لماذا تهديدات إيران و تركيا للعراق..؟

لماذا تهديدات إيران و تركيا للعراق..؟
آخر تحديث:

بقلم:عبد الجبار الجبوري

تشكّل التهديدات الإيرانية – التركية  لإجتياح الآراضي العراقية في وقت واحد،سابقة خطيرة،حيث أطلق قائد فيلق القدس الايراني اسماعيل قاآني، بعد زيارة خاطفة سلّم خلالها تحذيراً شديدة اللهّجة، لحكومة وقادة بغداد،تصريحاً هذا اليوم ،يحذر فيه الى عملية عسكرية برية على اقليم كردستان، ((مالم يحصن الجيش العراقي الحدود المشتركة ،ضد الجماعات المعارضة الكردية))،مطالباً( بنزع سلاح الجماعات الكردية المعارضة لايران)،وهذا التهّديد يضع حكومة السوداني في مآزق كبير، أمام الرأي العام،في حين حذرّت الولايات المتحدة الامريكية ببيان في قنصليتها بأربيل ، رعاياها من السفر الى العراق وسوريا،تحسباً لما سمّته (عمل عسكري محتمل) في الايام المقبلة،يشمل شمال سوريا والعراق،لمواجهة حزب العمال الكردستاني التركي، الذي أصبح يهد الامن القومي التركي، كما تهدد المعارضة الكردية الايرانية الامن القومي الإيراني ولاسيما دعمها ومشاركتها في التظاهرات الشعبية، التي تعمُّ جميع مدن إيران ،إذن هناك خطر حقيقي يتربّص بالعراق، من الاراضي التركية والإيرانية، وهو إجتياح عسكري برّي،فكيف ستواجه حكومة بغداد مثل هكذا تهديدات علنية ومباشرة، وهي لاتملك قوة المواجهة العسكرية، لطرف واحد، فكيف بطرفين،وهكذا يحتاج العراق، الى قرار شجاع وعقلاني، في تفكيك أزمته ، والخروج من مأزقه،  وذلك على وفق القوانين الدولية، التي تمنع مثل هكذا إجتياح عسكري على بلدانها، لأسباب خارجة عن إرادتها،أو تمنع بالقوة وغيرها ،هذه المعارضة من إستخدام أراضي العراق، منصة لعمليات عسكرية داخل الاراضي الإيرانية والتركية، وهو حق دولي تملكه إيران وتركيا،وفي العراق هناك حزب البيجاك الكردي الايراني المعارض، يتخذ من الحدود العراقية – الايرانية منطلقاً لعملياته العسكرية داخل ايران، ويتخّذ من مدن واقضية ونواحي إقليم كردستان وحدودها مقرات لهم  ولعوائلهم ، وكذلك حزب العمال الكردستاني التركي، يمارس عملياته العسكرية داخل الاراضي العراقي، ويهدّد بها الامن القومي التركي،ويتخذ من جبال قنديل وسنجار، والشريط الحدود مع العراق، مقرات وأنفاق دائمة للهجوم على  قوات الجيش التركي،داخل اراضي تركيا، بل يحتل سنجارويسيطر عليها، ويمنع حكومة بغداد بتطبيق إتفاقية سنجار،التي تسمح بعودة أهالي سنجار النازحين في مخيمات دهوك من العودة اليها،وتطبيع اعوضاعها وإعادة اعمارها،إذن حكومة بغداد غير قادرة على منع حزب العمال الكردستاني وحزب بيجاك الإيراني ،على طردهم من الأراضي العراقية ،أو منعهم من القيام بعمليات عسكرية داخل اراضي تركيا وايران،مالم تنسق وتتفّق مع تركيا وإيران في مواجهة المعارضة، وحتى لو تطلّب الأمر المشاركة في شنّ عمليات عسكرية عراقية – تركية ،و عمليات  عراقية ايرانية، حتى تمنع إجتياح أراضيها، تحت تبريرات وغطاء دولي ايران وتركيا، وتفوّت الفرصة على إجتياح أراضيه، وهذا يتطلّب جهداً عراقياً ، وقراراً عراقياً شجاعاً ،لاتملكه حكومة السوداني ،التي تعاني من صراعات سياسية داخلية ، وتدخلات أمريكية وإيرانية ،في قرارها السياسي،وتحتاج الى توافق سياسي صعب ومعقّد ،لا بل تحتاج توافق سياسي وأمني مع إقليم كردستان، الذي يمتنع عن دخول الجيش العراقي لأراضي الاقليم،لملاحقة حزب بيجاك أو حزب العمال الكرستاني التركي،وبهذا فحكومة يغداد واقعة بين مطرقة إيران وتهديداتها، وبين سندان قوانين الإقليم، التي لاتسمح بدخول الجيش الى أراضي الإقليم ، وهذا ينذر ويسمح ويبرّر لدخول الجيش الايراني والتركي ،لملاحقة المعارضة داخل أراضي العراق