آخر تحديث:
رياض الركابي هو زميلي الشاعر المعروف الذي جمعتني به اول مرة جريدة ( الرأي) الاسبوعية خلال اواخر تسعينيات القرن الماضي ، ثم انقطع التواصل بيننا حتى جمعنا المكتب الاعلامي لوزارة الكهرباء مرة ثانية منذ عام 2007 ، ومنذ ذلك العام والى يومنا هذا لكم ان تسألوه كما سألته ان كان قد وجدني في يوم ما اعرض عليه خلاف مااقول عملا بقول الامام علي عليه السلام ( الايمان حين تؤثر الصدق على نفسك وان كان يضرك على الكذب وان كان ينفعك ) والنجاة في الصدق ، فهو حين يراني ثابتا على موقفي في اية قضية ولا يجدني مداهنا او متزلفا لمصلحة شخصية سيحترمني وسيقف الى جانبي حتى في غيابي مدافعا عن حقيقة لمسها بنفسه ، ومناسبة الحديث اليوم عن زميلنا الشاعر الركابي عن دعوته لي لمساندته في حملته الانتخابية للفوز بمقعد في عضوية مجلس محافظة بغداد ، وهي عضوية ترتب عليه مستقبلا ان يعمل لخدمة اهالي بغداد من دون ان ينحاز ان كان هذا المواطن شاعر شعبيا او شرطيا مع ان السيد (حسن الصافي) يثق بالجني الذي يعطيه عهدا لا يخونه على تعهد يقدمه شرطي ( وقليل من الشرطة صادقون ) !
واعلم ان العضوية في مجلس محافظة بغداد للإنسان المؤمن بهذا الشعب هي مسؤولية امام الله اولا وأخيرا وعليه ان يكون مخلصا وأمينا ووفيا لمن انتخبه وأوصله الى الموقع الخدمي هذا ، ولكن الواقع يكشف لنا الكثير من السلبيات ولنا في الايجابيات التي يتحلى بها البعض ومنهم زميلنا الركابي الامل في ان تشهد بغداد تغييرا كبيرا في جميع الخدمات المقدمة لأهالي بغداد الحبيبة التي لا تزال الاوساخ والشوارع المحفورة وغيرها علامة فارقة عن بقية العواصم التي تتباهى بتقدمها ورقيها الحضاري ، فالحضارة افعال وسلوك وثقافة وليست اكواما من الاحجار هي في النتيجة اطلال نقف عندها لنستذكر الماضي بينما غيرنا يتطلع الى المستقبل بكل ثقة لا تزال مفقودة لدينا بسبب الفساد السياسي الذي انجب توأمه الفاسدين الاداري والمالي ، حتى صارت النفقات المخصصة لهذا المشروع وذاك في جيوب المخلصين لأنفسهم ولأحزابهم ، وصارت ملفات المشاريع الوهمية انتصارا كبيرا يسجله الاتقياء الذين يسهرون على راحة الشعب المسكين المغفل المخدوع .
اليوم يفاجئني زميلي الركابي وهو يجيبني بانفعال واضح بأنه لن يفتح باب مكتبه امامي فيما لو فاز بعضوية مجلس بغداد ، هذا لأنني كنت صريحا وصادقا معه بالقول بأن لن انتخب احدا على الرغم من ان بعض المرشحين هم من اصدقائي المثقفين امثال الزميلين الدكتور كريم شغيدل وصباح زنكنه ، هذا بسبب عدم ايماني بالعملية السياسية برمتها ولا علاقة له بأي موقف شخصي لأنني احبه وأحب الزميلين المذكورين وليس بالضرورة ان يكون التعبير عن حبي في منحهم ثقتي من خلال التصويت لهم ، فهم سيكونون تحت تأثيرات مراكز النفوذ وان جاءوا بنيات طيبة صادقة تريد ان تعزز ثقة الناس بعضو المجلس ، فلي تجربة مع بعض الاعضاء ، واحدهم كان عضوا لمجلس المحافظة واليوم هو رئيس لمجلسها ولم يقدم شيئا يذكر لأبناء مدينته التي عاش بينهم لسنوات ، ولي من ابناء عمومتي رئيس لمجلس بلدي كنت قد شكوت له تذمر المواطنين من عمل الشركة التي احيلت اليها مناقصة تبليط شوارع الحي وكيف تجاوزت على حدود الشارع وقلصته اكثر من متر لأنها لم تكلف نفسها معالجة خطا الشركة التي سبقتها في تنفيذ مجاري الحي الذي اسكن فيه ، ووعدني خيرا ويا ليته لم يعد فقد خيب ظني امام المواطنين ، فلم يزر الحي ولم يكلف احدا او لجنة للكشف عما حدث من مخالفة ، ونفذت الشركة التبليط رغم انوف المواطنين ، وغيرها الكثير الكثير ، فهل سيستطيع زميلي الركابي تصحيح مسار هذا المسؤول وسواه في ظل الفساد المستشري في مفاصل مؤسسات الحكومة ؟ ولا اقول الدولة ، لأننا لا نملك دولة انما حكومة احزاب وكتل سياسية لاتهمها مصلحة المواطن بدليل ازمة التصويت على الموازنة التي تغيب عنها الكثيرون فخانوا ثقة ناخبيهم وخانوا الامانة والمسؤولية ، وكأن عضوية البرلمان هي تشريف يتمتع صاحبها بالامتيازات والراتب المغري من اجل الدفاع عن مصلحته ومصلحة حزبه الذي تقف خلفه احدى دول الجوار التي تتآمر على العراق وشعبه .
وليعذرني زميلي (رياض الركابي) ومثله الزميلان (صباح زنكنه والدكتور كريم شغيدل) ، فالواقع المرير لا يشجعني على منح الثقة لأي مرشح كان امرأة ام رجلا ، فحال بغداد لم يتغير منذ انهيار النظام السابق ، وشارع الرشيد الذي يعد ابرز وأقدم شوارعها مهمل حتى الآن ولو تغير اسمه الى الزعيم اكراما لشهيد ثورة 14 تموز العظيمة ( الزعيم عبد الكريم قاسم ) لربما شهد تبدلا في حاله ، وقد ضاعت من اعمارنا سنوات كنا نأمل فيها ان نرى بغداد عروس المدن على المستوى العربي حتى ولا نقول الدولي ، خاصة وهي تستعد للاحتفال باختيارها عاصمة للثقافة في ظل غياب اغلب مثقفيها الذين استوطنوا المنافي تهجيرا قسريا او نفيا اختياريا بعيدا عن كواتم الصوت والسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة .
فعذرا يا زميلي الشاعر رياض الركابي ان وضعت استمارة الاقتراع مشطوبة بحرف (X ) لان المستقبل الذي نرنو اليه لا يزال بعيدا والعاقبة للمتقين .