علي الزيادي
تَبّاً ..كلمة تعني الكثير . فقد جائت في القرآن الكريم في غير مرةٍ لكنها اعطت معاني واضحة حين بّشّرَت ابو لهب بعذاب عظيم حين جاء في الآية الكريمة (تبت يدى ابي لهبٍ وتب ) جزاءاَ لما اقترفه من جرمٍ بحق المصطفى صلوات الله عليه.
لكننا اليوم نسأل انفسنا . على من نطلق هذه الكلمة ( تَبّاً ) ؟
على الحياة التي اصبحت اليوم تعج بالشراذم التي تتسلط على رقاب الناس بأشكال متعددة داعشية وغيرها من الذين اشاعوا الفقر والقهر بين الناس ؟
للزمان الذي غادر خجولاٍ قبل ان يحط رحاله ؟
أَم للمكان الذي انشغل بالكامل بالروائح الكريهة ومنتجيها ؟
كل شيء اصبح مثار استفهام وتشكيك . وكل شيء غابت عنه الأصالة وطغى التزوير والتدليس على كل شيء . لذا نقول تبا لنا !
تأريخنا الذي كنا نتفاخر به قد ضاع . بل واندثر ! وعقول ساستنا السذج كعقول الدجاج وهي كعادتها تهرول لتتبع من يخنقها !
أجدادنا العِظام ولا عظمةَ لكم بعد اليوم في بلاد المسلمين ..!
لكم ان تتفاخروا في ان جزء من ارثكم هو مثار تقدير واحترام في دول لاتمت للأِسلام بصلة حتى ان تلك الدول تفتخر بما لديها من أِرثكم في متاحفهم والتي تعد ثروة قومية لهم يدافعون عنها كما يدافعون عن أَرواحهم الخضراء على الدوام لاتعرف للمآسي والأحزان طريق فهي لاتعرف داعش الفاحش ولا اخوات داعش كما لاتعرف ذلك المدعي الذي ينهى عن خلقٍ ويأتي بمثلهُ وأسوأ !
كما لاتعرف ذلك الذي استخدم العمامة من اجل ان يقتل ويسرق ويتبع ثقافة المتعة .. تباً لنا !
أجدادنا العظام وما أنتم بعظام !
أدعيتم اكتشاف القانون لكن من جاء بعدكم من نسلكم أسس لشريعة غاب . وأدعيتم حب الحياة بينما سياسة قطع الرؤوس خرجت من مقلديكم وهم يتفاخرون بتلك السياسة .!
أدعيتم حبكم للأنسان وضحكتم علينا بشرائع وقوانين أصبحت مجرد ذكريات مكتوبة ومنحوتة . لاتتحرك !
دوائر الأنتقام من الحياة تتكامل يوم بعد آخر !
تأريخكم أجدادنا بدى ضعيفاً أمام عقلية داعش العفنة النتنة . فكان لمعاولهم الأثر الواضح في كشف هشاشة التمسك بالتأريخ والحضارة !
فلاتأريخ لكم ولاحضارة .. كنتم خير أمة . واصبحتم اضعف امة يقتل بعضكم للبعض الآخر . تشرذمتم طوائف . تتعاملون مع عبدة البقر والنار بشكل طبيعي وتكفرون من ينطق الشهادة مثلكم لمجرد خلاف في تفسير او رأي !
من أمتكم من يعبد الدولار ولايمانع في بيع الوطن من اجل كلمة شكر من محتل ! ومن أمتكم من يتقن الخيانة ويبدع في تنفيذها متبرعاً!
كرستم لمفاهيم أعطت للراعي صلاحيات لاحصر لها فظلم الرعية وانطلق الرعب في الحياة !
الراعي يسرق ويتمتع من بيت المال . والرعية تتظور جوعا !
كرستم لمفاهيم على انها قوانين تعطي حق الطاعة والولاء لأولي الأمر فتمسكت الرعية عبر التأريخ بالولاء والطاعة لكن هذا المفهوم قد تم تدليسه فظُلِمت الرعية في غير مرة من اناس اتخذوا من هذا المفهوم شعاراً . فادعى يزيد على انه من أولي الأمر لكنه غدر بآل بيت الرسول (ص) ومثله كان الحجاج ظالماً حتى جاء عبد الوهاب لينخر الدين الأسلامي ويتجه به الى ماهو عليه الآن .
اليوم تكتمل حلقات التآمر على أمة الأسلام وبوجود قيادات تدعي الأسلام لكنها تمرست واحترفت الغش والخداع والسلب والنهب والعمالة للأجنبي الى حد النخاع !
معاول داعش الفاحش التي دمرت الحضارة كانت قد مهدت لها سياسات داخلية جعلت المواطن يفقد وطنيته وحبه لبلده – لذا اقول لرجالات التأريخ . عذراً لم نحفظ امانتكم ! وانهار كل شيء …!