حمزة مصطفى
لم يدر بخلد رائد الفضاء الأميركي نيل نيل ارمسترونغ كأول إنسان تطأ قدماه سطح القمر أن يكون له بعد أربعة عقود من الزمن نظراء تتراوح أعدادهم بين الخمسين الفا كحد أدنى وربما أكثر من 250 الف والحبل على الجرار ومن بلد واحد إسمه العراق. وفيما لم يحصل أرمسترونغ من مكافأة لهبوطه الجبارعلى سطح القمر سوى على ميدالية الحرية الرئاسية من قبل الرئيس الأميركي آنذاك ريتشارد نيكسون , فإن زملاءه , فضائيو العراق نهبوا أموال البلاد والعباد وبمئات مليارات الدولارات دون أن يكلف أحدهم نفسه الهبوط على سطح تلة صغيرة. العالم لايزال يتذكر الجملة التي اطلقها ارمسترونغ حين كان “يمشي واثق الخطوة ملكا” على سطح القمر وهي “خطوة صغيرة لأنسان لكنها قفزة عظيمةللبشرية” فإنه أرسل بعدها بثوان رسالة بقيت مبهمة أكثر من ربع قرن وهي ” حظ سعيد سيد كورسكي”. الكثير من الناس لم يفهموا مغزى هذه الرسالة لاسيما إنه لم يكن من بين العاملين في برنامج الفضاء الأميركية أو الروسية المنافسة لها آنذاك أحد بهذا الأسم. وطالما سئل أرمسترونغ فيما بعد وعلى مدى سنوات عن فحوى رسالته الغامضة تلك لكنه كان يكتفي بالإبتسامة ولم يجب حتى عام 1995 حين سأله أحد الصحفيين عما يقصده بالحظ السعيد لكورسكي فقال ارمسترونغ .. الآن سوف أجيب لأن السيد كورسكي قد مات. وبدأ نيل يسرد الحكاية التالية: في عام 1938 وعندما كنت طفلا صغيرأ كنت العب مع اخي الاصغر مني ذات يوم لعبة البيسبول في الفناء الخلفي للدار. وكنت قد ضربت الكرة بقوة فوقعت في بيت الجيران وبالذات عند نافذة نومهم. كان هذا الجار هو كورسكي وعائلته. يضيف ارمسترونغ قائلا حين انحنيت لإلتقاط الكرة سمعت زوجة كورسكي تصيح بزوجها قائلة “جنس .. هل تريد الجنس؟” ستحصل عليه عندما نرى أبن الجيران هذا يمشي على القمر. يبدو ان هذه العبارة ترسخت في لاوعي نيل. وبالفعل وبعد 31 عامأ فقط من هذه الحكاية مشى أرمسترونغ فعلأ على سطح القمر. ولأن شر التوقعات ما يضحك وليس “البلاوي الزركة” فقط فإننا وإن كنا لا نعرف إن كان عاش السيد كورسكي ليلة سعيدة يوم العاشر من تموز عام 1969 حين مشى ارمسترونغ على سطح القمر , فإنني اتوقع أن السيدة كورسكي ندمت كثيرا على ما قالته لزوجها الذي حقق أمنيته بعد 31 عاما لأنها كان يتعين عليها أن تقول له .. لن تحصل على ماتريد حتى يظهر ربع مليون رائد فضاء في بلد ما بين النهرين مهمتهم الوحيدة هي ليس غزو القمر او زحل او المشتري او بل غزو جيوب الارامل واليتامى والفقراء والمشي على جثث الضحايا.