آخر تحديث:
وداعاً ابا شوقي :
قبل ان يغادر الى ستوكهولم بيوم واحد للمشاركة في حفل فني للجالية العراقية والعربية في السويد البلد الاوربي الذي يحتضن أوسع جالية عراقية .. كنا معه انا والصديق الكاتب حسن العلوي في جلسة بداية العام الفائت في الشام أيام زهوها ، أنداحت فيها الذكريات وعلت خلالها الضحكات وجرت على هامشها مباراة إستعراضية كثر فيها الغمز واللمز عن مغامرات شباب ذوى ، فكان الزمن الذي لايرحم هو الفائز الاول فيها وأما حكايا البطولات التي أنهمرت في جلسة الود تلك فكانت مجرد أوهام من ذاكرة حاولت ان ترسم لوحة متشظية لرجال … كانوا في ما مضى من السنين يقال عنهم انهم من السائرين في خيلاء الشباب والألق..! حدثنا الفنان الصديق طالب القره غولي عن سفرته المرتقبة الى السويد ، كان سعيداً بها ، فالموسيقى واللحن هما النداء الحقيقي لحياته ، يحب ان يسمع صوتهما ويحب ان يستجيب لهما.. واللحن عنده يمر بميلاد دائم يستعصي على النسيان .. والألحان والموسيقى هما مبكاه وأفق حياته .. وأنفضت الجلسة وما كنا نود ان تنفض ، لولا تطفل بعض المعجبين بفن القرغولي وبكتابات وأحاديث الاستاذ العلوي في التلفزيون وأصرارهم على التصوير معهما للذكرى ، لكانت الجلسة تطول وتطول ، فالقاسم المشترك لأحاديثنا كان الشعر والصحافة واللحن والغناء والمغامرات الهلامية ، وكل ما يضفي الى الوجدان من متعة ..! وغادرالرجل الى حيث كان يمني النفس في تقديم لحن وأستذكار جميل لأبنائنا في ستوكهولم وهم كّثر … وبدلاً من مهاتفتي لنقل أخبار مشاركته في الفعالية الفنية ، جاءت الأنياء : ( خضع طالب القره غلي الى عملية بترجزء من ساقه أثر أشتداد مرض السكر وأرتفاع معدله بشكل غير مسبوق …) فوقع الخبر وقع الصاعقة وحمدنا الله على كل شئ .. وأقنعت نفسي بأن القره غولي سيعود الى ملتقانا بروح أكثر تفاؤلية ، فالمعضلات في الحياة تزيد الرجال شكيمة وعزيمة .. فهو في مسيرته كما عرفته ، هامة عالية ، متعالية ، وكثيراً ما رأيته غاضباً ، لكني لم أره يوماً يائساً او مستسلماً … ظل سلاحه المتمثل في موهبته التلحينية بيديه وهو في قمة صراعه مع ” السكري ” وظل اللحن زاده والموسيقى طريقه … انني اشبهه بجبل لا يهتز لشئ مثلما أشبهه بالطفل الوديع الذي يهتز لكل شئ .. وهو بهذا وذاك يمثل القوة التي لا تنثني والسماحة التي تسع الجميع .. والكثير تعلم من الصديق القره غولي الصبر وقوة الاحتمال والتفاؤل حتى في أشد الازمات ، حيث كان يبشر بالخير في الاوقات العصيبة ويرى النور وسط الظلام ويرد على الشر بالخير..
وتمر الاشهر ، ثم الاسابيع والأيام ليعود بغتة الى وطنه برجل مبتورة ، من السويد دون ان يخبر احدا .. يمر من بوابة بغداد التي احتضنته ، مرورا عابرا متجهاً الى ” الناصرية ” ليكون الى جانبه ابنه البكر” شوقي ” .. وبعد فترة راحة عائلية ، تبدأ مرحلة اللقاءات والحفلات في بغداد والمحافظات ، مؤكدأ على انه ذلك الصوت الجنوبي والملحن الغريد …. نشاط كث في لقاءات تلفذونية واذاعية وصحفية ، وكأنه يستعجل الزمان … حتى غادرنا بهدوء الى الدنيا … الآخرة .
وداعا صديقي واخي ابا شوقي ، ولابد ان التقيك ، فعندك المقام الدائم وما دنيانا إلا محطة … وما بؤسها من محطة !!
