كثيرا من الفعاليات الانسانية والفكرية كانت تنتقد الشعب العراقي لقيامه في مناسبات الثورة او الانقلاب بسحل حكامه. وتعتبره عملا خارج المالوف الانساني. ورغم ذلك فاننا نشاهد ونسمع في مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا في هذه الايام العودة الى التهديد بالسحل للسياسيين الحاكمين في العراق،وقد كنت ولم ازل اعارض عقوبة الاعدام. ناهيك عن التعذيب والتمثيل بالجثث بعد الوفاة. ولكنني اخذت اتسائل لماذا يصر العراقيون على السحل في كل عملية تغيير ثوري او انقلابي . ولكنني وجدت الجواب عندما رايت بعض السياسيين يتمادون كثيرا في تجاهلهم لطموحات الشعب بالعيش الكريم، او الحصول على ابسط الحقوق الانسانية. ولا ننسى اهانة كرامة العراقي الذي يتحمل الجور والظلم، من حكام يستهترون بالشعب دون ادنى وازع من ضمير او احساس بالمسؤولية ، حتى يعتقد حكامه بانه خانع وساكت على عبوديته وراض على هذه العيشة المرة المنافية للانسانية ، ولذلك نجده عندما يستمر الطغيان، ويبلغ السيل الزبى يثور ويستذكر كل الالام والمرارة التي ذاقها على يد حكامه فينتقم اشد انتقام منهم حتى يخرج احيانا عن المألوف، الى درجة سحلهم في الشوارع
فكرت في كل ذلك وانا اشاهد مدى الاهانة التي يعاني منه الشعب العراقي الان على يد من يدعون تمثليه. فبالاضافة الى نسبة الفقر التي تتجاوز الثلاثين في المائة من الشعب بالرغم من وفرة النفط والاموال الواردة الى خزينة الدولة. فان هناك سرقات علنية وممارسات لا انسانية تحفر في ضمير وعقل الشعب، مما يدل على مدى استهانه سياسيي الحكم الحالي بهذا الشعب الصابر. وهاهي الحكومة تسئ الى احد رموز الشعب من القادة الميدانيين الذي تسامى على المادة وعلى التفرقة بين ابناء الشعب الواحد واقصدبه الفريق عبد الوهاب الساعدي الذي ازاحوه لنظافته ومبدايته وهم الوسخين الاذلاء والعملاء. وهذه ليست المرة الاولى التي يتعرضون فيه لرموز من الجيش العراقي البطل. وهم بهذه الاعمال التي تدل على فسادهم واستهتارهم، يمعنون بالاساءة ليس للشعب العراقي حسب بل وللجيش العراقي الباسل الذي كان ولم يزل رمز البطولة والتضحية والكرامة لهذا الشعب العريق. ولم يكن التوجه لعزل الساعدي حالة فردية وانما هناك مخطط لاضعاف وتصفية الجيش العراقي بعملية ممنهجة لاقالة وابعاد الكثير من قادة الجيش. هذا الجيش الذي كان دائما حاميا للشعب العراقي وسور الوطن الشامخ. ولكن الاعداء من كل الدول الاقليمية لايريدون لهذا الجيش النهوض واسترداد مكانته اللائقة
كما فكرت ايضا بممارسات الحكم الجائر الحالي بقمع تظاهرات ذوي الشهادات العليا العاطلين عن العمل بدل تكريمهم كما تفعل الدول الاخرى المتقدمة، والمتخلفة ايضا
اضافة الى اعتقال وقتل النشطاء من طلائع الشعب العراقي وهم كثيرون لايمكن حصرهم بهذه العجالة ومنهم الشعراء والاساتذة والمفكرين والصحفيين وضباط الجيش الكبار . اضافة الى اساليب التعذيب الوحشية في السجون السرية، التي اشارت اليها منظمة العفو الدولية في تقريرها الاخير. وفي ثورة الشعب الحالية تمادت سلطات القمع وميليشيات الاحزاب المشبوهة في ذبح المتظاهرين علنا حتى تجاوز عدد الشهداء 44شهيدا واكثر من الفي مصابا
ان النداءات المتكررة الحالية بضرورة الخروج في تظاهرات عارمة، ليست بسبب انعدام الخدمات من ماء وكهرباء ونقص المدارس والتعليم والبطالة، فقط وانما لاستهتار القادة السياسيين والميليشيات المسلحة والدولة العميقة بمصائر الشعب العراقي لزجهم في معارك جانبية لاناقة لهم فيها ولاجمل، اضافة الى الفساد الذي وصل حدا لايمكن السكوت عنه. واخذوا يبيعون ويشترون المناصب في مزاد السياسة الرعناء. ثم تجاوزوا ذلك الى بيع الوطن نفسه عندما سلموا اراضيه الى دول مجاورة واباحوها للاجنبي. حتى تطاول الغريب على العراق والعراقيين بالقول والفعل دون رادع. فاصبح الحكام اذلاء وخدم عند الاجنبي ولايستطيع وزيرا، ولا اكبر منه او اصغر من الاعتراض، ولسان حالهم دائما السمع والطاعة دون كرامة اوشرف الرجال لحماية حرائر العراق الذين اذلوهن كما اذلوا الرجال، خسؤوا
انني هنا لا ابرر الدعوات لسحل هؤلاء الحكام فنحن ابعد مانكون عن هذه الممارسات. ولكننا نطالب بعزلهم ومحاكمتهم ازاء جرائمهم بحق الشعب وخيانتهم لوطن لاينتمون اليه ولا يتشرف بهم. ولياخذوا جزاءهم العادل عن ضياع ستة عشر عاما من عمر العراق والعراقيين، الذين فقدوا فيها الغالي والنفيس وكادوا يفقدون كرامتهم لولا رفضهم القاطع لهؤلاء الخونة الذين باعوا الوطن ويريدون بيع الشعب للاجنبي لقاء منصب زائل اودراهم معدودات، لانهم عاشوا عبيدا اذلاء وسيموتون كذلك مع لعنة التاريخ الابدية. فمرحى لشعب ثائر اصيل لايضام ولايبات على قهر الرجال