أحمد صبري
من فرط ماسمعت عنه وما تركه من أثر طيب في المواقع التي شغلها عسكرية كانت أم مدنية وحتى اعتقاله بعد الاحتلال .. تكونت لدي قناعة إن هذا الرجل مجبول على حب الخير وساع من أجله واجه عاديات الزمن برباطة جأش بهدوء وصبر نادرين إنه صابر عبد العزيز الدوري الانسان الوديع المؤمن والثابت على مبادئه..
ومن دون الاستغراق بالوصف فأن سمعته ومسيرته وماتركه في نفوس العاملين معه طيلة عقود تتقدم على سواها
فهذا الرجل الذي حمل المسؤولية بشجاعة وامانة واخلاص وتفان من اجل تحقيق غاياتها لخدمة الشعب وأسعاده لم يتخل عن هذا الدور حتى في شدته وهو خلف القضبان
ففي أحد الايام عرضت فضائية عربية حالة طفلة عراقية من كربلاء تحتاج لمن يساعد أسرتها على تحمل تكاليف علاجها خارج العراق فما كان من أبي فراس الذي سمع الخبر عن طريق ولده أن يبعث برسالة إلى أحد اشقاءه يطلب منه مد يد العون والمساعدة لهذه العائلة الكربلائية التي يعرفها جيدا عندما كان محافظا لكربلاء والبحث عن أية وسيلة لنجدتها
ولم يكتف صابر الدوري بالدعوة لمساعدة العائلة المنكوبة وأنما طلب من عائلته أن تتحمل مصاريف علاجها
والصدفة هي من قادتني أن أكون شاهدا على هذه الحادثة عندما طلب مني أحد أشقاء أبا فراس مساعدته بالحصول على هاتف والد الطفلة المريضة وفعلا حصلنا على هاتفه من مكتب القناة المذكورة في بغداد وقدمنا له العرض الانساني للسيد صابر الدوري لمساعدة طفلته فما كان من هذا الرجل أن صمت قليلا وينفجر بالبكاء والدعاء لابي فراس بالعمر الطويل وزوال شدته معبرا عن إمتنانه وتقديره لهذه الالتفاتة الانسانية لمحافظ لم ينس أبناء محافظته وهو في محنته
وبحسب ماذكره لي أحد إشقاء الدوري فأنه ظل يتابع الحالة الصحية لهذه الطفلة بعد قيام احدى المنظمات الانسانية بتكاليف علاجها
وماتركه صابر الدوري من بصمات واثر عند أهالي كربلاء ترجموه إلى فعل إنساني شجاع عندما رفعوا طلبا للجهات التي تحاكم محافظهم السابق يذكرون فيه مناقبه وماقدمه لهم ولمحافظتهم ويطالبون باطلاق سراحه
وعندما أنتخى صابر الدوري لنجدة عائلة من كربلاء وهو في شدته كان يسعى لرد الجميل لابناء هذه المحافظة التي أنتصرت له ولتجسيد وحدة أبناء العراق ويسمو على الطائفية البغيظة التي تنهش بجسد العراق الطاهر
وليس دفاعا عن هذا الرجل الطيب وإنما لقول كلمة الحق ولأطلاع الراي العام على مسيرة رجل وموقف قل نظيره له دلالات كبيرة تجسد بسالة ومسؤولية رجالات العراق الذين قدموا للعراق ولشعبه اغلى التضحيات وسهروا على خدمته والدفاع عن حدوده وسيادته وثرواته