والإقليم،إذن مأزق بغداد وحكومتها ،مأزق له عدة رؤوس سياسية وعسكرية ، اقليمية ودولية، يجعل هذا المأرق غير قابل  للخروج منه، حقيقة بغداد في ورطة وليس مأزقاً فقط، وعليها ألإستعانة بجهود دولية وأممية، لحلحلة أزمتها مع حرب وشيكة على أراضيها، وهي لاتستطيع ردّ هذه الحرب عسكرياً،ونعتقد وهذه فرصتها،أن إدارة بايدن، التي جددت الإتفاقية الامنية مع حكومة السوداني، يمكن أن تلعب دوراً مهماً في منع الإعتداء الإيراني التركي على الأراضي العراقية، من خلال دعم العراق عسكرياً وسياسياً وأمنياً، كما دعمت أوكرانيا، وتحشّد له الإتحاد الاوروبي والدول الكبرى ، لاسيما وأن العالم الآن ،منهمك ومشغول بحرب روسيا وأوكرانيا،فالعراق الآن أضعف من أن يصدّ عدواناً عسكرياً على أراضيه، فعليه الإستفادة القصوى من الإتفاقية الإستراتيجية الأمنية الأمريكية،فهي وحدها من تضمن منع اجتياح الجيش الإيراني والتركي، لحدود وأراضي العراق،ولكن هل تسمح إيران وفصائلها الولائية ، وميليشياتها المسلحة ،أن تفعّل إدارة  الرئيس بايدن الاتفاقية الأمنية ،لتمنع إجتياح العراق من قبل  إيران،بكل تأكيد لن تسمح هذا مطلقاً، فهي تنتظر بفارغ الصبر لتشارك قوات الجيش الايراني، في ملاحقة المعارضة الإيرانية على حدود العراق،في كل الأحوال لابد من وضع استراتيجية عراقية عاجلة بالتنسيق مع الاقليم لتدارك الاجتياح الذي تصرّ ايران وتركيا عليه،إذا لم تستطع بغداد ايقاف عمليات المعارضة وغلق مقراتها في العراق،وهذا المستحيل بعينه،نحن أمام إستحقاق دولي، والعراق الحلقة الأضغف فيه، أمام إيران وتركيا منجهة وأمام حزب بيجاك الايراني وحزب العمال الكردستاني التركي، ولاطريق ثانٍ الاّ بمواجتهما معاً ،حتى يتفادى الإجتياحات،إذن التهديدات الايرانية – التركية ، لإجتياح الأراضي العراقية ، لملاحقة المعارضة ،أمر لابد منه،وقد يكون خلال أيام عديدة، ولا وقت أمام حكومة بغداد ،إلاّ بمواجهة الأزمة والإنحناء أمام العاصفة ،وتترك الأمر للجيش الإيراني والتركي، يعبث بأراضيه ويدنسها، بحجة ملاحقة معارضيه، أو بمواجهته عسكرياً وهذا محال ،إيران ، وبعد التظاهرات الغاضبة التي تهدد نظامها بالسقوط،أحسّت بالخطر الداهم، الذي يهدد نظامها وهو المعارضة،بكل توجهاتها السياسية ،فلم يبق أمامها الاّ تصدير أزماتها الى الخارج وأقرب سيناريو ،هو إجتياح أراضي العراق، بحجّة وقف العمليات العسكرية للمعارضة الكرديةـ علماً أن المعارضة الكردية ، مضى عليها سنين طويلة ،وهي تقوم بعملياتها ضد النظام ،وداخل أراضيه، فلماذا الآن تهددّ إيران بإجتياح العراق،إذا لم تهدف الى لفت نظر العالم، والرأي العام الإيراني، أن خطر المعارضة يداهمها، وهذه فريّة ولا تبرير لها ،سوى تصدير الازمات والهروب من مواجهة الشعب الايراني الغاضب ،في المدن الإيرانية كلها،في وقت تعاني حكومة بغداد، من تربّص تنظيم داعش وقيامه بعمليات منفردة هنا وهناك، لإثبات وجود، كي يرسل رسالة لبغداد أنه موجود ويستطيع تهدّيد المدن،نحن نرى أن التهديدات الإيرانية – التركية – الداعشية ،لن تزيد العراق والعراقيين، الاّ توحداً وإفشال جميع مخططاتهم ، لإبقاء العراق ضعيفاً،ممزقاً تعصف به رياح الحقد والطائفية ، العراق قويبأبنائه لا بحكوماته الضعيفة، التيسملت أمرها للتدخلات الأجنبية، وإبتعدت عن الشعب العراقي، وتركته وحيداً فيما إنشغلت بالفساد والطائفية والإنتقام السياسي والإجتماعي ،وخضعت لأجندات خارجية، ومن يتغطى بلحاف الأجنبي بردان ، كما يقال، لأن الشعب مصدر القوة ومصدر النصر،لاتخيفه تهديدات أعداء العراق عبر التأريخ، يهزمها وينتصر عليها….

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *