علي الزيادي
أَحلام المجانين كانت نتيجة أحلامنا حين اعتقدنا ان مشروعا وطنيا سينبثق من رحم المعانات والأوجاع التي اصابتنا منذ العام 2003 حين دخل الاحتلال الامريكي ليخرب بلدنا !منذ ذلك التأريخ الذي اسقط نظام دكتاتوري ونحن نعيش موت بطيء خلفته احقاد ودسائس وصراعات مصطنعة تبين فيما بعد ان الهدف هو الأستحواذ على ثروات العراق وموارد شعبه !تحول العراق بوجود العشرات من الأحزاب الى ساحة للصراعات الأقليمية والتي تعتمد على ابناء الشعب وقوداً !
ولآَن العراق معروف بمدنيته وفق طوائفه المتحابة عبر التأريخ وجد التوجه الوطني المدني المستقل قاعدة شعبية عريضة كانت تأمل في ان يكون للعراق دورا في البناء والتطور والأنفتاح ليصبح في مصاف الدول المتقدمة من خلال استخدام ثرواته الطائلة في مجال النفط والصناعة والزراعة والمعادن الثمينة لكن تلك الآمال اخذت تتبدد تدريجيا من خلال سياسات تبدو متعمدة دمرت الصناعة واخرجتها من الخدمة وانهت الزراعة وفتحت المنافذ لأدخال كل شيء وتحول البلد من مصدر لاروع الماركات الى مستورد لكل شيء حتى الحفاظات وتلك طامة كبرى !
الصراعات الأقليمية والدولية اشعلت الساحة العراقية فجائت بحرب طائفية قذرة اشاعة القتل المجاني وانتحاك حرمات الناس وازدادت اعداد الجثث المجهولة ومعها ازدادت العبوات الناسفة وكواتم الصوت في عمليات خطط لها الاحتلال واعوانه فزهقت ارواح الآلاف من الابرياء ودمرت مقدرات البلد ولم يتبقى مكان في العراق بعيدا عن الصراعات والقتل سوى مناطق اقليم كردستان نتيجة لنجاح ادارته وتعاون ابناءه والمنطقة والخظراء التي انشأها المحتل !وبدأت مسيرة النهب والسلب لمقدرات الشعب من خلال الموازنات التي تقر لغرض تحويلها الى عقارات وحسابات خارجية بينما الشعب يزداد فقرا وتشريدا وجوعاً!
ومع تلك الصفحات السوداء كان الأمل معقودا في رجالات كنا نعتقد استقلاليتها وتوجهها لبناء عراق على اساس من المصالحة الوطنية الحقيقية على اساس من التسامح والوئام وكنت اول من دخل في هذا الخط منذ العام 2003 واخذنا دورنا في الاعوام الاخيرة لتثقيف الناس لدعم توجهاتنا التي كنا نعنتقد انها تصب في مشروع اعلن علنه على انه ذات المشروع للقائمة العراقية بقيادة الدكتور اياد علاوي وكنا فرحين بعملنا ونحن ننفق على مشروعنا من مالنا الخاص دون الاعتماد على جهة بعينها وعندما حصل الذي حصل في انتخابات عام 2010 حين سلب نجاح القائمة العراقية وسلمت للمالكي كان واضحا ان القائمة العراقية كانت هشة فتفككت نتيجة لاعتمادها على شخصيات متعددة الولاءات وتتجه صوب مصالحها الشخصية الضيقة وكانت حقيقة مرة توقعنا انها سوف تتغير ويتم تصحيحها في الانتخابات الآخيرة وكانت وتيرة عملنا هي ذات الوتيرة دون تغيير لاننا نعمل من اجل العراق معتقدين ان منهاج الدكتور علاوي هو المنقذ .
