بغداد / شبكة أخبار العراق : هل يمكن لثلاثة شخوص أن يقدموا عملاً مسرحياً يشدّنا إليه ويجعلنا نتمسك بكراسينا قلقاً، بل يجعلنا لا نبارح مكاننا خوفاً من أن تفوتنا جملة أو كلمة من العرض المسرحي الجميل ألذي عرض من على خشبة المسرح الوطني خلال اليومين الماضيين؟!نقول … نعم يمكن ذلك ونحن نتابع أحداث مسرحية (فوبيا) تأليف عبد الكريم العبيدي وإخراج أحمد حسن موسى، في حين جسد أحداث المسرحية كل من الفنان المبدع عزيز خيون والفنانة الرائعة سناء عبد الرحمن يشاركهما الفنان المتألق صلاح منسي.ولمن لا يعرف معنى كلمة (فوبيا) نقول إنها تعني… الخوف غير الطبيعي من شيء ما، فربما يكون الخوف من الأماكن المُرتفعة مثلاً أو ألخوف من الفشل أو ألخوف من رؤية الدم أو رؤية الظلام، لكن في هذه المسرحية تعني الخوف من الحياة بشكل عام… الحياة بكل ما فيها من تناقضات وآلام ومُعاناة وقهر وحزن، نعم إنه الخوف من الفقر، الخوف من الموت الذي يتربصنا في كل لحظة من حياتنا اليومية من خلال المفخخات والتفجيرات والإغتيالات، فهل هناك فوبيا أكبر من هذه الاحتمالات؟!نعم… مسرحية (فوبيا) وكما قال عنها المشرف العام الدكتور نوفل أبو رغيف مدير عام دائرة السينما والمسرح (إنها رحلة في لغة الموت المُزمن والمشهد المأهول بالإحتمالات، بدءاً من علاقة المؤسسة اﻷمنية القامعة بألمواطن وإلزام الناس بأفكار الأفاق الحزبية قسراً، مروراً بألحصارات وأحلام العمال المهدورة وحقوق المرأة التي لم تنضج بعد… وليس إنتهاء بألمفخخات العمياء والتفجيرات المجنونة وحصاد الأرواح…).هكذا هي رحلة هذه المسرحية ألتي تابعناها بشغف كبير وأحسسنا بألخوف من واقع حياتنا اليومية، لكن مع كل خوف لابد ان يكون هناك بصيص نور يجعلنا نتمسك بألحياة ويبدد خوفنا وقلقنا، نعم انه الأمل الذي ننتظره ليخلصنا من معاناتنا وألمنا وحزننا.بقي أن نقول إن سر نجاح مسرحية (فوبيا) هو إبداع وتألق شخوص المسرحية ألذين جسدوا أدوارهم بكل إتقان ومهنية وخاصة الفنان عزيز خيون والفنانة سناء عبد الرحمن يشاركهما المبدع صلاح منسي.