آخر تحديث:
صوت عرب كركوك وتركمانها لصالح الموازنة متخذين موقفا مماليا للتحالف الوطني ،وهو الأمر الذي يعد خروجا على الإجماع في القائمة العراقية الذي صار أكثر قوة مع إندلاع التظاهرات في محافظات عدة تحت ضغط جماهير تلك القائمة .هو مؤشر أيضا على إن السياسيين (السنة والشيعة) إستوعبوا الضربة الأولى لتلك التظاهرات ،وصار الأمر برمته مجرد لعبة وقت بإنتظار ماقد يحدث ،وربما يكون مفاجئا للجميع….التركمان وعرب كركوك ماعادوا يثقون بشئ مع تصاعد الحماس الكوردي ،والتمدد الواضح لقوات البيشمركة نحو المدينة المتنوعة الأعراق والمذاهب والديانات والسياسات والنوايا ومع مارأوه من إنفعال في إقليم كوردستان من القوات الحكومية ،وتشكيل عمليات دجلة التي أخذت على عاتقها الدخول الى مناطق بعينها، وسببت صداعا غير مسبوق لحكومة الإقليم، وردود أفعال حادة للغاية…
في إسرائيل يعيش العرب ضمن دائرة الوطن اليهودي في المناطق التي أعلنت دولة بعد العام 1948 ،ولهم حق التصويت في الإنتخابات النيابية والعمل في الكنيست ،ويسمونهم (عرب إسرائيل ) ،لكن مشاكل عديدة تعترضهم في إطار الإندماج والتعايش مع التعصب اليهودي، وشعور مواطني إسرائيل من اليهود بأن العرب طارئين عليهم سواء أكانوا مسلمين، أم مسيحيين، وحتى يهودا .ولاحظ أن فضيحة إشتعلت نيرانها في الدولة العبرية تتحدث عن زرق نساء بمعقم يمنع الإنجاب ،وهن الوافدات من أثيوبيا حيث يراد لهن أن لاينجبن في إسرائيل من أجل نقاء العرق اليهودي،وهولاء لايرون في يهود أفريقيا وآسيا ،واليهود القادمين من بلاد العرب أنهم يهود أصليون، بل أغيارا يعاملونهم كما يعاملون العرب المسلمين، وربما ساموهم القهر والحرمان والتمييز.
قرأت لصديق على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك تعليقا يدعو فيه ليكون البيشمركة ممسكين بالملف الأمني في كركوك ،وهذا الصديق من القومية العربية التي تخاف كثيرا على مستقبل وجودها في كركوك فيما لو ضمت الى إقليم كوردستان في مرحلة قادمة ،ويبدو أن الهاجس الطائفي دفعه لمثل هذا التفكير خاصة وإنه يرغب بإستبدال القوات الحكومية المتهمة بولائها المجروح والمطعون به في مناطق عراقية بعينها ،وهناك ربما تصور عن نوع من التقارب بين العرب السنة والأكراد ،لكن هذا أمر غير مأمون العواقب، فالكورد في حال ضموا كركوك فهم لن يسمحوا للعرب والتركمان بأن يمارسوا حياتهم الطبيعية كسكان أصليين ،وإذا لم يبعدوهم فقد يضيقون عليهم ويحاصرونهم ،خاصة وإن وجودهم وبكثافة لن يكون ملائما لطبيعة التغيير الذي يريد الكورد إحداثه في المدينة المرشحة لتكون عاصمة الدولة المرتقبة ،وعليه فلابد من سياسات وقوانين تمييزية تمارس مع العرب الذين عليهم أن يستسلموا لقدرهم، أو أن يرحلوا ،وهذا مايريده الأكراد لكي لاتكون المصاعب كبيرة في مواجهتهم، وهم يمارسون سياسة تكريد المنطقة بكاملها ،وليست كركوك لوحدها بل المناطق المحيطة بها، والمتصلة بها من الجهات الأربع.
علينا أن نفكر جيدا فالمستقبل العراقي على كف عفريت ياجماعة.