بغداد/شبكة أخبار العراق- قال محدثي، وهو يتباهى بانعدام الرقابة على الإعلام: ان عدد فضائياتنا يتجاوز خمس مرات أو اكثر عدد محافظات العراق، وقال مرة أخرى لا توجد حرية للإعلام في أي بلد آخر بمثل ما هي في العراق. ولكن محدثي نسي أن يقول لي: ان عدد الأحزاب العلنية والسرية في العراق يفوق عدد الأحزاب في كل الدول العربية، ومصر وتونس مجتمعة، فلدينا أكثر من 120 منظمة وحزباً ومؤسسة سياسية، لا يرتبط الكثير منها بالدولة، ولم يحصل على مشروعية العمل الدستوري. فكيف لا نجد والمال العام مباح مثل هذا العدد من الفضائيات؟ وكيف تكون الرقابة فاعلة إذا كان بعض هذا العدد من الأحزاب والمنظمات لا يلتزم بمركزية إعلام الدولة؟.لا أدعو في هذه العجالة إلى تكبيل حرية الإعلام، ولا إلى الرقابة، فقد عانينا منها كثيرًا، ولكني أدعو اصحاب الفضايات أن يتمنهجوا بمهمات ظروف العراق الحالية، وهي تجنيد كل الطاقات لهزيمة التكفيريين “الدواعش”، ومثل هذا الخطاب نجده في كل الفضائيات، ولكن لايقال إلا من وجهة نظر من يشرف على هذه الفضائيات، من ثم وبالتالي تعدد الآراء ولم نحصل على خطاب مركزي متضايف. مهمة الفضائيات التي تبث من أرض العراق وسمائه، أن يكون لها خطاب متقارب لا نقول موحدًا لاسيما أن خطاب العدو الإعلامي تقني وماهر وموحد.لست ضد أن تكون لكل فضائية ايديولوجيتها الخاصة، وبذلك تروج لخطابها السياسي، هذا حق مشروع، ولكن الحقَّ الأكثر مشروعية هو أن يكون خطابها مكملًا مع غيرها للخطاب الوطني في مواقفه المصيرية، هذا الموقف لا يطرح رؤية أصحاب الفضائية فقط، إنما يطرح رؤية الموقف الوطني الذي يفرض على كلِّ فضائيّة موقفًا موحدًا.قد يكون من باب التنبيه الستراتيجي، أن يكون ثمة مؤتمر للإعلاميين المسؤولين عن الفضائيات،هؤلاء الذين يطرحون للمشاهد العراقي أيديولوجيات مختلفة، وبالتالي ستكون الاستجابة مختلفة أيضًا، مما يقوي الموقف الموحد للرأي العام، مؤتمرلا يبتدئ بالمصافحة وينتهي بها، إنما يبدأ بمشروعات ورؤى مختلفة، لينتهي بمشروع وطني متقارب، ولا نقول متفق على كل ما فيه، المؤتمر الوطني يمهّد ولو بحدود لوضع ستراتيجية إعلامية شاملة تنسق ليس مع فضائيات الداخل، إنما مع الإعلام العربي والعالمي، منطلقين من الحشد الدولي والعربي لمساندة العراق في حربه ضد الإرهاب، هذا المنطلق يجعل إعلامنا يفكر بما هو أبعد من الخطاب المحلي الذي لا يختلف عليه اثنان من أنه خطاب تعبوي ثقافي، ولكن يؤسس لمهمة دولية للإعلام العراقي، عبر أن يكون خطابًا تحليليًّا وتركيبيًّا، أي أن يفكك ثقافة وايديولوجية العدو. ومن ثم يعيد بناءها كي يتمكن بآليات إعلامية وثقافية مختبرة، تدميره وتقويضه. عندها ستكون للمؤتمر الوطني للإعلام مصادر ثقافية أوسع من مصادر خطابه المحلي، لاسيما أن الخصوصية البيئية والجغرافية واللغوية التي يتمتع بها الإعلام العراقي، وهو يؤسس مفردات إعلامه على وضوح لغة وبيئة وجغرافية العدو، تمكنه من أن يعمم ستراتيجيته وثقافته ودوره عالميّأ، ما نحصل عليه آنيّا ومستقبلًا سيكون أكثر من هزيمة عدو بات واضحًا أنه يجمع أسلابه ليهرب.
فضائياتنا اكثرمن خمس مرات عدد محافظات العراق
آخر تحديث: