في العراق الفساد زراعة لا تعرف العطش وسراكيلها اصحاب الدولة العميقةً هل يستطيع عادل عبد المهدي اقتحام غرف السراكيل ؟!
آخر تحديث:
بقلم:علاء السلامي
بعد احتلال العراق انطلق الفسادوحشا صغيرا وبعد تسلم الاحزاب الدينية سدة الحكم اصبح الفساد وحشا كبيراً عملاقا وتحول الى أخطبوط امتدت أذرعه الى كل مفاصل الدولة ثم تحول لى ثقافة جعلت من العراق يرقص رقصة الموت بعد ان امتد الفساد الى كل مفاصل الدولة بدءاً بالاقتصاد وينتهي بأزمات تعصف بالقطاعات الاخرى التعليم والصحة والاجتماعية
الفساد اصبح ثقافة تحول الموظف المكلف بخدمة عامة يستخدم كل الاساليب والطرق المغرضة للنصب والاحتيال والرشوة لتعطيل المشاريع التي لها مساس بحياة المواطن وخاصة في موضوع الخدمات فاول اول ما يخطر بباله اذا عرض عليه مشروع خدمي او استثماري اول ماسيسأل عنه قبل المباشرة لعمله الاعتيادي كم سيأتيه من هذا المشروع
والسؤال الكبير هل المشكلة بالفساد ام في الدولة ؟
المسؤولة عن الفساد وحمايته ورعايته وتحويله الى ثقافة هي الدولة يقول الفيلسوف بلوغي جيك وهو ناقد سلوفيني قال( تذكروا ليست المشكلة بالفساد والطمع المشكلة في النظام الذي يدفعك دفعا لتكون فاسداً)
الاحزاب التي تعاقبت على السلطة كونت منظومة متكاملة من الفساد واصبحت هذه المنظومة تدار من قبل الدولة العميقةً التي تمتلك المناصب العليا والمال وتسيطر على القضاء ولها اجنحة مسلحة وتسيطر على الأجهزة الأمنية تعاقب كل من يتصدى للفساد والفاسدين اما بالطرد من الوظيفة او التهميش او الاعتقال والتعذيب
ان تفضح فساد الدولة العميقة فهذا سلوك يؤدي بحياتك واذا ما خرج المواطنين بتظاهرات يطالبون بكشف اسماء الفاسدين ومحاكمتهم يتهمون بالتخوين او بالمخربين او بالبعثيين
تمتلك الدولة العميقة أبواقاً من الكتاب والإعلاميين والجيوش الإلكترونية والفضائيات يحتلون صدارة المشهد بالدفاع عن احزاب الدولة العميقة ومليشياتها وقد اعتادوا على مسح أحذيتهم ولم تسمع منهم صوتا وابتلعوا السنتهم عندما يتم تصفية الصحفيين والكتاب الذين يتصدون للفساد والظلم والاستبداد والعمالة لايران بعد ان وضعوا قطعة على ظهورهم للبيع مقابل امتيازات فتمكنت الدولة العميقة من شرائهم وبضاعتهم
ويساند منظومة الفساد رجال دين يتحدثون عن المبادئ الاسلامية ومحاربة الفساد الفساد شيء وما هو واقع وحادث من هذا المسؤول او ذاك امر اخر لن نجد فاسدا يبرر الفساد ولا لص يحاول في كون السرقة امر معيبا بل ان الفاسدين هم الاكثر قدرة على انتقاد الفساد والدعوة الى تطهيره
ساهم رجال الدين في مساندة منظومة الفساد من خلال تجهيل المحتمع وغرس البدع والخرافات والطائفية في عقله وتحت غطاء الدين والمذهب والتغاضي عن افة كبيره هي المخدرات لتغييب عقول الشباب لانهم يدركون ان الشعب الجاهل يتيح سلطة فاسدة مستبدة والشعب الواعي المتنور ينتج سلطة او دولة متحضرة
نعود الى عنوان الموضوع هل بستطيع عادل عبد المهدي من خلال لجنته ان يبلور تشريعات قانونية غير قابلة للتأويل ليدخل اليها الفاسدين الأخذ بالمال العام بطرق غير شرعية ومن دون وجه حق هل يستطيع ان يأخذ بيد من سرق المليارات ليضعه خلف القضبان خاصة وانهم مكشوفين ام انها عملية لأكل عقل المواطن الذي اصبح يعي ان الفساد لا ينتهي الا عندما تنتهي الدولة العميقة التي تتجنبها كل الأجهزة الرقابية من نزاهة الى النزاهه البرلمانيه وحتى القضاء