ونجحت القائمة وحمدنا الله رغم محاولات التزوير لكن الدكتور علاوي حصل على ثقة اكثر من 219 الف صوت لوحده في بغداد وهذا نتاج عملنا المضني ليل نهار آملين ان نكون جزء من العمل الوطني الذي رسمناه ورسمة الدكتور علاوي .
وعلى شبكات التواصل الاجتماعي كانت لنا صولات وجولات لاتنتهي وفي بعض الاحيان تستمر ل 24 ساعة في اليوم دون كلل فمشروعنا يحتاج الى جهود استثنائية في بلد يحتاج الى كل شيء يعطيه السكينة والأمن .
ومع تشكيل الحكومة الجديدة كان هنالك أمل في ان يستعيد العراق عافيته من خلال البرنامج الحكومي الذي ساهمت العراقية في اعداد اهم نقاطه . فكل مواطن يتمنى ان يعيش بسلم واجهزته الأمنية بعيدة عن الولاءات الطائفية والأثنية مثلما يتمنى ابن الجنوب ان يتجول في الوصد والشمال بسلام ومحبة كما ابن الغربية يعيش بسلام وتعايش مع ابناء الجنوب وعلى هذا تشكلت الحكومة وفرحنا على انها أدت القسم على ان تعمل من اجل العراق وذلك أمر حاز تأييد الداخل والخارج .وتمر الأيام والأسابيع والقيادات تنقطع عن القواعد الشعبية ونحتسب انها منشغلة بما يخدم العراق !
الرسائل والتواصل بين القواعد الجماهيرية يشير الى حسرة مريرة نتيجة لأهمال القيادات وابتعادها وكنا نختلق الأعذار على ان المهام ةجديدة والمشاكل كبيرة وتحتاج الى جهد استثنائي !مؤت اشهر ولم يتضح شيء من العمل الحكومي سوى مايعزز السلطة ويحميها وهنا بدأت خياراتنا الوطنية تثير فينا الحيرة والتساؤل . ترى هل استخدمونا من اجل المناصب ؟يقولون انهم لايلهثون ورائها لكن انقطاعهم عن قواعدهم تشير الى ان المناصب اهم وتلك حقيقة انكشفت بوضوع !
اليوم نحن في الشهر السادس من عمر الحكومة ولم تحقق شيء ملموس الاخفاق ذات الأخفاق والتهميش هو ذاته والفقر هو في ازدياد كما الموت والصراعات تزداد شؤاسة والشحن الطائفي على اعلى درجاته ! ترى ما الذي تحقق ؟فقط الموازنة اقرت وهي تكشف زيفها الحقيقي وعجزها المعلن 25% والمخفي الحقيقي هو 50% لكننا قلنا الحمد لله اقرت الموازنة رغم اننا نعرف انها لن تحقق شيء للبلد !
المثير في الموازنة هو تخصيص 25 مليار دينار لمشروع المصالحة وهنا نريد ان نتسائل لمن هذه الأموال ؟ المصالحة الحقيقية تحتاج الى قرارات وليست اموال . المصالحة الحقيقية تحتاج الى تطمينات من عدم المساس بكرامة المواطن والأبتعاد عن ما كان يعانية سابقا ولاتحتاج لأموال أو مكاتب هنا وهناك للنفاق والتدليس .
اليوم مشروع المصالحة محكوم عليه بالفشل ان لم نعالجة بحزمة قرارات مستعجلة وغير قابلة للتأخير وان الدماء التي تسيل اليوم هي في رقبة من تبنى المصالحة الا اذا خرج امام الناس معتذرا عن التأخير ومعلناً الأسباب الحقيقية والأستقالة والأبتعاد عن التسويف والمماطلة فقد سلبتم اكثر من 10 سنوات من عمر العراق ترويعا وقتلا وفقرا ! وأِلا لمن هذه ال 25 مليار دينار بينما كارثة الجوع للشعب العراقي تلوح في الأفق ؟ هل هي ثمن مايسمى بمشروع المصالحة …… والله من وراء القصد