تزامنا مع صدور روايتها الجديدة؛ ناقشت الناشطة والروائية الأميركية “ستايسي ابرامز- STACEY ABRAMS” سبب التأخير الطويل قبل نشر روايتها.. لطالما كانت ابرامز منهمكة بالكثير منذ حداثتها؛ وهو ما تسميه الكاتبة ذات الــــ47 عاما لعبتها {للعمل والحياة}؛ فقد كانت مولعة بالدراما منذ المرحلة الثانوية، وقامت بتحرير الكتاب السنوي للمدرسة وكانت طالبة فيزياء لامعة. أثناء دراستها للحقوق بدأت سلسلة من ثماني روايات رومانسية- تشويق، طبعت خلال سنوات 2001 – 2009، وفي ذات الوقت كتبت بحوثا حول السياسة الضريبية. ورغم أن رواياتها لم تحقق مرتبة أعلى المبيعات؛ فقد كتبت في مذكراتها “القيادة من الخارج-Lead From the Outside” عام 2018 أن تلك الروايات حققت واحدة من أهدافها الاساسية: “بالنسبة لي وللفتيات السود الأخريات؛ أردتُ أن أقدم كتبا تُظهر لهن أن باستطاعتهن أن يكُّن مغامراتٍ وجذاباتٍ بقدر أي امرأة بيضاء”.
ومنذ احتلت مقعدا في مجلس النواب بجورجيا وخاضت حملة الترشح لمنصب الحاكم هناك عام 2018؛ لعبت دورا حيويا قاد لفوز الديمقراطيين في انتخابات الإعادة بمجلس الشيوخ عند بدء السنة الجارية، وانتجت وظهرت في الفيلم الوثائقي “كلنا معا: الكفاح من أجل الديمقراطية”.يدور عملها اليومي حول قيادة مشروع “النهوض الاقتصادي الجنوبي”؛ الذي يركز على معالجة الانتعاش من الوباء في الجنوب.وما بين الدعوة ضد قمع الناخبين وصياغة المبادرات السياسية للجنوب ومحاولة الاسترخاء بعد كل ذلك؛ كان عليها دفع الكتابة الى ذيل قائمة الأولويات.تقول عن استمرار تعدد مهامها: “كان علي ترتيب الاولويات، أولا فثانيا فثالثا؛ ولكن لا يمكنني التخلي عن أيٍ منها، لأنها جزء من شخصي، وتعزز كل منها الاخرى”.
رواية استشرافيَّة
تدور روايتها الجديدة “بينما تنام العدالة-While Justice Sleeps ” (التي صدرت يوم 11 أيار الحالي) عن قاضٍ بالمحكمة العليا يكشف عن مؤامرة تورط فيها الرئيس الأمريكي، قبل أن يقع في غيبوبة. كتبت أبرامز روايتها التشويقية- القانونية الأولى هذه منذ نحو عقدٍ من الزمن، قبل أن تصبح سياسية وناشطة معروفة.تجاهلت دور النشر الرواية مرتين، قبل ان تتمكن ابرامز من بيعها عام 2019 لدار نشر “دابلداي”. تصف الكاتبة الامر قائلة: “باحتواء الرواية على موضوعين مثل الرئاسة والمحكمة العليا؛ وهما موضوعان جرى اعادة تقديمهما مرة فأُخرى من كتّاب التشويق، ربما كان هناك رأي في تلك اللحظة بأن لدينا ما يكفي من هذا النوع من الكتب”.
تحدثت ابرامز مع كاتب المقال عن النهج الذي اتخذته للكتابة في حياتها قائلة: “انهض صباحا قبل الساعة الثامنة؛ إذ لا أخلد للنوم قبل منتصف الليل.ورغم أنني لا اعاني الأرق؛ لكنني اقترب من تلك الحالة”. “س: وكيف تعرفين أنه سيكون يوم اثنين جيد؟”.تجيب: “أنظر الى التقويم، وأبحث عن فترات فراغ بين الاجتماعات؛ وسيكون يوم إثنين جيدا اذا كانت الفراغات البيضاء أكثر عددا من فقرات الانهماك”.
س: ما هو نهج الكتابة بالنسبة لكِ؟”.
أجابت أبرامز: “احمل عادة قصة في ذهني، واحاول البحث عن مدخل لها، وما الذي يجب أن يكون عليه المشهد الافتتاحي. وحينما أتوصل اليهِ يعطيني احساسا بماهية الشخصيات. حينها أبتعد عن كتابة القصة لأعمل على اعطاء كيان حقيقي للشخصيات، ثم أكتب ملخصا يليه منهاج مسار القصة.حيثما كنت أعمل أضع المنهاج بقربي، واستخدم عادة قصاصات ملاحظات أثبتها على الجدار؛ لذا أحتاج مساحة جدار جيدة”. س: كيف تجدين الوقت اللازم للكتابة؟.. تقول أبرامز: “أحاول اقتناص وقت الكتابة خلال النهار؛ وليس لدي جدول تقليدي يقضي بالاستيقاظ منذ الخامسة صباحا ووجوب تسطير ثلاثة آلاف كلمة أو ما شابه..”.
