قادة العراق ( مرجفون ) وفي كل عرس يرقصون ..!!
خالد القره غولي
الإنباء والأخبار تعكس بوضوح مدى تكلّس العقل العراقي ، على المستويين الرسمي والشعبي ، المعتدل منه والممانع ، وتفسر أسباب حالة التردي التي وصلت إليها الأمة العراقية في الوقت الراهن الرئيس العراقي مام جلال مريض ، وطبيعة مرضه ما زالت من أسرار الدولة ، والعاهل العراقي الجديد نوري دبيلو المالكي في معسكر آخر غير المعسكر الذي يقف فيه الرئيس العراقي الطالباني سواء من حيث السن ( الفارق كبير ) أو من حيث السياسة ، فكيف في ظل مثل هذه التناقضات الواضحة للعيان يمكن لهؤلاء أن يقودوا المنطقة مجدداً.الدولة العراقية الجديدة تتحلل بفعل الفراغ الخطير في قمتها ، وحالة الشلل التي أصابت معظم مفاصلها ، وإذا كانت غير قادرة على مواجهة مشاكلها الداخلية المتفاقمة ، فكيف يمكن ان نتوقع منها حل أو المشاركة في حل أي مشكلة إقليمية أخرى ؟لا أحد منا نحن معشر العراقيون يعرف حالياً من هو صاحب القرار في البلاد هل هو الرئيس نفسه الذي يعيش حالياً فترة نقاهة بعد عملية جراحية للتعاطي مع مرض ما زالت طبيعته غامضة أم المجلس المصغر للأمانة العامة للحزب الحاكم حزب الدعوة أو بالأصح دولة ما تسمى بالقانون ، أم اللجان الثلاثية والرباعية والخماسية إلى …الخ .من وزير الدفاع وكالة ( الدليمي سعدون ) ووزير الداخلية وكالة ( الاسدي ) ورئيس المخابرات وكالة ووووكالة إلى … الخ بالوكالة البلد بدون نائب للرئيس منذ فترة ليست قصيرة ، وأعضاء في الحزب الحاكم من النواب والنائبات يهددون ، بوقاحة غير مسبوقة ويتهجمون قيمة الشعب العراقي ويتطفلون ويطلقون بكلمات نابية على الطائفة الأخرى ومع الأسف الشديد . يطلقون النار على المتظاهرين المطالبين بالتغيير، ونصف الشعب العراقي اليوم يعيشون تحت خط الفقر، اي اقل من دولارين يومياً، ونصف هؤلاء اقل من دولار في اليوم.النظام الحالي قال أن حرب 2003 هي آخر الحروب ، ووقع معاهدة سلام وتعاون امني مع أمريكا عدوة الشعوب ، من اجل التركيز على توفير احتياجات الشعب العراقي الأساسية ،والنهوض بمستواه المعيشي ، وتحسين الخدمات الطبية والتعليمية والإسكانية ، وهذا حق مشروع لا يجادل فيه احد ، ولكن هل تحققت هذه الأهداف ، أو أي منها ،بعد عشرة سنوات عاماً من تبنيها ؟وتتحدث الصحف العراقية اليوم عن انفجار وشيك في العراق منذ عشر سنوات تقريباً ، ولكن هذا الانفجار لم يحدث عندما وجد الشعب العراقي نفسه يبحث عن رغيف الخبز في الأفران دون أن يجده ،والآن وبعد أن تقزم هذا الرغيف واضمحل وزنه وشكله ، أصبح هذا الشعب مهددا بنقص في مياه الشرب والطاقة والخدمات الأساسية .خوض الحروب التي يطالب بها البعض من قادة العراق الجدي يتطلب جيوشاً قوية ، وقيادة قوية نفسياً وجسدياً وسياسياً، وتوافقاً إقليميا، وظروفاً دولية ملائمة ، وعمقاً عربياً داعماً ، فهل تتوفر جميع هذه الشروط أو نصفها في العراق وقيادتها وجيشها ؟فإذا كانت علاقات العراق مع دول الجوار سيئة وفي أفضل الأحوال فاترة قطيعة مع تركيا، وبرود مع السعودية وقطر ، وغموض مع الأردن ، والله وحده يعلم حالها مع إيران الحبيبة .مشكلة العراق اليوم الحقيقية تتمثل في إسقاط قيادتها ، والتمسك بها في وقت احتقرها، ولا نقول انتهكها فقط الطرف الآخر .لا نريد أن ننكأ جراح الماضي ، ونوجه اللوم الى القيادة المصرية ، ونركز على أخطائها الإستراتيجية على مدى ثلاثين عاماً من حكمها، وما أكثرها ،واعتمادها خيار الصفر كنهج عمل ، لتجنب الأخطاء ( ووجع الرأس ) فهذا بات معروفاً ،ولكن ما نريده هو أن يتحرك العراق وينهض من جديد ، ونصلح بيتنا من الداخل ، ويستعيد العراق الدور الريادي من خلال قيادة قوية تنهي التحالف والتخالف الحالي بين السلطة وقوى الفساد ،وترمم علاقاتها مع دول الجوار العربي على أسس المصالح ، وليس على أساس روابط الدين والعقيدة والقومية ، حتى لا يتهمنا احد بأننا نريد جر العراق إلى الحروب نيابة عن العرب.العرب يجب أن يقفوا إلى جانب دولة العراق في إي تحرك تختاره للحفاظ على حقوقها كاملة، مثلما وقفت معهم وبرجولة في كل حروبهم .