بغداد / شبكة اخبار العراق : تعيش بغداد هذه الايام عودة مظاهر الاغتيالات ورمي جثث المختطفين في شوارعها بعد تعذيبهم. فقد اكدت السلطات الامنية في العراق مقتل على ما يقل من 119 شخصاً في تصاعد لموجة العنف يهدد بعودة معدلاتها إلى ما كانت عليه خلال الأعوام الماضية. كما خلفت موجة الهجمات التي ضربت البلاد أكثر من 300 جريح، الأمر الذي ينظر إليه المحللون بقلق، ويعتقدون أنه من غير المرجح التوصل إلى حلول قبل نهاية الانتخابات العامة المقررة في العام المقبل , ففي هجمات وقعت أمس، قتل 13 شخصا وأصيب نحو 26 آخرون بجروح، ووفقا لمصادر أمنية وطبية قالت إن «سبعة أشخاص بينهم امرأة قتلوا، وأصيب 14 آخرون بجروح بانفجار عبوة ناسفة عند محل تجاري في حي التأميم في منطقة النهروان (جنوب شرقي بغداد والعثورعلى جثتين إحداهما تعود لامرأة، وقتل اثنان من المسلحين، وأصيب عدد من عناصر الأمن بجروح في هجمات متفرقة أخرى، وجاء ذلك غداة مقتل ما لا يقل عن 57 شخصا وإصابة 235 آخرين في موجة هجمات دموية شهدها العراق أول من أمس، بينها عشر سيارات مفخخة. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذه الهجمات، كما انتشرت في بغداد من جديد مليشيات طائفية مدعومة من قبل الحكومة بممارسة عمليات الخطف والقتل على الهوية. في عدة مناطق بالعاصمة العراقية بغداد مدججة بأنواع الاسلحة ومستخدمة سيارات رباعية الدفع تقوم بنصب سيطرات بالقرب من الحواجز الامنية تقوم بعمليات التفتيش والخطف على الهوية. وتنتشر هذه المليشيات في مناطق حي العامل والشعلة وشارع 14 رمضان وشارع محمد القاسم ومدينة الشعب ومدينة الحرية والوشاش والكاظمية والبياع والغزالية والمنصور وساحة اللقاء ومناطق اخرى من بغداد. من جهة أخرى, اعتبرت وزارة الداخلية العراقية أن الحديث عن عودة ظاهرة الجثث المجهولة إلى شوارع بغداد لأسباب طائفية أو نتيجة لعمليات إرهابية مبالغ فيه والهدف منه ترويع الناس. مدعية ان ما يحصل سواء على صعيد عمليات الاغتيالات هنا أو هناك مثلما تثبت التحقيقات هي جنائية وتصفية حسابات لأغراض من هذا القبيل ولا علاقة لها بعمليات اغتيال طائفي على الهوية مثلما كان يجري خلال سنوات العنف الطائفي . في الوقت الذي اعلنت فيه الامم المتحدة استشهاد تسعة الاف عراقي خلال أعمال عنف شهدها العراق خلال اربعة شهور هذا العام.وذكر ممثل الامين العام للامم المتحدة نيكولاي ميلادينوف في تقريره امام مجلس الامن ان نحو تسعة الاف شخص من المدنيين وقوات الامن قد قتلو واصيب الالاف خلال الفترة من شهر تموز الى تشرين الاول موضحا أن العراق بحاجة إلى استراتيجية واضحة لمكافحة الارهاب وتصحيح السلوكيات المتعلقة بانتهاكات حقوق الانسان وعدم الاكتفاء بالرد العسكري على الهجمات الإرهابية. هذا وكانت الجثث المجهولة التي يتم العثور عليها صباح كل يوم في ساحات ومكبات النفايات وقرب المستنقعات والأنهر في العراق من مظاهر الحرب الأهلية بين عامي 2006 و 2008. ويتزامن العثور على هذه الجثث مع عمليات تهجير وقتل تطاول عائلات سنية في جنوب العراق وشيعية في شماله وغربه، في عمليات انتقام متبادل بين مجموعات مسلحة من الطرفين.
عودة الاغتيالات ورمي جثث المختطفين في شوارع بغداد بقلم د. بشرى الحمداني
آخر تحديث: