بغداد/ شبكة أخبار العراق – كشف مصدر مطلع في الحكومة العراقية عن أن بعض مساعدي رئيس الوزراء نوري المالكي نجحوا في ترتيب لقاء بين السفيرين الإيراني والأميركي في بغداد حسن دانائي وستيفن بيكروفت في شهر شباط الماضي, والملف الاساسي الوحيد هو الأزمة السورية.وقال المصدر ان اللقاء تم في احد المقار المهمة التابعة للمالكي داخل المنطقة الخضراء المحصنة, وان السفيرين تبادلا الأفكار بشأن طريقة تسوية الصراع السوري وبعض المواقف الدولية الرامية لتسليح المعارضة السورية وتدخل أطراف ثالثة في هذا الصراع, كما تبادلا أيضاً الاتهامات في ما يتعلق بقيام عسكريين أميركيين بتدريب مسلحين سوريين والدعم الإيراني المتواصل عسكرياً إلى قوات النظام, وتوجه القيادة الايرانية لإقحام مقاتلي “حزب الله” اللبناني في المواجهات على الأرض في سورية.وأشار المصدر العراقي إلى ان لقاء دانائي – بيكروفت تطرق بشكل أساسي لملف مخازن السلاح الكيماوي السورية, حيث كان هناك حرص من الجانب الأميركي على الحصول على ضمانات إيرانية بعدم استعمال هذا السلاح داخل سورية وباتجاه بعض الدول الإقليمية التي يعتقد نظام الأسد أنها متورطة في مساندة الثوار.من جهته, طرح دانائي ملف الجماعات الدينية المتشددة كجبهة “النصرة” التي ترتبط بصلات قوية مع تنظيم “القاعدة” وتتلقى تمويلاً من دول إقليمية, وطلب من السفير الأميركي أن تمارس واشنطن ضغطاً على الدول التي تمول وتساند هذه الجماعات المتشددة.واعتبر المصدر العراقي ان رغبة المالكي في تعزيز الحوار بين طهران وواشنطن بشأن الملف السوري له غايتان: الأولى تتمثل بحرص رئيس الوزراء العراقي على ألا يساء فهم موقفه من الأزمة السورية لأنه يدرك ان بعض الدوائر في البيت الأبيض يتهمه بأنه يتموضع في المحور الإيراني – السوري وبأنه يقدم المزيد من الدعم لقوات الأسد من خلال السماح لإيران باستخدام أجواء وأراضي العراق في نقل السلاح والمقاتلين الى سورية. أما الغاية الثانية فتتعلق بمخاوف لدى المالكي من مرحلة ما بعد سقوط الاسد وسط توقعات بأن يسوء الوضع الأمني العراقي بشكل خطير للغاية وبالتالي يريد المالكي أن يتوصل الطرفان الأميركي والإيراني إلى تفاهمات معينة لخريطة حل في سورية بحيث لا ينتقل الصراع السوري في مرحلة لاحقة الى الداخل العراقي في اطار صراع اميركي – إيراني او صراع إيراني – تركي أو صراع إيراني – عربي.واستناداً الى المصدر العراقي, فإن المالكي يعتقد ان لقاء أميركياً – إيرانياً في بغداد سيسهم في حال تواصلت هذه اللقاءات ونجحت في الفترة القريبة المقبلة في وضع ترتيبات الحل في سورية وفي حماية مصالح العلويين السوريين, وفي إضعاف المحور الإقليمي الذي يضم دول الخليج العربية وتركيا والأردن ومصر.وشكك المصدر باستمرار اللقاءات بين دبلوماسيين إيرانيين وأميركيين في بغداد لأن هدف واشنطن وطهران من هكذا لقاءات هو الاستطلاع وليس الاتفاق.
لضمان دعم حكومة المالكي لبشار الأسد تحقق اللقاء الأمريكي الإيراني في بغداد
آخر تحديث: