عندما نستعرض دور ومسيرة رجالات العراق في عملية البناء والنهوض، وفي ميادين الدفاع عن أرضه ووحدته وسيادته واستقلاله، فإننا نتوقف عند نماذج مختارة من هؤلاء الرجال ونذكرهم بفخر واعتزاز.
ومنذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 بدءًا بالعهد الملكي، ومرورا بالعهود الجمهورية، وصولا إلى مرحلة ما بعد الاحتلال، تعاقب على حكم العراق رجال منهم من حافظ على وحدته ودافع عن سيادته، وتكريس ثروته لسعادة العراقيين، فيما أخفق آخرون في هذه المهمة الوطنية التي ألحقت الأذى بالشعب إلى حدِّ تجويعه ومصادرة حقوقه ونهب ثرواته.
وعندما نقارن بين مهمة ودور هؤلاء الرجال في تاريخ العراق، فإننا نتوقف عند كوكبة مخلصة ومضيئة من رجالات العراق الذين انتخوا لخدمة شعبهم، وكرسوا مناصبهم لسعادته بإرادة تحدت المستحيل متجاوزين العراقيل ومحددات الحصار الظالم.
هذه الكوكبة التي نتحدث عنها هم بين مئات بل آلاف المبدعين في سوح العمل والبناء وميادين القتال كنموذج هم (وزير التجارة الأسبق محمد مهدي صالح ووزير النقل والمواصلات الراحل أحمد مرتضى أحمد ووزير النفط عصام الجلبي) كنموذج مشرق في مسيرة العراق. ولا نغفل الآلاف الذين أسهموا في إعلاء صرح العراق والدفاع عنه والحفاظ على ثرواته كانوا جنودا في شتى ميادين العمل والإبداع وسوح المعارك، لكننا أخذنا عيِّنة منهم يقابلها طبقة نموذج من رجال فشلوا في هذه المهمة، وأدخلوا العراق في الخانق الذي يتخبط به منذ الاحتلال وحتى الآن، الأمر الذي يبرز دور هذه الكوكبة المضيئة من نخب وكفاءات العراق في الاضطلاع بدورها الوطني في أي عملية تغيير، وهم المشهود بنزاهتهم وبدورهم وإخلاصهم في عملية الإصلاح الشاملة، وإرساء قاعدة النهوض التي يتطلع إلى تحقيقها العراقيون في وضع الشخص المناسب في المكان المناسب؛ لأن مسيرة وتاريخ هذه الكوكبة تؤهلهم للاضطلاع بدورهم الوطني، وأن النجاحات التي حققوها في مواقعهم السابقة الدليل على قدرتهم على تحقيق المزيد لتجاوز فشل من سبقهم في هذه المواقع.
وعندما نتحدث عن مهمة ونجاح الكوكبة المختارة من رجالات العراق لا ننسى دور وزير التجارة الأسبق محمد مهدي صالح الذي حول البطاقة التموينية إلى سلاح عراقي في مواجهة حصار التجويع المفروض على العراق بتأمين غداء العراقيين عبر سلة مليئة بمفردات غنية تصل إلى 20 مادة تلبِّي إلى حدٍّ كبير متطلبات العائلة العراقية تراجعت بفعل الفساد بعد الاحتلال إلى 6 مفردات ضعيفة بعد تسلل الفساد إلى قوت الشعب.
أما ثاني هذه الكوكبة المضيئة فهو الراحل وزير النقل والمواصلات أحمد مرتضى أحمد الذي اضطلعت وزارته بتأمين عقد الاتصالات وديمومتها للجهد العسكري في أخطر الظروف لمواجهة عمليات التشويش واستهداف العاملين في هذا القطاع الذين تحدوا الصعاب لتأمين شبكة الاتصالات المدنية أيضا، كما اضطلعت الوزارة بتأمين نقل قوات الشعب إلى مستحقيها عبر أسطول النقل رغم استهدافه، وكان الوزير يشرف ميدانيا على تنفيذ مهمة وزارته عبر وجوده في أخطر أماكن العمل.
والحديث عن الكوكبة المضيئة الثالثة (وزير النفط الأسبق عصام الجلبي) يدعونا للفخر عن دوره المشهود في تطوير قطاع النفط والغاز، وإقامة المشاريع الاستراتيجية وإبلاغ صادرات العراق النفطية إلى معدلات غير مسبوقة، فضلا عن تنويع مصادر تصدير النفط العراقي إلى الخارج في تحسب استباقي للحفاظ على ديمومة استمرار تدفق النفط للخارج لتكريس الأموال لسعادة العراقيين، وإقامة المشاريع المنتجة في قطاع النفط والغاز.
ونختم بالقول: ستبقى آلاف الكواكب المضيئة في سماء العراق من المبدعين الأوائل شاهد حي على تجربة شعب ستظل أسماؤهم تضيء ظلام التخلف تحكي قصة شعب أبي لم تنل منه معاول الهدم والتخلف.