فوضى التصريحات وغياب الشفافية !

فوضى التصريحات وغياب الشفافية !
آخر تحديث:

بقلم:عامر القيسي

كالعادة لانعرف حقيقة مايجري في هذي البلاد كمواطنين ، تنزل المصائب على رؤوسنا ، فلانفهم منها غير اللجان التحقيقية التي ينساها الجميع بما في ذلك الحكومة والبرلمان والناس أجمعين كما في قصة الحلاّق الثرثار ، والسبب بكل بساطة لأننا نتدخل بما لاشأن لنا به ، والحقيقة هي إننا أصحاب الشأن الأول والأخير في هذه المصائب لأننا في النهاية سندفع فاتورتها الثقيلة !

الحرائق التي إجتاحت البلاد ..

الحكومة التي لم تستكمل بعد وبقيت بلا تربية ..

مجيء ترامب وخروجه وسط جعجعة شعارات السيادة الوطنية..

الفاسدون والمفسدون الذين يخرجون كالشعرة من العجين، من قاعات المحاكم الى المطارات محلّقين بما حمل الجمل ، فتوضع ملفاتهم الملوثة بالفساد في أدراج سرّية منسيّة ..

الغارقون في الفساد يصبحون بقدرة قادر من أنشط المدافعين عن ” حقوق ” هذا الشعب المهضوم..

عمالقة المخدرات التي لايستطيع أكبر ضباط البلاد التحرش بهم وإعتقالهم معلنين ذلك علناً على رؤوس الاشهاد..

الناس التي تغيب فجأة وتنقطع أخبارهم ..

الإغتيالات التي تقيّد ضد مجهول ..

ثروات البلاد التي تهرّب لعيون الأصدقاء والأشقاء معاً..

العساكر الغرباء النائمون على صدورنا ..!

قوانين تقرّ وتشرّع ولايعرف المواطن بنودها ولايفهم معاني صياغاتها ولا أسباب تشريعها ولاأهميتها لحياته الآن وفي المستقبل، والأكثر فجائعية ، إن نصف نوّاب الشعب حالهم كحال المواطن يسمعون ببعض التشريعات وهم يقلّبون الصحف البائتة في مقاعد المسؤولين بطائرات تنقلهم الى بلاد الله الهادئة بعيداً عن ضجيج الوطن !!

وأخيراً وليس آخراً قصف معسكر للحشد الشعبي ..

الحكومة تقول طائرات مسيّرة وقنبلة يدوية !

الحشد يقول قضية داخلية وتفجير عادي !

المحللون يقولون الأميركان وإسرائيل إستمراراً لعقلية المؤامرة التي نعلق مصائبنا على مشاجبها !

والمواطن يصدق كل شيء ولايصدّقه ..لأنه بكل بساطة ، مواطن مغيّب إلا وقت صناديق الإقتراع ، يعترف به الجميع ثم ينسونه في ذاكرتهم حتى يحين زمن إستخدامه القادم كورقة كلينكس !

بضاعة لاقيمة لها إلا في وقتها ، وفي نظر المتنفذين ، بضاعة لاتستحق التقليب إلا حين تسويقها ..!

دائما هناك فوضى في بيانات الحكومة وهي إنعكاس لفوضى اللادولة أو شبه دولة أو مشروع الدولة المؤجل الى حين من باب الإنصاف !

غياب الشفافية وكشف الحقائق أمامنا واحدة من أكبر عقد العلاقة بين المواطن والسلطة ، سلطتنا تحديداً التي تشكو ،كما الأطفال اليتامى، من عدم ثقة الشارع بها !

لكن السؤال الذي تخشى الإجابة عليه :

لماذا لايثق بها المواطن ؟

الإجابة على هذا السؤال تكشف المغطى والمستور وغير المسموح به والمطلوب ، سلطوياً ، إخفاءه وتضليل الناس الى دروب أفكار تزيد الفوضى غموضاً وخوضاً في المساحات الهلامية من التفكير والتحليل ..

غياب الشفافية هو الطريق السليم الى الفوضى ..

غياب الشفافية هو الطريق النموذجي لتعزيز عدم ثقة الشارع بالسلطة ، أي سلطة كانت !

غياب الشفافية هو طريق إطلاق رصاصة الرحمة على بقايا ديمقراطية نائمة فوق صناديق الإقتراع القابلة للحرق والتبديل والتزوير وتبادل المنافع الضيّقة !!

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *