إنزعج غالبية السياسيين من الدعوات الوطنية الصادقة والحريصة والتي طالبت الجانب السعودي بعدم دفع أموال تشييد المدينة الرياضية الى أيادي الحكومة العراقية !!
هل المطالبة إهانة للعراق كبلد أم إهانة للطبقة السياسية المتنفذة والحاكمة في البلاد؟
حتى لايحاول متنطع أن يخلط الأوراق علينا ويضع العراق والحكومة في سلّة واحدة ، نقول إن العراق كبلد غير هذه الطبقة السياسية التي تحكم البلاد ب20% فقط من أصوات العراقيين !
ونقول نعم ، هي إهانة ولكن للطبقة السياسية التي ثخن جلدها فلم تعد تشعر بالإهانات منذ مؤتمر الكويت للمانحين ، والذي لم يتسلم العراق حتى الآن ديناراً واحداً من وعود المانحين فيه !
والسبب ؟
لايحتاج الجواب الى كثير ذكاء وحذلقة وفطنة :
لاثقة للمانحين في وضع أموالهم بيد اللصوص !!
ولكن لماذا الإنزعاج ؟
أنا أستغرب من هذا الإنزعاج المسرحي والمفضوح ، ذلك إن منظمات دولية رصينة ومحايدة ومنذ ستة عشر عاماً تضع العراق في ذيل قائمة الدول الأكثر فساداً في العالم ..
وأستغرب من هذا الإنزعاج السياسي ، ذلك إن قادة البلاد يعترفون علناً بأن الفساد أصبح ثقافة الطبقة السياسية التي نقلت جرثومته الى قاع المجتمع العراقي !
وانا أستغرب الانزعاج وهذه الطبقة تنتج لنا بين فترة واخرى مؤسسة أو هيئة لمحاربة الفساد وآخرها مجلس مكافحة الفساد الذي شكّله السيد عبد المهدي كدلالة لاتقبل النقض والطعن على إستشراء الفساد السرطاني في جسد هذه الطبقة السياسية التي تشبه نار الآخرة التي تقول “هل من مزيد ” ..
والسؤال الأهم هو :
الذين يسرقون دعم ومساعدات وتخصيصات للنازحين في بلواهم وكوارثهم وفواجعهم ، هل سيعز عليهم سرقة أموال غير عراقية لبناء مدينة رياضية !
ايها السادة المحتجون ، هي إهانة بكل معنى الكلمة والتفسير والتأويل ، لكنها ليس إهانة للعراق ولا للعراقيين كشعب أنهكته وأتعبته ودمّرته هذه الطبقة السياسية التي على المنصف أن يقول :
إن الاهانة موجهة الى هذه الطبقة الفاسدة الرثة وليس للعراق والعراقيين !!
وهي حالة تشبه حالة النظام السابق فالعراق لم يكن صدام وصدام لم يكن العراق ، وحين سقط نظامه قالوا “سقطت بغداد ” كي تكون مقولة ” اذا قال صدام قال العراق ” صحيحة كما أرادوها،والحقيقة هي ان نظام صدام الذي سقط وليس بغداد !
والسعوديون ليسوا بلهاء الى هذه الدرجة فيسلمون “البزون شحمه ” ويالها من شحمة دسمة ترفع مستويات الكولسترول ويسيل لها لعاب الهررة !
تعيب هذه الطبقة السياسية نشر الغسيل القذر أمام الأصدقاء والأشقاء ، ويالها من نكتة فاضحة وساذجة ومضللة (بكسر اللام الاولى ) وفوق كل هذه تدعو للسخرية في مشهد الكوميديا السوداء في البلاد ..
أي غسيل قذر لم تنشروه ولصوصكم منتشرون في عواصم العالم تلاحقهم دعاوى الفساد ومذكرات الأنتربول وفضائح سرقة المال العام ..مال الشعب الذي فضح “تمثيلكم” له في أسوأ عرض انتخابي في البلاد على مر تأريخه السياسي منذ تشكيل الدولة العراقية الحديثة !
كلا ايها السادة انتم ليس العراق كما إن العراق ليس أنتم ..
هي محطة قد يطول المكوث الممل والمكلف فيها حتى تتحرك عربات القطار ، وحين تتحرك سوف لن تجدوا لكم مكاناً فيها لانها ستسير فيي طريق غير طريقكم !!