لماذا ترد الميليشات الموالية لايران على الضربات الامريكية ولم ترد على ضربات اسرائيل

لماذا ترد الميليشات الموالية لايران على الضربات الامريكية ولم ترد على ضربات اسرائيل
آخر تحديث:

بقلم:طلال بركات

 القواعد الامريكية في سوريا والعراق محاطة كما هو معروف بعشرات من الفصائل المليشياوية التابعة لايران التي تقوم بمناسبة ومن غير مناسبة باطلاق الصواريخ على تلك القواعد،  مما يعني ان الجنود الامريكان والمعدات العسكرية في خطر لانها تحت مرمى النيران بالوقت ان امكانات امريكا اللوجستية وتفوقها العسكري يجعلها بالامكان ليس فقط ابعاد تلك الفصائل عنها وانما محيها من الوجود، بينما تتعامل امريكا مع تلك الضربات بحذر وتحاول التقليل من اهميتها بل وتغطي على خسائرها ولم تفصح عنها بمصداقية والاكثر من ذلك التصريح المخزي للمتحدثة باسم البنتاغون، جيسيكا ماكنولتي لقناة الحرة الذي ينم عن توسل وخضوع اثناء ردها على سؤال حول قرار الرئيس بايدن بتوجيه ضربات على الميليشيات التابعة لايران في سوريا والعراق بقولها نحن في العراق بدعوة من الحكومة العراقية لغرض وحيد هو مساعدة قوات الأمن في جهودها لهزيمة “داعش”.كأن داعش هي من تطلق الصواريخ على تلك القواعد .. والاكثر انبطاح قولها أن “هذا الرد العسكري ( المتكافئ ) تم بالتوازي مع إجراءات دبلوماسية ومشاورات مع شركاء التحالف المناهض للجهاديين في العراق وسوريا”.

على اساس ان الجهاديين ليس من صنيعة امريكا وايران .. نعم هكذا وضعت امريكا هيبتها وسمعتها وامكاناتها في مصاف فصائل مسلحة كأنها دولة عظمى غير قادرة على ردعها .. وهذا يجرنا الى التسائل لماذا امريكا تريد ان تبين انها عاجزة عن ردع تلك الفصائل وتتحاشى الرد عليها كانها البعبع المخيف الذي لا تقوى على مواجهته وهناك من يضخم في الاعلام بقدرات تلك الفصائل التي تتعامل مع امريكا الند بالند وضربة مقابل ضربات وبشكل أقسى وأشد، في الوقت الذي تخشى تلك الفصائل التقرب من اسرائيل التي اشبعتها كفخ حتى وصلت الى العمق الايراني ولم يتجرأ احد من الرد عليها،

وهنا يتجسد اوجه الخلاف بين الموقف الامريكي المتخاذل والموقف الاسرائيلي الذي تعتبره امريكا موقف معرقل لرؤيتها الجديدة اتجاه ايران في مباحثات فينا ومفسدة لما ترمي اليه من ايصال رسالة للمناوئين لإيران بأن امريكا عاجزة على ردع الميليشيات وتتحاشى المواجهة معها فكيف الحال المواجهة مع ايران .. هكذا تريد امريكا ان تخوّف دول المنطقة من امكانات ايران لجعلها البعبع الذي تبتز بة الاخرين، وهي من تحت الطاولة في مباحثات فينا تهيئ لها سبل الاستقواء في رفع مفاصل مهمة من العقوبات لتزيد من امكانياتها المالية كما حصل في عهد اوباما لتوسيع قاعدة تحركاتها العدوانية في المنطقة .. مما يعني هناك منافسة بين امريكا التي تسعى الى ابتزاز دول المنطقة بتضخيم قوة ايران، واسرائيل التي همها التطبيع مع العرب من خلال تشددها في تحجيم قوة ايران ..

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *