزمان وقبلها قرون ولم ولن يظهر الأمام ؟!. بل ظهر واستفحل واستشرى الفساد والافساد وبيع وشراء الذمم والمناصب , ووباء الطائفية والسرقات والنهب والسلب … وختمتها جائحة آية الله ” كورونا ” ليرينا جل شأنه من آياته عجبا بطغاة وجبابرة العصر .