قبل ان يغادر الى ستوكهولم بيوم واحد للمشاركة في حفل فني للجالية العراقية والعربية في السويد البلد الاوربي الذي يحتضن أوسع جالية عراقية .. كنا معه انا والصديق الكاتب حسن العلوي في جلسة بداية العام الفائت في الشام أيام زهوها ، أنداحت فيها الذكريات وعلت خلالها الضحكات وجرت على هامشها مباراة إستعراضية كثر فيها الغمز واللمز عن مغامرات شباب ذوى ، فكان الزمن الذي لايرحم هو الفائز الاول فيها وأما حكايا البطولات التي أنهمرت في جلسة الود تلك فكانت مجرد أوهام من ذاكرة حاولت ان ترسم لوحة متشظية لرجال … كانوا في ما مضى من السنين يقال عنهم انهم من السائرين في خيلاء الشباب والألق..! حدثنا الفنان الصديق طالب القره غولي عن سفرته المرتقبة الى السويد ، كان سعيداً بها ، فالموسيقى واللحن هما النداء الحقيقي لحياته ، يحب ان يسمع صوتهما ويحب ان يستجيب لهما.. واللحن عنده يمر بميلاد دائم يستعصي على النسيان .. والألحان والموسيقى هما مبكاه وأفق حياته .. وأنفضت الجلسة وما كنا نود ان تنفض ، لولا تطفل بعض المعجبين بفن القرغولي وبكتابات وأحاديث الاستاذ العلوي في التلفزيون وأصرارهم على التصوير معهما للذكرى ، لكانت الجلسة تطول وتطول ، فالقاسم المشترك لأحاديثنا كان الشعر والصحافة واللحن والغناء والمغامرات الهلامية ، وكل ما يضفي الى الوجدان من متعة ..! وغادرالرجل الى حيث كان يمني النفس في تقديم لحن وأستذكار جميل لأبنائنا في ستوكهولم وهم كّثر … وبدلاً من مهاتفتي لنقل أخبار مشاركته في الفعالية الفنية ، جاءت الأنياء : ( خضع طالب القره غلي الى عملية بترجزء من ساقه أثر أشتداد مرض السكر وأرتفاع معدله بشكل غير مسبوق …) فوقع الخبر وقع الصاعقة وحمدنا الله على كل شئ .. وأقنعت نفسي بأن القره غولي سيعود الى ملتقانا بروح أكثر تفاؤلية ، فالمعضلات في الحياة تزيد الرجال شكيمة وعزيمة .. فهو في مسيرته كما عرفته ، هامة عالية ، متعالية ، وكثيراً ما رأيته غاضباً ، لكني لم أره يوماً يائساً او مستسلماً … ظل سلاحه المتمثل في موهبته التلحينية بيديه وهو في قمة صراعه مع ” السكري ” وظل اللحن زاده والموسيقى طريقه … انني اشبهه بجبل لا يهتز لشئ مثلما أشبهه بالطفل الوديع الذي يهتز لكل شئ .. وهو بهذا وذاك يمثل القوة التي لا تنثني والسماحة التي تسع الجميع .. والكثير تعلم من الصديق القره غولي الصبر وقوة الاحتمال والتفاؤل حتى في أشد الازمات ، حيث كان يبشر بالخير في الاوقات العصيبة ويرى النور وسط الظلام ويرد على الشر بالخير..
وتمر الاشهر ، ثم الاسابيع والأيام ليعود بغتة الى وطنه برجل مبتورة ، من السويد دون ان يخبر احدا .. يمر من بوابة بغداد التي احتضنته ، مرورا عابرا متجهاً الى ” الناصرية ” ليكون الى جانبه ابنه البكر” شوقي ” .. وبعد فترة راحة عائلية ، تبدأ مرحلة اللقاءات والحفلات في بغداد والمحافظات ، مؤكدأ على انه ذلك الصوت الجنوبي والملحن الغريد …. نشاط كث في لقاءات تلفذونية واذاعية وصحفية ، وكأنه يستعجل الزمان … حتى غادرنا بهدوء الى الدنيا … الآخرة .
وداعا صديقي واخي ابا شوقي ، ولابد ان التقيك ، فعندك المقام الدائم وما دنيانا إلا محطة … وما بؤسها من محطة !!