لا تلمهم بل أنت الملام … بقلم حميدة مكي ألسعيدي

لا تلمهم بل أنت الملام … بقلم حميدة مكي ألسعيدي
آخر تحديث:
في البدء اشد على أيدي كل أعضاء مجالس المحافظات لنجاحاتهم الكثيرة والكبيرة التي حققوها للمواطن العراقي من خدمات خاصة المجاري ما شاء الله أصبحت محافظات العراق طبعآ ما عدا إقليم كردستان أهوار طبيعية لا تحتاج سوى اسماك ومشا حيف للصيد إما منازل الفقراء فقد تهاوت عليهم بعد أول زخت مطر فأصبحوا لاجئون مشردون لا يعرفون أين يذهبون والمجالس ولجانها الموقرة في صمت مستمر لا يفعلون سوى شيء واحد يقيلون مدير البلدية الذي ينتمي إلى الحزب الفلاني ويأتون بمدير جديد من حزب أخر وهكذا مع بقية الدوائر .
طبعآ أصبحت دوائر الدولة عبارة عن دولة مصغرة وطبق فيها مبدأ المحاصصة فالمدير يجب إن يكون من حزب (س) مثلآ إذن لا بد إن يكون معاونيه واحد من حزب (ص) والأخر من حزب(ض) وهكذا تستمر الحكاية ويتبدل المدراء مع كل دورة انتخابية وتتوزع الدوائر على الأحزاب خاصة الفائزة .
إما اهتمامات أعضاء مجالس المحافظات بعد الفوز فليس للمواطن فيها مكان  لا من بعيد ولا من قريب لا يدخل ضمن حساباتهم بل إن ما يدخل ضمن حساباتهم نوع السيارات عدد إفراد الحمايات طبعات يعينون وفق القرابة لعضو مجلس المحافظة النثريات المخصصات السلف العمولات خاصة من المشاريع التي تعطى للمقاولين يعني بالعامية (لك ولي) طبعآ يستأهلون يبذلون جهدآ مضاعفآ في خدمة المواطنين على طول النهار والليل يعملون يتفقدون المواطنين يتأسفون لحالهم من خلال وجودهم في المجلس لأنهم لا يخرجون يخافون من الحسد ويخافون التعب في الوقت نفسه .
بعد أشهر سينقضي عام على تشكيل مجالس المحافظات التي لم تأتي بجديد بل بقي الحال على ما هو علية نفس العصابات ونفس الأحزاب تدخل المجلس في كل دورة حتى الجدد منهم يسيرون على نفس المنهج  , وبعد عشر سنوات من تغير الحكم لا تغير في حياة المواطن العراق دورة بعد أخرى ونفس الأحزاب تسيطر من اجل النهب والسلب لا من اجل خدمة من أنهكهم ظلم النظام الجائر , شكلوا لجان وترئس هذا الجان أعضاء المجلس الجديد لكن هنالك سؤال يطرح نفسه ماذا فعلت لجانهم الموقرة بعد استلامها المسؤوليات والمهام هل تفقدوا أحوال الناس هل اطلعوا على معاناتهم هل كلفوا أنفسهم وخرجوا إلى الشارع وواجهوا المواطن وجهآ لوجه أم فقط معممون منقبات متسلمون وليسوا مسلمون ختموا على جباههم أختام سوداء لكثرة الصلوات طبعآ واخذوا يسرقون بأسم الدين . كلامي ليس من وحي الخيال بل الحقيقة بعينها فقد زرت يومآ من الأيام احد المجالس أتعرفون ماذا وجدت طبعآ ستصدمون عندما أحدثكم , وجدت رؤساء الجان كالملوك على العروش مكاتب مرفهة المرطبات والحلويات طبعآ متوفرة والحاشية حولهم من الأقارب والأصدقاء دخلت عدة لجان فرئيت العجب أناس لا يمتلكون من الثقافة والعلم والإنسانية ما يؤهلهم لاستلام تلك الجان فقط شيء واحد أهلهم لتسلم هذا المناصب هو انتمائهم لأحزاب متنفذة في البلد وهذا هو شر البلية .
إذن من صوت لهم ومن لم يخرج ليصوت واعني المواطن العراقي وكذلك الحزب الذي رشح هولاء الكل يتحمل كل تبعات ما يحدث في مجالس المحافظات ويتحمل كل سلبياتهم وسرقاتهم . اليوم تهدمت البيوت وشرد الناس وأصبحت المحافظات أهوار وماذا بعد ألمطره الثانية . كفاكم نهبآ كفاكم نوما في المكاتب والقصور ارتقوا بالدين الذي تنتمون له والذي تأخذونه ذريعة لكل أفعالكم . اليوم نحن نعيش فاجعة الحسين الذي ضحى بكل ما يملك من اجل الدين والمبادئ والقيم اليوم انتم تذهبون إلى المواكب من اجل الرياء والتقاط الصور لتقولوا للناس نحن حسينيون كفاكم نفاق اقتدوا بالإمام من خلال خدمتكم للناس الفقراء من اجل تحليل ما تأخذونه من رواتب ومخصصات كفاكم تفاق ودجل فقد ملئتم النفس قيحا يا من تاجرتم بقضية الإمام لتأخذوها غطاء لأفعالكم .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *