بغداد/ شبكة أخبار العراق- لا يتعدى عمر اللاجئ السوري حسين بيسو 12 عاما، لكنه من المحتمل أن يكون من بين أفضل لاعبي الشطرنج في ألمانيا بعد استدعائه للعب لصالح المنتخب الوطني للرجال.لاذ “معجزة الشطرنج” بالفرار مع أسرته من أهوال الحرب في سوريا، ووصل لاجئا إلى ألمانيا في سن الخامسة، وكان يستمتع بمتابعة جده ووالده يلعبان لساعات، وحسب تقارير صحفية، فقد بدأ يلعب الشطرنج على جهاز الكمبيوتر كل يوم في سن الرابعة، وفي الخامسة من عمره، حقق أول فوز عندما هزم والده.كان حسين يعيش داخل تجمع للاجئين في مدينة ليبستادت شمالي ألمانيا، وتدرب في نادي الشطرنج “تورم ليبستادت” ليكتشف مدربه أندرياس كوهلر طريقته الفذة في اللعب، إذ يقوم عقليا ببناء وضع غير تقليدي ومعقد للغاية لقطع الشطرنج، فأدرك أن عليه أن يجهزه بشكل خاص للغاية.ما يزال مدرب الشباب الوطني في اتحاد الشطرنج الألماني بيرند فوكلر، يتذكر أول لقاء له مع حسين عندما كان في السابعة من عمره، حيث قال: “لاحظت على الفور حسين خلال بطولة الشباب الأوروبية 2018 في (العاصمة اللاتيفية) ريغا”.ويتابع في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”: “كان يلعب في فئة U8 لأقل من 8 سنوات. يلعب بندية ويتميز بسرعة البرق. ربح 5 مرات وخسر 4 مرات. لا تعادل ولا تنازلات”.وفي سن التاسعة، أصبح حسين بطلا لألمانيا في الفئة العمرية لأقل من 10 سنوات لأول مرة، وفاز بالميدالية البرونزية في بطولة العالم للشباب للعبة الشطرنج الأخيرة.وبحسب ما نشر موقع الاتحاد الدولي للشطرنج، فبعدما بلغ عمره 11 عاما و7 أشهر فقط، استدعي للانضمام إلى المنتخب الألماني للرجال نظرا للتطور الذي شهده مستوى الطفل السوري، خصوصا بعد فوزه في شهر ديسمبر الماضي ببطولة الهواة الألمانية للشطرنج بالمجموعة “أ”، من التصفيات المؤهلة في هامبورغ التي عرفت مشاركة 330 لاعبا.ووصف اتحاد الشطرنج الألماني انضمامه بـ”السابقة التاريخية” لأنها لم تحدث في الاتحاد من قبل، وبهذا العمر، يعد الفتى السوري أصغر من انضم إلى منتخب ألماني في أي لعبة.ويعتبر مدرب الشباب الوطني في اتحاد الشطرنج الألماني أن “الشطرنج ليس لعبة حظ. وحسين تطور خلال الأشهر القليلة الماضية سريعا. تدرب جيدا وتعلم اللعب النظيف. يحسب جيدا. وهو حاليا يحتل المرتبة الثانية في التصنيف العالمي الحالي تحت 12 عاما”.ومن المنتظر أن يحاول حسين، صاحب الموهبة الاستثنائية، إثبات تفوقه عندما يلعب في كأس ميتروبا في كرواتيا شهر أبريل 2023، وهي البطولة التي تتنافس فيها سنويا 10 دول على مدار أكثر من 40 سنة.ويتنافس الفتى في المسابقات الدولية لسنوات بصفته ألمانيًّا، وهو أمر ممكن في الشطرنج، وحتى من دون جنسية إذ لم تكن قد لعبت من قبل لدولة أخرى.وفي شهر فبراير الماضي، منح الاتحاد العالمي للشطرنج حسين لقب “فايد ماستر”وهي الخطوة الأولى نحو لقب “غراند ماستر”، والمرحلة المتوسطة الثانية هي “الماستر الدولي”.في المقابل، يمكن أن يفي حسين بالمطلب الأولي المعروف باسم “المعايير” من خلال الأداء الجيد في أول مهمة له مع المنتخب الوطني الألماني في كرواتيا.لكن يبدو أن التدريب والبطولات يشكلان تحديا ماليا أيضا لهذا البطل العالمي، لذا أطلق أعضاء من ناديه حملة دعم لضمان استمرار تطوره ومشاركاته على المستوى الدولي.