س: متى بدأتِ بكتابة رواية “بينما تنام العدالة””.
تُجيب: “كتبتُ المسودة الأولى حسبما أذكر خلال سنوات 2010-2011 وفقا لمواصفات فكرتي.
وحينما حاولت بيعها للمرة الأولى سنة 2011 رأى الناشرون أن دور الرئيس فيها كان غير عقلاني، وأن الناس لا يهتمون فعلا بشؤون المحكمة العليا؛ فوضعتها
جانبا”.
“س: إذا فقد تمت كتابة القصة ثم جعلتها المرحلة المعاصرة ملائمة؟”.
تقول أبرامز: “لقد تمت كتابتها، ولم يجدها أحد ما معاصرة لذا استعدتها ثانية سنة 2015، وحذفت بضع شخصيات وحاولت بيعها ثانية؛ وحصلتُ على الجواب ذاته: “محاولة جيدة، لكننا لا نعتقدُ أنها واقعية جدا”.
علينا أن نتذكر أيضا أنه كان عهد أوباما؛ وكل ما وضعته في القصة (وأنها وقائع قد تحدث فعلا) كان يبدو أمرا مستبعدا حينها.
ولكن حينما استعدتها ثانية عام 2019 بدت فجأة استشرافية وذات صلة مطلقة في تلك اللحظة.. وهكذا ابدوا استعدادهم أخيرا لشرائها”.
التحرر من لون الشخصيات
سألها المحرر: لديكِ وسيلة رائعة لجعل القارئ يعلم أن شخصياتك سوداء، دون تعريفهم بلون بشرتهم.. فكيف تتحركين في هذا الخط؟
أجابت أبرامز: “نشأتُ وأنا أقرأ رواياتٍ كانت قائمةً عن قصد على شخصياتٍ بيضاء؛ والقارئ يعرف ذلك لأن الشخصيات الوحيدة التي نسبوها الى عرقها كانت للملونين، أما جميع الشخصيات الأُخرى فتوصف وفق نقاء البشرة ولون الشعر
والعيون.
وهذا أمر يعني لك فرقا إذا كنت أسود في هذا العالم، أو كنت من الملونين؛ لكن لا يتعين أن يستحوذ على هويتك تماما.. إذ حينما تُثقل على شخصية ما بالقول أن جميع الآخرين هم من البيض وتلك الشخصية سوداء؛ فانك تقول للقارئ أن يُعامِل تلك الشخصية بمعزل واسلوب مختلف عن الآخرين”.
س: من هو أول شخص قرأ مسودة رواية “بينما تنام العدالة”؟
قالت الكاتبة: “عرضتُها على اختي الصغرى “ليسلي”؛ وهي قاضية لكنها تساعدني دائما على تنقيح كتبي.. هناك أيضا اخواني “ريتشارد” و”والتر”؛ وكلاهما يحب روايات التشويق”.
“س: قُمتِ سابقا بكتابة روايات رومانسية تحت اسم مستعار: “سيلينا منتغومري-Selena Montgomery”.. فمن أين جاء هذا المسار؟”
أجابت: “ولدت أعمال “سيلينا منتغومري” لأنني أميل الى القيام بعدة أشياء في وقتٍ واحد؛ إذ كتبتُ روايتي العاطفية – التشويقية الاولى تزامنا مع الوقت الذي كنت أكتب فيه مقالاً في مجلة عن غياب التوافق التشغيلي للإعفاء الضريبي على دخل الأعمال غير المرتبطة بصلة مع بعضها.. وخطر لي انه لو بحث أحدهم عن روايتي العاطفية أو عن اسمي على محرك غوغل، فسيظهر لهم مقال ضريبة الدخل.
وبما أنني كنتُ عند بداية كتابتي في حقل الرومانسية؛ أردتُ هوية منفصلة كي لا يعتقد القراء أنها من تأليف رجل اقتصاد؛ وتلك ليست بالطريقة المُحفزة لبيعِ كتابٍ ما”.
س: إذا هل انتهيت من كتابة الروايات الرومانسية؟
قالت: “كتبتُ جزئين من ثلاثية، وقد أصل الى مرحلة تمنعني فيها والدتي من دخول المنزل اذا لم أُنهِ الجزء الثالث.ولكن حاليا أظن أنني سألتزم بروايات التشويق وأرى ما يستجد”.