شبكة أخبار العراق :
هل أدرك المالكي سوء فعله وقوله يوم تجاهل العرب السنة وتعمد سياسة تهميشهم وعزلهم، بل ومحاربتهم في أرزاقهم ووظائفهم، وملاحقتهم بالتصفيات الجسدية وإذلالهم بالمعتقلات واتهامهم بالإرهاب، وهل عرف آثار التغافل تعمدا والمواربة في الاستجابة لاستحقاقاتهم الوطنية حتى بعد أن تظاهروا سلميا في ست محافظات واعتصموا في خيمهم على مدى سنة ونصف؟ وهل وعى الآن سوء عاقبة فض المعتصمين بقوة الرصاص، وازدراء مطالبهم وتجاهل رغباتهم؟ أيتذكر كيف تكبر واستكبر ووصف وثبة الفرسان في ساحات العز والكرامة بالفقاعة النتنة؟ فهل تعلم الدرس بأن الشعوب لا تقهر، وأن السحر يمكن أن ينقلب على الساحر، أم سيظل سادرا في غيه وضلاله حتى يعض أصابعه وينهش لحمه غصة وحسرة ولات ساعة مندم؟ فالفقاعة التي استهزأ بها وسخر منها ووصفها بالنتنة كبرت وتفجرت بركانا أطاح بسمعه وبصره.
وهل اتعظ المالكي بمصير القذافي يوم وصف شعبه بالجرذان وتعهد بسحقهم وملاحقتهم “زنكة زنكة” فحق عليه القول ودمروه تدميرا؟ ولم يخطر ببال المالكي أن زحف المتظاهرين يمكن أن يتحول أو تحول إلى زلزال يطيح بقوائم عرشه الذي أسسه على الدم والابتزاز، “أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ* إن بحور الدم التي توعد بها المالكي السنة والشيعة في كربلاء، تبشر بطوفان دماء ندعو الله أن يجنب الشعب العراقي سنته وشيعته أهوالها وويلاتها، وأن ترتد عليه وحده نارا وشرارا* أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ”.
بحور الدم التي تحدث عنها المالكي متشدقا برايات الحسين ليست عجيبة ولا غريبة في تاريخ الطائفيين من أمثاله، هو يتشبه بـ “بهبوذ” الفارسي الذي تزعم عصابة الزنج “ثورة العبيد” في جنوب العراق 255هـ مدعيا نسبا علويا واستثمر فكرة المهدي المنتظر المنقذ الذي يزيل الغمة، ويفرج الكرب ويحيي الخلفاء الراشدين ويقتلهم بالسيف ومعهم الملايين من أتباعهم ليستثمر عواصف السذج من المتشيعين لآل البيت، وكتب شعاراته على راية جمعت اللونين الأخضر والأحمر بإشارة إلى العلويين والخوارج في محاولة منهم لتوحيد الفرق الضالة؟ وليست ببعيدة عن بحور الدم التي سفكها الصفويون الذين احتلوا العراق عشر سنوات وحاربوا المسلمين حولهم، بدلا من نشر الإسلام بقوتهم في الأصقاع البعيدة، ولا هي جديدة عن فكرة الخميني بتصدير الثورة الإسلامية فسالت بحور الدم على الحدود العراقية الإيرانية عشر سنوات، وأودى كل من هؤلاء بنحو نصف مليون ضحية من المسلمين.
ويتوعد المالكي العرب السنة بعد أن حكم عشر سنوات عجاف ببحور الدم في الأنبار والرمادي والفلوجة وبغداد ونينوى وصلاح الدين وديالى، لينتقم ويشفي ما في صدره من حقد، والله يعلم أن الشهيد الحسين بريء منه ومما يفعل قولا وعملا، وسيخيب ويطيح الثوار بقدرة الله بكل ما جمع من الفتوات والمليشيات وعصابات الدهم والهدم، وسيستيقظ وكيد مرتزقته ارتد إلى نحورهم وبار المكر وأحبط التدبير “وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ”
إن مصير الحشود الطائفية التي تجمعت بفتوى السيستاني سيكون كمصير حشود المالكي التي عسكر بها في الموصل، وتفرقت أيدي سبأ وولوا هاربين قبل أن تصل قوات الثورة مشارف المدينة التي ساموا أهلها خسفا، فخلت مقرات الألوية من جندها، وأصبحت الأسود قرودا، والضباع ثعالبا وخلت الثكنات وخوت المعسكرات من عساكرها وباتت خاوية إلا من سلاحهم الذي تمترسوا به زمنا حتى إذا جاء أمر الله وفار التنور صارت مضربا للمثل: “وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا”، ولن يكون حظ المالكي أحسن من حظ سيده الخميني الذي لوح ببحور الدم، وأن جيشه إن تحرك من قم وطهران لن يقف إلا في بغداد ليسقي العراقيين السم فتجرعها هو بيده، وهان عليه شربها ممزوجة بدم أتباعه “وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ”.