علي الزيادي
عامٌ مضى وأنتم كل يوم تذبحون ! عامٌ مضى وجَّلاّدي اجسادكم الطاهرة يتنفسون بعنجهية المجرم الذي تعود الأِجرام ! عامٌ مضى ومن اعطيتم له اصواتكم على انه سيحميكم يخونكم كل يوب بل كل ساعة بل كل دقيقة !
عامٌ مضى وقلوب امهاتكم المفجوعة تحترق دون ان تجد من يحاول ان يخفف عنها آلام الحريق !
عامٌ مضى وتدليس قضيتكم الشريفة قائم على قدمٍ وساق !
فصول العام الذي مضى تشهد فعل عوائلكم المنكوبة . فالشتاء يهاجمهم بأمطاره وقساوة برده والصيف ينتقم منهم بحرارة شمسه التي غابت عن العراق مذ دخلها القتلة والسفاحون والمحتلون
اما اخف فصول السنة فهي تسهد محاولات قمعهم من قبل بعض الجهات التي تحمي الجلاد !
فصول العام كاملةً تشهد نواح امهاتكم واحزان عوائلكم ودموع آباءكم وآه من دموع الرجال !
دموع الرجال المفجوعون بكم تهتز لها الأرض قبل السماء . لكن من تسبب في تغييبكم قتلاً واعتقالاً غادراً يمارس دوره في الحكم مع تأمين كامل حماياته وتخصيصاته المالية الكبيرة بينما أمهاتكم تقترض اجور النقل حين تأتي للبحث عنكم في ساحة التحرير مناشدة من تبقى من الضمائر او في دوائر الطب العدلي عسى ان تجد أثراً لكم يخفف عنهنَّ بعض آلامهنَّ .
الآن وانا اكتب هذه الكلمات اتذكر لسان حال أمٍ وجدت وليدها وقد سقط على الجبهة مدافعاً عن حدود العراق فتقول في بيت شعر صاغه الشاعر الراحل محمد الغريب فيقول .
نَهَض هز جسمه طاحن كل شظايه البيه … والتم الجرح ماجن جرح جان
عايًن علعيون مغوركَه عليـــــــــــــــــــــه … ولحم طايح عليه خدود نسوان
هزني هذا المقطع الشعري فهو يعكس علاقة الأم بوليدها حين يستشهد دفاعاً عن الوطن . فكيف بأمهاتكم وهن يبحثن عنكم في ظل حكم جائر ! حكم يعتاش على دماء شباب الوطن ولايبالي بأسقاط مدن لتكون تحت سيطرة الأرهاب ! حكم أشاع الحروب الداخلية من اجل ان يتمتع بكامل الثروات من داخل المنطقة الغبراء لايبالي بمايحدث في البلد من جرائم وكوارث جعلت الحياة اقسى من المر!
عام مضى ومن يدعي الأسلام من حكامنا يتستر على من كان سبباً في بيعكم وبيع العراق ليعطي صورة بشعة للحكم الجديد في العراق الذي يسترخص الدم مقابل الكرسي وتباً له من كرسي يصنع من دماء الأبرياء .
قال الله تعالى :
(( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ )) صدق الله العلي العظيم
فأين المدعين بالأسلام من حكامنا مما يدعوا اليه الله عز وجل ؟
عام مضى وجلهم كذابون منافقون مدلسون يعملون ليل نهار من اجل اخفاء معالم جرائمهم فتباً لهم وتباً لنا نحن من ساعدناهم في ان يتسلطوا علينا . ليكونوا حكاماً بعد ان خدعونا بوعودهم الكاذبة وها هو عام كامل يمر على جريمتهم ولكن العام قد مضى والجلاد يتلذذ بعذابات الضحية !!!!