بقلم : مثنى الطبقجلي
(أبانا الذي في السموات ليتقدس اسمك, لياتي ملكوتك لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض ,اعطنا خبزنا كفاف يومنا واغفر لنا ذنوبنا وخطايانا كما نحن نغفر لمن , ولاتدخلنا في التجارب لكن نجنا من الشرير لان لك الملك والقوة والتسبحة الى ابد الابدين..امين ) بالامس وفي عيد ميلاد السيد المسيح فعل نفر ضال في كنائس بغداد ما لم يفعله التتار ،حينما حصدوا ارواح اناس مسالمين جاءوا الى الكنائس ايام العيد يستذكرون الله وما انعم عليهم من وطن يجمع الجميع تحت فيئ مآذنه ونواقيسه ،فاي عيد هذا الذي جعلوا فيه من اجساد المحتفلين قطعا متناثرة اصطبغت بها الجدران!! واي عيد هذا الذي كتبت عناوين الشهادة فيه بنسغ الدم والالوان ..حالة الرعب اليومي هذه طالت ابناء كل الاديان ،في وقت وقفت فيه حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي عاجزة عن منع تداعياتها مُقدمة للعالم تصورات متفاقمة عن حالة الظلم المنتشر في العراق تحت عباءات ميليشيات عرقية وطائفية كانت وراء تشريد المسيحيين وتهجيرهم الى شمال العراق والى الخارج .. التهديدات التي يتلقاها الاخوة المسيحون بصدورهم دفعتهم الى ترك بيوتهم ،ضمن حالة شاملة من الظلم والتهميش والاقصاء التي يختفي ورائها نفر ضال ،شمل بها جميع العراقيين بافعاله التي يندى لها جبين الانسانيةكفل الدستور العراقي لعام 2005 حرية الاديان . وقضت المادة 10 منه أن تلتزم الدولة بتأكيد وصيانة حرمة العتبات المقدسة والمقامات الدينية، وأن تضمن كذلك ممارسة الشعائر فيها بحرية. وتنص المادة 43 على أن أتباع جميع المجموعات والطوائف الدينية يتمتعون بحرية ممارسة شعائرهم الدينية، وإدارة شؤون أوقافهم الدينية، وكذلك مؤسساتهم الدينية..ومع ذلك وبحسب آخرالتقديرات لوزارة المهجرين والمهاجرين فأن اكثر من نصف سكان الأقليات في البلاد قد فرت إلى دول أخرى منذ 2003.وبعدما كان التعداد الرسمي لسنة 1987 يبين أن عدد المسيحيين العراقيين يبلغ حوالي 1,4 مليون نسمة اي انهم كانوا يمثلون 3% من السكان ، بات يقدر عددهم حاليا بما ، لا يتجاوز500 ألف شخص وربما اقل بكثير .ولقد شهدت الفترة الواقعة بين الاعوام 2006 و2007 استهدافا منظما ومكثفا للكنائس والاديرة المسيحية كما هو الحال للمساجد والجوامع ,شمل العراق باكمله وكانت السنة الاشد قسوة للمسيحيين هي 2006 كما هو الحال للمكون السني , ويكشف زعماء الكنيسة العراقية أن حوالي 30 بالمائة من سكان البلاد المسيحيين اضطروا للهجرة من الوسط والجنوب وهم اما يسكنون حاليا في شمال العراق، اوغادروه الى غير رجعة في بلدان المهاجر ، وأن أكبر تجمعاتهم موجودة حاليا في الموصل وفي أربيل ودهوك وكركوك فيما تلاشى وجودهم في الجنوب وانخفض الى حد بعيد في الوسط وتحديدا العاصمة بغداد..والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة في ايام رحمانية تمر على الجميع ونحن نودع عاما بكامله .. يا ترى من يختفي وراء تصعيد الهجرات المسيحية..للداخل والخارج على حد سواء ؟ والجواب الذي بات كل العراقيين يعرفه ،انه بلا شك قاتل محترف يعرف اين ومتى يضرب ضربته وسط انهيار هيبة الدولة وعدم قدرتها على حماية مواطنيها جميعا , هذا القاتل الذي لاتعرف له شكلا ولا عمامة او خمارا ولا عباءة ، نمطه بات معروفا للجميع انه يستمكن لهم في الطرقات وامام ابواب المدارس والجوامع والكنائس لكي ينتقم من الجميع لكي يخلوا العراق لهم وحدهم ...فكانت المجازر ترتكب تلو المجازر وتطال على حد سواء ائمة الاسلام والرهبان والمصلين من جميع الطوائف والاديان ، فهل كان للموت الذي اطل علينا بالاعياد على الهوية والشريحة له اجنحة مستوردة كما يقال ام انه كان من فعل فاعل يمتلك رؤى ظلامية وله الساحة المفتوحة والتمويل المستتر، ينشر الموت متى يشاء ويؤمر بين شرائح المجتمع العراقي باكمله.. لهم وللاخرين ممن تدفعهم اجندات مريبة وبينهم اصحاب النوايا التاريخية المظلمة ،نقول لهم جميعا: لن تمر فتنتكم هذه واهدافكم تلك لا في الانبار ولا في بغداد ونينوى والبصرة الفيحاء وذي قار , فقد عرفكم شعب العراق بكافة شرائحه واعراقه فكفوا ايديكم عنا وابعدوا الات القتل ونشر الدما ولكي يرتفع صوت الاذان عاليا من على مآذن مساجد الله، ولكي تعاود الكنائس ضرب نواقيسها ويعود الجميع لتادية صلواتهم بكل حرية واطمئنان ،علينا ان نوقفهم باي الاثمان ، وعلى الاخرين ان يتوقفوا عن ذبح شعبنا في حرب المذاهب والاديان إن كانت عندهم مثقال ذرة من الايمان..؟( المجد لله في العلى وعلى الارض السلام )